×
آخر الأخبار
في بيان أممي الإفصاح عن دخول أكثر من 50 مليون طن متري من البضائع إلى موانئ الحوثيين أمين إصلاح أمانة العاصمة يؤكد فشل كل محاولات الحوثي إخفاء صورته الشيطانية طوال فترة الانقلاب من هو القيادي الإيراني الذي يدير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟ صدور النسخة الإنجليزية من كتاب "الجريمة المُركّبة أصول التجويع العنصري في اليمن"  منظمة أممية: 10 مليون طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات مع "ادعاء" نصرة غزة.. "أمهات المختطفين" لـ "الحوثيين": أفرجوا عن أبنائنا بعد يوم من وفاة المختطف "الحكيمي".. مصادر حقوقية ترصد وفاة "مختطف" في سجن "حوثي" ما وراء تراجع مركزي "صنعاء" عن قراره التصعيدي ضد البنوك وشركات الصرافة العاملة في عدن؟ منظمة دولية تنتقد أحكام الإعدام الحوثية وتعتبرها انتهاكات جسمية للقانون اليمني واشنطن تفرض عقوبات على كيانات إيرانية بينها مليشيا الحوثي

زنازين مظلمة وتعذيب وحشي.. شهادات مفزعة لصحفيين مفرج عنهم من سجون الحوثيين (تقرير)

العاصمة أونلاين/ خاص


الخميس, 03 ديسمبر, 2020 - 09:28 مساءً

كشف الصحفيون الخمسة المفرج عنهم من سجون مليشيات الحوثي الانقلابية "عصام بلغيث وهشام اليوسفي وهيثم الشهاب وهشام طرموم وحسن عناب" عن جوانب من يوميات التعذيب الوحشي والمعاملة القاسية في سجون المليشيات على مدى أكثر من خمسة أعوام.

 

جاء ذلك، خلال جلسة الاستماع التي نظمتها نقابة الصحفيين اليمنيين صباح اليوم الخميس، بالتعاون مع منظمة صدى بمدينة مأرب.

 

لمحة من الاختطاف

 

وتناول الصحفي عصام بلغيث في روايته لمحة لوقائع ماتعرض له مع زملائه منذ ماقبل الاختطاف، موضحاً أن مرحلة ماقبل الاختطاف كانت قاسية للغاية مع موجة القمع والاختطافات والهجمة الواسعة التي شنتها مليشيات الحوثي بحق الصحافة والصحفيين في أعقاب الانقلاب.

 

وقال إن شعورنا بالمسؤولية كصحفيين ونحن نرى المليشيات الحوثية تجرف الحياة العامة وتفرغ العاصمة من الإعلام لتمارس القمع والاعتقالات دون دراية من العالم، ماجعلنا أمام مسؤولية ايصال مايجري للعالم ونقل الوضع الانساني.

 

وأوضح بلغيث أنه تواجد مع زملائه لتغطية الوضع الانساني بصنعاء وقرروا العمل من أحد فنادق صنعاء، وكان ذلك بعد 19 يوماً فقط من مقتل الصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري في حادثة هران الشهيرة بعد إن جعلتهم المليشيات الحوثية دروعا بشرية لغارات الطيران وهو تعبير عن نقمة الجماعة ضد الصحفيين الذين تعتبرهم العدو الأول والأخطر.

 

وفجأة يقول بلغيث داهمت المليشيات الفندق بجميع أنواع الأسلحة والمدرعات وحولت الخارج الى ثكنة في مشهد اعتقد ألمارة أنهم يقبضون على عصابة خطرة وليس صحفيين لايحملون سوى أقلامهم، ووجهوا أسلحتهم على رؤوس الصحفيين ومنعوهم من إصدار أي صوت قبل أن يقتادوهم بوحشية الى المعتقل مع صراخ باتهامات وشتائم بذيئة يتحاشى المرء ذكرها لبذائتها.

 

أكل وماء تأنفه الحيوانات

 

أما الصحفي هشام اليوسفي خلال حديثه في جلسة الاستماع، فيقول إن فترة بقاءه مع زملائه في السجون الحوثية كانت 1955 يوماً، كان كل يوم بمقدار عام من الألم والمعاناة والبؤس والمرض في سجون لاتوفر أدنى معايير الانسانية.

 

وتطرق الى السجون التي جرى نقلهم اليها خلال فترة الاختطاف الممتدة لأكثر من خمس سنوات، حيث نقلتهم المليشيات الحوثية في بداية الأمر الى قسم الحصبة وجرى توزيعهم الى مجموعتين، ولاحقاً أودعت المليشيات كلاً منهم في زنازين مظلمة وبمساحة 2*3 متر يجمع فيها 11 شخص ودورة المياه جزء من الزنزانة نفسها بوضع مزرٍ للغاية وغير آدمي، ولايوجد منفذ للهواء.

 

لاحقاً يقول اليوسفي إن المليشيات أقرت نقله وزملائه الى سجن البحث الجنائي، وفي 13من يوليو2016م جرى نقلهم الى سجن احتياطي الثورة، ثم توزيعهم على زنازين انفرادية هي الأحرى مزرية وغير انسانية وتم قطع التواصل بينهم ، وهناك قضى الصحفيون المختطفون 247 يوماً كلها عذابات لاتحتملها الحيوانات والبهائم.

 

وعن الأكل والماء في تلك الزنازين، أوضح هشام اليوسفي إن الماء الذي كانوا يشربونه في تلك الزنازين تأنف الحيوانات عن الاقتراب منه من كمية التلوث فيه، حيث اضطروا في كثيرٍ من الأحيان لتقطيع جزء من قماش ملابسهم لفلترة هذا الماء وشربه، أما الأكل فليس أحسن حالاً يقول "إننا كنا نفضل الجوع على أن نأكل ذلك الطعام السيء".

 

وأشار الى أن المليشيات نقلتهم في وقت لاحق الى سجن احتياطي هبرة الذي قضوا فيه 69 يوماً، وبسبب الاضراب عن الطعام قررت المليشيات معاقبتهم بنقلهم الى سجن الأمن السياسي الأكثر بشاعة من سابقيه، وهو السجن الذي قضوا فيه المدة الأطول والتي تمتد لـ 1592 يوماً.

 

وأوضح إن اجمالي الزنازين التي تنقلوا فيها 27 زنزانة أصغرها بمساحة 1*2 متر، بالإضافة الى البدرومات الوحشية المظلمة.

 

أمراض لاحصر لها

 

من جهته، أفاد الصحفي هيثم الشهاب إن التعذيب البشع وضروب المعاملة القاسية انعكست على الحالة الصحية له وزملائه حيث اصيبوا بالعديد من الامراض في سجونهم ومنعت عنهم مليشيات الحوثي العلاج وإدخال الدوية والأطعمة والزيارة.

 

ومن تلك الأمراض الملاريا وضعف النظر والقولون والتهابات المعدة والأمعاء والتقرحات الجلدية وهشاشة العظام بسبب منعهم من التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة والربو بسبب نقص كمية الاكسيجين في الزنازين الانفرادية، بالإضافة الى الأضرار النفسية البالغة التي لحقت بهم جراء هذه المعاملة والتعذيب المروع.

 

وخلال شهر رمضان، أكد الصحفي الشهاب إصابته وزملائه "الصحفيين المختطفين" بوباء كورونا الذي تفشى في سجون مليشيات الحوثي، وأوضح إن الجماعة مارست بحقهم الإهمال المتعمد رغم شكاواهم المستمرة من الأعراض المطابقة لأعراض الوباء.

 

ومن أساليب التعذيب التي تطرق اليها هيثم الشهاب، إن عناصر المليشيات الحوثية كانت تعمد لتعذيب المختطف اثناء زيارة أسرته له في المعتقل أمام الأسرة، ليتسببوا بالأذى النفسي للمختطف وعائلته.

 

تعذيب نفسي ممنهج

 

الصحفي هشام طرموم هو الآخر، تعرض لأبرز أساليب التعذيب النفسي الممنهج الذي اتبعته المليشيات بحق الصحفيين المختطفين، وأوضح إن الجماعة مارست منذ اللحظات الأولى لاقتحام الفندق واختطافهم الضغط النفسي بصورة ممنهجة.

 

وقال إن العذاب النفسي جعلنا نموت في اليوم الواحد أكثر من مرة، مشيراً الى أن قيادات في العصابة الحوثية نفذت زيارات لهم وأعطتهم وعود بالإفراج عنهم دون تنفيذها ضمن حملة الضغط النفسي عليهم.

 

وأشار الى أن المليشيات الحوثية أعتبرتهم عدوها الأخطر وعاملتهم ببشاعة منقطعة النظير بسبب عملهم الصحفي.

 

قصة القلم

وفي روايته، ذكر الصحفي حسن عناب قصته المؤثرة بعد تهريب أجزاء قلم الى الزنزانة، حيث قام مدير السجن المدعو يحيى سريع بعد العثور على أجزاء من قلم بحوزة عناب بتعذيبه بوحشية ودون أدنى رحمة.

 

وقال إن التعذيب بالضرب بالهراوات من أعلى الرأس الى أخمص القدم، الذي نفذه يحيى سريع بنفسه، استمر من الساعة 9 والنصف مساء حتى 3 ونصف فجراً، و"تحول ظهري الى كتلة دموية داكنة تشبه لون الكبد، واستمرت آثار ادم الداكن والتعذيب على جسدي لمدة 25 يوماً لبشاعة التعذيب".

 

وفي ختام حديثه، انهار الصحفي عناب باكياً في مشهد مؤثر بينما كان يشرح وقع خبر وفاة والدته وهو في المعتقل والتي كانت بأمس الحاجة اليه وكافحت طويلا من أجل إطلاق سراحه.

 

غيض من فيض

 

وفي تعقيب أخير، ذكر الصحفي عصام بلغيث إن ماجرى استعراضه في جلسة الاستماع ليس إلا غيضاً من فيض مما جرى له وزملائه، مؤكداً "لانستطيع نفسياً أن نستعرض كل ماحصل لنا".

 

ووعد بلغيث بالمزيد من الجلسات لاستعراض تفاصيل أكثر عن وقائع ماجرى له وزملائه الصحفيين في سجون مليشيات الحوثي، حيث لايمكن إجمال كل شيء في جلسة واحدة.

 

 

وطالبوا في ختام جلسة الاستماع، المنظمات الدولية واتحادات الصحافة عبر العالم والمجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغوط للإفراج على بقية الصحفيين المختطفين دون شروط، والذين يواجه أربعة منهم أحكاما بالإعدام بعد محاكمات هزلية على خلفية عملهم الصحفي.



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير