الأخبار
- تقارير وتحليلات
ضمن حملة إلكترونية.. صحافيون يمنيون يروون جزءاً من مأساتهم مع إرهاب المليشيا الحوثية
العاصمة أونلاين/ خاص
الإثنين, 25 يناير, 2021 - 08:57 مساءً
مع بدء الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة وسيطرة المليشيا الإرهابية على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية أواخر العام 2014، بدأ فصل جديد في حياة الصحافيين اليمنيين.. غادروا عاصمتهم مهجرين، وتركوا منازلهم ووظائفهم التي فصلوا منها، ليصبحوا نازحين ولاجئين، يطاردهم إرهاب الجماعة الحوثية.
صنفت الإدارة الأمريكية مؤخراً الحوثيين كجماعة إرهابية، في قرار اعتبره اليمنيون تاريخياً، ومهماً كونه يسلط الضوء على انتهاكات جماعة ارتكبت أسوأ الجرائم وأفظعها بحقهم، وبحق أجيال قادمة، لاستهدافها الصغار، من خلال المناهج المدرسية الطائفية، والمفخخة بالأفكار المتشددة، التي لا تنتج إلا إرهابيين ومشاريع موت.
عدد كبير من الصحافيين في الداخل اليمني (المحافظات المحررة) أو في الخارج، سواء في دول عربية أو دول العالم، تحدثوا عن تجربتهم مع المليشيا الحوثية، المدعومة من النظام الإيراني، ضمن حملة إلكترونية شكلوا هم عمودها الرئيسي، مع فئات مختلفة، لتتحول إلى حملة شعبية، تصدرت به من خلال الوسم الخاص بها الترند العالمي في بضع ساعات.
سرد الصحافيون سجلاً صادماً عن الممارسات الحوثية بحقهم، وبحق المشتغلين في الجانب الإعلامي، حيث جعلت بعضاً منهم دروعاً بشرية، بينما اختطفت العشرات، وضعتهم في سجونها وأقبيتها الأمنية.
تابع "العاصمة أونلاين" تغريدات الصحافيين التي تحدثوا فيها عن مأساتهم، التي صنعتها المليشيا الحوثية، وقد جعلتهم هدفاً لها، من خلال ممارسات دموية وملاحقات مستمرة حتى اليوم.
تؤكد شهادات الصحافيين بأن الانتهاكات الحوثية بحقهم تنوعت ما بين الفصل عن الوظائف، والتهجير، وتدمير منازلهم، واستهداف بالصواريخ، ونهب للمؤسسات التي يعملون فيها، ناهيك عن الاختطاف والتغييب، والتعذيب الجسدي والنفسي.
البداية مع أستاذ الصحافة في جامعة صنعاء، الدكتور وديع العزعزي، يشير إلى أنه فصل من وظيفته الأكاديمية، وأنه اضطر للنزوح حفاظاً على حياته من إرهاب المليشيا الحوثية، وهو ما أكده الصحافي عبدالباسط الشاجع في تغريدة له هو الآخر، يذكر فيها تعرضه للملاحقة الحوثية الإرهابية، بعد أن وضعته في قائمة المطلوبين، أو ضمن قائمة سوداء لديها، وضعت عشرات الصحافيين والنشطاء فيها.
ويقول الشاجع، "اختطفت المليشيا الحوثية 10 من زملائي الصحفيين، ما زال بعضهم رهن الاختطاف، كما اقتحمت مقر عملي "إذاعة ناس" وصادرت محتوياتها، لم يكن من خيار سوى الفرار والنزوح".
إلى ذلك يشير فؤاد العلوي بأن المليشيا الحوثية، عملت على فصله من وظيفته، هو والمئات من منتسبي مؤسسة الثورة للصحافة.
ويقول العلوي "قامت مليشيا الحوثي الإرهابية بفصلنا من وظائفنا، وقطع كافة مستحقاتنا، ومارست صنوف التضييق علينا ما اضطرني وكثير من الزملاء للنزوح حفاظا على حياتي وأسرتي من إرهاب مليشيا الحوثي".
بدوره الصحافي غمدان اليوسفي، يؤكد بأنه تعرض لمأساة الفصل أيضاً مع 39 صحفيا من زملائه، تم فصلهم من قبل المليشيا بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء، فصلتهم من وكالة سبأ الرسمية، ويواصل "خسرت أعمالي الأخرى، وأثاث منزلي ومكتبتي وكل ما اسسته طوال 20 عاماً".
ويشير عبدالله المنيفي، إلى تجربة الاختطاف، والتغييب في سجون الحوثي، لأكثر من عامين، ولا ذنب له سوى أنه صحافي، مضيفاً "تعرضت خلالها لصنوف التعذيب فقط لأني صحافي، وكنت شاهداً على فضائع المليشيا العنصرية ووحشيتها ضد المدنيين المختطفين والمخفيين قسرا لسنوات".
وهي التجربة نفسها ليوسف عجلان، والذي يؤكد في شهادته تعرضه للتعذيب والاختطاف والإخفاء القسري والاعتقال في سجون الحوثيين لعام وشهرين بدون أي ذنب.. ويضيف "قامت بنفيي وحرماني من العودة إلى منزلي وأسرتي ومدينتي التي أنتمي إليها وما زلت أعاني نفسياً وجسدياً مما تعرضت له حتى اليوم".
مازن عقلان يقول: "أنا واحد من ضحايا الإرهاب الحوثي، تعرض منزلنا في حي الروضة في مدينة تعز للقصف بقذيفتين "هاوتزر" أطلقها الحوثيون" ويشير إلى أن أسرته خرجت من تحت الأنقاض، أصيبوا بإصابات مختلفة، أخطرها كانت من نصيب شقيقته، التي أصيبت في قدمها.
وقال عقلان : "عشنا المأساة بكل تفاصيلها، وعرفت تماما ما الذي يعنيه الإرهاب"
الصحافي رشاد علي الشرعبي، أشار بأن المليشيا الحوثية لم تكتف بتهجيره مع أسرته من صنعاء، من المينة التي يحب، فوالده في عجز عن الوصول لمنزلهما في شمال مدينة تعز، منذ هاجمت كتائب الموت مدينتهما قبل ٦ سنوات، ويضيف "الحوثيون زرعوه بالألغام وسيجوه بالقناصة".
أما الصحافي والباحث عبدالسلام محمد، يتذكر بأن أحد الحوثيين اتهمه لدى النائب العام الحوثي، بأنه يعمل على رفع الإحداثيات للطيران السعودي، ويضيف،" تفاجأت منتصف الليل بأطقم جانب سكني، تسللت فجرا من صنعاء، وتمكن أحد الضباط من إيصالي بمعية أسرتي إلى الحديدة، نمت هناك ثم غادرت الى الحدود بمساعدة ضباط آخرين".
من جهته الصحافي حسن الفقيه، يرى في تجربته تجربة الملايين من اليمنيين، ممن أصبحوا خارج منازلهم، وديارهم ولا ذنب لهم إلا رفض تمرد وعدوانية وبربرية العصابة الحوثية الإرهابية.. مشيراً إلى أن ملايين المهجرين من منازلهم وآلاف المختطفين حيث المئات منهم توفي تحت التعذيب، في إجرام حوثي، هو إجرام القرن.
عمار النجار، والذي اشتغل إعلامياً ومراسلاً حربياً في محافظة الجوف، شرق البلاد، والذي وصل إليها نازحاً ومهجراً من قبل المليشيا إلا أنها واصلت استهدافه وزملاءه بالصواريخ، وتهجيره مجدداً ونهب أدواته الإعلامية الشخصية.