×
آخر الأخبار
في بيان أممي الإفصاح عن دخول أكثر من 50 مليون طن متري من البضائع إلى موانئ الحوثيين أمين إصلاح أمانة العاصمة يؤكد فشل كل محاولات الحوثي إخفاء صورته الشيطانية طوال فترة الانقلاب من هو القيادي الإيراني الذي يدير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟ صدور النسخة الإنجليزية من كتاب "الجريمة المُركّبة أصول التجويع العنصري في اليمن"  منظمة أممية: 10 مليون طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات مع "ادعاء" نصرة غزة.. "أمهات المختطفين" لـ "الحوثيين": أفرجوا عن أبنائنا بعد يوم من وفاة المختطف "الحكيمي".. مصادر حقوقية ترصد وفاة "مختطف" في سجن "حوثي" ما وراء تراجع مركزي "صنعاء" عن قراره التصعيدي ضد البنوك وشركات الصرافة العاملة في عدن؟ منظمة دولية تنتقد أحكام الإعدام الحوثية وتعتبرها انتهاكات جسمية للقانون اليمني واشنطن تفرض عقوبات على كيانات إيرانية بينها مليشيا الحوثي

معلمون محتجون ضد التجويع.. وتجريف مستمر للعملية التعليمية في العاصمة صنعاء

العاصمة أونلاين/ خاص


الخميس, 17 ديسمبر, 2020 - 07:19 مساءً

في الفاتح من نوفمبر، تشرين الثاني المنصرم توفي الأكاديمي الدكتور عدنان الشرجبي، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة صنعاء، عقب أيام من خروجه من سجن مليشيا الحوثي، بحسب تقارير حقوقية، بينما تعرض "320" معلماً ومعلمة لتهديدات مختلفة من قبل قيادات ومشرفي المليشيا الحوثية في عدد من مدارس العاصمة.

 

ودشنت وفاة الأكاديمي الشرجبي شهراً من الانتهاكات الحوثية بحق الأكاديميين، والتي طالت 20 أكاديمياً، منهم أحد مؤسسي جامعة صنعاء، وهو البروفيسور يوسف محمد عبدالله، عالم الآثار اليمني المشهور، التي أنذرت المليشيا نجله بالطرد من السكن الجامعي، ليضاف الانتهاك إلى انتهاكات أخرى سابقة له، منها محاولة فصله نهائياً، والتي لم تراع فيها حالة الدكتور يوسف محمد عبدالله، الصحية، والذي أصبح نازحاً في العاصمة المصرية القاهرة للعلاج من أمراض مزمنة عدة.

 

الانتهاكات التي طالت التعليم في شهر نوفمبر تمثلت بشكل اعتداءات وتعسفات حوثية طالت معلمين وأكاديميين، واقتحامات مدارس، وتهديدات طالت معلمين ومعلمات، وتوظيف المدارس طائفياً من خلال تحويل فصول محو الأمية إلى إقامة دورات جهادية خاصة بالجماعة، ومحاضرات حوثية، تستهدف الطلاب والطالبات وأولياء الأمور وخاصة النساء، إضافة إلى قرارات جائرة بحق التعليم والعاملين فيه.

 

وأظهرت المليشيا الحوثية حرصها على تطييف التعليم الجامعي، في توجه عكسته من خلال إلغائها 8 أقسام علمية، منها قسم اللغة العربية، بينما أعلنت تخرج أول دفعة في تعليم اللغة الفارسية، حملت اسم المجرم قاسم سليماني، قائد ما يعرف بالحرس الثوري الإيراني، المسؤول عن مقتل آلاف الضحايا، أغلبهم الأطفال والنساء في بلادنا وعدد من الدول العربية.

 

وتعتزم المليشيا الحوثية إغلاق كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بينما أعلنت بأنها ستغلق أقسام اللغة الفرنسية، وعلم التاريخ، والعلاقات الدولية، والجغرافيا، وعلم الآثار، والسياحة، والمكتبات وعلم المعلومات إضافة إلى اللغة العربية.

 

كما تنشط المليشيا على نحو كبير وملفت في المدارس الحكومية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، في توجه خطير يسعى إلى تغيير أنشطة المدارس التعليمية المتعارف عليها، وتحريف رسالتها التعليمة إلى ما يخدم طائفية المليشيا التابعة لإيران وحوزاتها الدينية، حيث قامت بافتتاح ما تسميها "المدارس العصرية"، أي استحداث فترة "العصر" في المدارس الحكومية لتدريس مناهج طائفية.

 

أكاديمي آخر والمختطف في سجون المليشيا الحوثية من عشرة أشهر، الدكتور حميد عقلان، رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، تدهورت حالته الصحية، على الرغم من الدعوات لإطلاق سراحه، وهو ما جعل شخصيات اجتماعية ومشائخ قبائل تنتمي إلى محافظة الجوف، مسقط رأس عقلان للتظاهر من أجل الضغط على المليشيا من أجل الإفراج عنه، إلا أنه لا استجابة حتى اللحظة.

 

وشهدت 5 مدارس في مديريات معين وشعوب وبني الحارث لاقتحامات من قبل مسلحين تابعين للمليشيا، وإطلاق نار، ورمي قنبلة على حوش مدرسة صلاح الدين الأيوبي للبنات، مما تسبب بحالة ذعر كبيرة في أوساط الطالبات، بينما اقتحمت المليشيا مدرسة الشهيد سالم قطن، وباشرت بضرب الطلاب بأعقاب البنادق.

 

إلى ذلك شهد نوفمبر عدداً من الاحتجاجات والدعوة إلى إضرابات من قبل معلمين ومعلمات، بعد أن جوبهت بإجراءات مشددة من قبل المليشيا الحوثية، بتخوين الداعين لها، بأنهم عملاء للعدوان. كما أوضح معلمون لراصدو "مركز العاصمة الإعلامي"، وأكدوا أن المليشيا أرسلت قيادات تابعة لها ممن يعملون في مكاتب تربية مديريات العاصمة إلى عدد من المدارس لإيقاف توقيعات وتحضيرات للإضراب، عقب إعلان المدعو مهدي المشاط، رئيس مجلسهم السياسي بإيقاف نصف الراتب.

 

وكانت مدارس عدة شهدت غلياناً واحتجاجات للمعلمين تمثلت بجمع توقيعات من قبل مدرسين دعوا إلى الإضراب لإجبار المليشيا التراجع عن قرارها بإيقاف ما أسموه بالفتات كناية عنى نصف راتب كانت تدفعه لهم كل أشهر، إضافة إلى أن مدارس أخرى أعلنت احتجاجها لقرار حوثي يقضي بحرمانهم من المشاركة المجتمعية، أو نقص نسبتها للمعلمين، والمشاركة المجتمعية هي مبالغ مالية يدفعها الآباء أول العام عند تسجيل أبنائهم في المدارس، تصل إلى خمسة آلاف ريال للطالب الواحد.

 

منها مدرسة "المحضار" في مديرية شعوب وهو ما دفع بقيادات المليشيا في مكتب التربية بالمديرية إلى زيارتها والتحريض على دعوة الاحتجاجات، بأنها خيانة وتخدم دول العدوان بحسب تعبيرهم، وصل بهم إلى توجيه إدانات سياسية للمعلمين، وتهديدهم بالسجن وتعذيبهم، إذا توسعت مطالبهم الحقوقية.

 

مظاهر احتجاجات أخرى لطلاب وأهالي من فئة المهمشين، الذين تجمعوا أمام جامعة صنعاء، بعد أن صادرت المليشيا الحوثية مقاعد مجانية لهم، في الجامعة، وأعطتهم لموالين لها، في استئثار واستحواذ لكل ما تصل إليه يدها العابثة، وفي فضح لها ولإعلامها الذي يحاول تصويرها بأنها تهتم بالمهمشين ممن تطلق عليهم أحفاد بلال للتأثير عليهم واقتيادهم إلى جبهات القتال، بعد حرمانهم من التعليم ومن أعمال بعضهم في بلدية العاصمة نتيجة مصادرتها لرواتبهم الشحيحة.

 

ورصد "العاصمة أونلاين" تعرض 130 معلمة للتهديد والتدخل في عملهن في عدد من المدراس، من قبل ما يعرف بـ"الزينبيات" اللاتي لهن ارتباط بمديرات المدارس، ممن عملت المليشيا على فرضهن على أغلب المدارس.

 

ومن صور الاستغلال للمدارس الخاصة بالفتيات قالت معلمة تعمل في مدرسة الرضوان، في مديرية شعوب، لموقع "العاصمة أونلاين" بأن مديرة المدرسة الحوثية، تقدم محاضرات طائفية، للنساء عصراً، وأنها تستدعي من أجل ذلك أمهات الطالبات ونساء الأحياء القريبة.

 

وبحسب المعلمة فإن المليشيا استحدثت في المدرسة قسماً لمحو الأمية، كوسيلة للإيقاع بأكبر قدر من الأمهات وتنفيذ أنشطة فيها جمع أموال ومجهود حربي، وتصنيع الخبز لمقاتلي المليشيا، وهو ما أحدث تذمراً لدى نساء، كن قد سجلن للالتحاق في صفوف محو الأمية.

 

كما رصد استغناء المليشيا ما يقارب من 20 معلمة، إضافة إلى أن المليشيا الحوثية استحدثت عملية نقل لمعلمات إلى مدارس بعيدة عن منازلهن، وهو ما فسرته المعلمات لكي يتكرر غيابهن نظراً لتوقف الرواتب فتعمل المليشيا على استبدالهن بأخريات كما حدث في الأعوام الماضية.

 

المليشيا الحوثية أصدرت عدداً من القرارات في نوفمبر المنصرم، تندرج ضمن قرارتها المستهدفة بها التعليم، منها قرار قضى منع امتلاك أو مشاركة التربويين للمدارس الخاصة والأهلية، وهو ما أحدث استياءً واسعاً وسط المعلمين، الذي جعلوه استهدافاً آخر لهم بعد قطع رواتبهم ومستحقاتهم منذ أكثر من أربع سنوات.



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير