الأخبار
- تقارير وتحليلات
طور "خطير" من التخريب الإيراني في اليمن.. (العاصمة أونلاين) يرصد أنشطة "إيرلو" الإرهابية في صنعاء
العاصمة أونلاين/ خاص/ نبيل صلاح
الخميس, 04 فبراير, 2021 - 10:00 مساءً
تتبع "العاصمة أونلاين" أنشطة وأدوار "حسن إيرلو" منذ الإفصاح عن تواجده، في العاصمة صنعاء، في أكتوبر من العام الماضي، بعد دخوله البلاد بطريقة غامضة وغير مشروعة على طريقة تنقل أعضاء المنظمات الإرهابية.
وتوصل فريق الرصد في "العاصمة أونلاين" بأن عدد الأنشطة التي ظهر فيها أيرلو في صنعاء وصلت إلى 25 نشاطاً توزعت بين عقده لـ 10 لقاءات مع قيادات حوثية، إضافة إلى حضوره لـ 15 فعالية طائفية، تم الإعلان عنها في وسائل إعلام المليشيا نفسها.
التتبع شمل ظهور المدعو "إيرلو" الذي يعتقد الكثير بأنه ليس اسمه الحقيقي، شمل تغريداته على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يحرص من خلالها على إظهار نفسه كزعيم في عاصمة اليمنيين المختطفة، وهو المجرم المرتبط بالحرس الثوري الإيراني، وبصلته الكبيرة للهالك قاسم سليماني، الذي قضى بغارة أمريكية في العاصمة العراقية بغداد في أوائل العام الماضي (2020م).
وظهرت أنشطة "أيرلو" الذي يظهر نفسه من خلال كتاباته على صفحته في تطبيق التدوين المصغر "تويتر" كحاكم عسكري للنظام الإيراني في اليمن، والذي صنفه متابعون ومراقبون بأن أعماله تندرج في خانة النشاط الإيراني التخريبي في اليمن، القائم على مسح الهوية اليمنية الوطنية، ونشر الثقافة الطائفية الشيعية، وتعميق الهوة بين أطياف المجتمع اليمني لضمان استمرار بقائه كمتحكم في أهم بلد تقع على أهم ممر مائي في العالم، عبر ذراعها الحوثية الخبيثة، مع تمكين جناح فيها في كل المؤسسات وإنشاء مؤسسات بديلة، وموازية للمؤسسات القائمة التي استولت عليها المليشيا إبان انقلابها على الدولة.
وشكّل وصول ضابط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حسن أيرلو الى صنعاء الخاضعة لسيطرة حلفاء طهران مليشيات الحوثي الإرهابية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، نقلة في مسار النشاط التخريبي الإيراني في المنطقة إلى مرحلة جديدة، تتمثل باكتمال احتلال الحرس الثوري وبشكل علني على عاصمة اليمنيين وفرض إيرلو كحاكم عسكري.
أنشطة "ايرلو" والأدوار التي يقوم بها منذ وصوله الى صنعاء ترتبط بماضي الرجل الغارق في الإرهاب كأحد أعوان الإرهابي الصريع قاسم سليماني، وبالمهام المكلف بها لتكثيف سيطرة طهران على شمال اليمن وتحويلها الى منصة لتهديد أمن الإقليم والملاحة العالمية.
يغرد إيرلو على موقع "تويتر" بالعربية بين الحين والآخر لمخاطبة أتباعهم مليشيات الحوثي كقائد، ويحرص على إيصال رسائل التموضع الإيراني في اليمن لمواجهة السعودية وتهديد أمن المنطقة، حيث يقول تعليقاً على اغتيال الخبير النووي "فخري زاده" في الفترة الأخيرة لإدارة ترامب: وسيتم نقل هذه العلوم إلى الحلفاء في محور المقاومة والعالم، وستنتقم إيران بشدة من مرتكبي هذا الاغتيال اللا إنساني، في إشارة إلى نقل صواريخ وأسلحة لمليشيات الحوثي.
المتخصص بالصواريخ
وبتتبع مسيرة "ايرلو".. أدواره ويومياته التي يقضيها في صنعاء، تشير المعلومات الى أن ضابط الحرس الثوري الذي قامت طهران بتهريبه بطريقة غير شرعية الى صنعاء لتعلنه لاحقاً "سفيراً" لدى مليشيات الحوثي، هو خبير متخصص في تصنيع وإطلاق الصواريخ الباليستية والمضادة للطائرات وتفخيخ الطيران المسير، ووجوده مرتبط بالهجمات التي تحدث بين الحين والآخر ضد المملكة العربية السعودية، والهجوم الإرهابي الذي استهدف الحكومة اليمنية نهاية ديسمبر الماضي.
حاكم غير معلن
ظهر "ايرلو" منذ مجيئه صنعاء، في 10 لقاءات مع قادة العصابة الحوثية بصنعاء باعتباره "سفيراً" عبر وكالة "سبأ" النسخة الحوثية، فيما ظهر في نحو 15 فعالية طائفية أشرف على أغلبها بنفسه بما فيها فعالية تأبين الصريع سليماني وذكرى المولد النبوي، وحرص الإعلام الإيراني على إبرازه كزعيم، وهوما يفعله بالفعل بصنعاء حيث يفرض نفسه كحاكم فعلي، وظهر قادة مليشيات الحوثي خلفه كأتباع خاصة في الفعاليات الطائفية حيث يكسر كل قواعد البروتوكول وينتبذ لنفسه مكان القائد، ثم يتجول في شوارع صنعاء ويجر خلفه قيادات المليشيات.
هذا ليس كل شيء بشأن ايرلو، فيوميات الإرهابي الإيراني الأخطر في صنعاء كثيفة بالأحداث والأنشطة الإرهابية والحقيقة تختلف كلياً عن المظهر الذي تنقله به وسائل إعلام الحوثيين وإعلام بلاده، خاصة أن قدومه المشؤوم صاحبته أحداث مهمة بصنعاء لا تبدأ باغتيال القيادي في الجماعة حسن زيد الذي تبنى فيما مضى رأياً يناهض توسع نفوذ الحرس الثوري الإيراني في اليمن، ولا تنتهي بإجراءات الحوثيين لتطبيق نظرية الولي الفقيه، بشأن منع النساء من العمل والاختلاط وتجريف الهوية.
وهي الأحداث التي تأتي ضمن صراع أجنحة المليشيا، وبروز الصراع أكثر بين جناحي صعدة، معقل الجماعة، وصنعاء، حيث تعيش أبرز الأسر الأمامية، والتي ترى أحقيتها بالحكم أيضاً، فمل "إيرلو" على تقوية جناح صعدة، ودعمه لقيادات بارزة، عمل على تمكينها على رأس هيئات بعضها مستحدثة، لتكون هي المتحكمة ليس على المشهد العسكري، بل والمدني، من ذلك تعيين عبدالمجيد حسن الحوثي كرئيس للهيئة العامة للأوقاف، والذي أعلن عنه مؤخراً.
"مافيا" إيرلو
يتنقل ايرلو بين مقر سفارة بلاده الذي يتخذ منه وكراً لتنظيم الأعمال الإرهابية وفلل قادة مليشيات الحوثي، ويعقد لقاءات مكثفة بصحبة بعض أعوانه مع قادة مليشيات الحوثي لتدريبهم على تفخيخ الطيران المسّير وتفعيل منظومة الصواريخ الباليستية، ويدير الهجمات الإرهابية الصاروخية التي تستهدف مدناً سعودية ومنشآت نفط وناقلات عبر البحر الأحمر.
كما تؤكد مصادر مطلعة إن ايرلو لا يقيم في سفارة بلاده ويتعامل بموجب البروتوكولات، بل يتحرك برفقة مجموعة من المسلحين بكل أريحية ويستقل سيارة مصفحة للتنقلات بين منازل القيادات الحوثية للإشراف على العمليات العسكرية والهجمات الإرهابية، الى جانب توليه إدارة عملية بيع الممنوعات والإتجار بالنفط والسلاح بالتعاون مع مليشيات الحوثي لكسر الحظر الذي فرضته إدارة الرئيس الأمريكي السابق على بلاده.
وأصدرت وزارة الخزانة الأمريكية في وقت سابق لمحة شاملة عن أنشطة إيرلو: فقد دعم لسنوات جهود فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لتوفير أسلحة متطورة وتدريب لمليشيات الحوثي، ونسق مع قادة كبار آخرين في "الحرس الثوري "لدعم عمليات الجماعة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية واليمن، وربطته علاقة خاصة القائد السابق لـ "فيلق القدس" سليماني. كما قدم التدريب لعناصر "حزب الله" في إيران.
إلى ذلك أعلنت المحكمة العسكرية الشرعية في نوفمبر الماضي بدء محاكمة إيرلو متهمة إياه بالتجسس والتخريب والمشاركة في أعمال عدائية ضد المواطنين اليمنيين والجيش الوطني.
قدم المدعون العامون للجيش الوطني أدلة إلى المحكمة حول اتصالات مليشيات الحوثي مع إيران فيما يتعلق بأنشطة إيرلو.