الأخبار
- تقارير وتحليلات
محرقة مأرب.. شائعات الحوثي لم توقف "سيل" تدفق الـ "توابيت" إلى مناطق سيطرة المليشيا
العاصمة أونلاين/ خاص
الثلاثاء, 16 فبراير, 2021 - 03:46 مساءً
كثفت مليشيات الحوثي الإرهابية بالتزامن مع انكسار تصعيدها الأعنف على جبهات مأرب، خلال الخمسة الأيام الماضية، وتكبدها مئات القتلى، كثفت من ضخ كميات هائلة من الشائعات والأخبار الزائفة التي تتضمن مزاعم كاذبة عن تحقيقها انتصارات وهمية في مأرب.
سيل الشائعات الحوثية والأخبار المفبركة، التي باتت ديدن عمل الآلة الإعلامية للمليشيات الإرهابية، التي يديرها الحاكم العسكري الإيراني "حسن ايرلو" من صنعاء، هدفت لتحقيق غرضين رئيسين دون أن تفلح بأي منهما، يتمثل الأول وفق خبراء عسكريين بمحاولات ضرب صلابة الصف الجمهوري والنفاذ إلى معنويات الجيش الوطني الباسل للتأثير عليها.
وأما الغرض الآخر، فيتمثل في تسويق الشائعات والانتصارات الزائفة للتغطية على المذبحة الهولوكوستية، التي أوقعت فيها مليشيات الحوثي المئات من المغرر بهم في صفوفها وسقطوا ضحايا مزاعمها الزائفة، حيث عمدت إلى تنظيم عمليات حشد واسعة طالت أبناء القبائل والشبان وكالعادة لم تستثن صغار السن.. قادتهم الى محارق الموت في المواجهات الدائرة بجبهات مأرب بعد خديعتهم أنها باتت تسيطر على مدينة مأرب وما عليهم سوى مهام تأمين، ليتضح أنها ما قادتهم إلا إلى الجحيم المحقق، وعادت بهم لتوزع مجدداً الموت "المنعوش" في التوابيت الخضراء على بيوت وأزقة صنعاء وأريافها.
شائعة دخول مأرب
تعيد التطورات المواكبة للتصعيد الحالي على أطراف محافظة مأرب، الذهن إلى الظروف نفسها، التي صاحبت التصعيد في الجبهة ذاتها مطلع العام الماضي 2020م، من شن الحرب النفسية وضخ أخبار زائفة وشائعات بقدر غير محدود، ومن ذلك ترويج نبأ وصولهم إلى منطقة صافر أقصى شرقي مأرب، وحصدت المعركة المئات من المدجنين حينها بالخدعة ذاتها المستخدمة اليوم.
وما لبثت الحقائق إن اتضحت إلا أن الجديد في الأمر هو المزيد من التوابيت الخضراء والثكالى وضحايا التدجين الهالكين، فيما خارطة السيطرة على الأرض لم تتغير على وضع 2016م وإن حدث اختراق في موقع أو موقعين، ضمن متغيرات الكر والفر الطبيعية للمعركة، ولا يكاد يذكر أمام فتح المليشيات شلال دم لا يتوقف، في جسد القبيلة اليمنية، حيث استغلت الفقراء وللشرائح الأشد فقراً كما يجري للمهمشين.
ومنذ تدشين المليشيات الحوثية التصعيد بالهجوم بالقطعان المدجنة على جبهات مأرب قبل أيام تسعة يقترب عدد قتلاها وفق احصائيات متعددة من 800 قتيل، ومئات أخرى من الجرحى والأسرى، ومع استمرار الدفع بالمغررين إلى محارق الموت، يتواصل تدفق الجثث على المشافي، التي اشتكت أغلبها وفق مصادر طبية من خروجها عن الجاهزية لاستقبال المزيد جراء الكثافة العددية، بينما المئات من الجثث لضحايا المليشيات التي تتخلى عن جثثهم المتناثرة في شعاب صرواح والمخدرة.
إلى ذلك تحولت صنعاء خلال الأيام الأربعة الماضية، إلى ما يشبه صالة عزاء مفتوحة بعد أن فتحت المليشيات الجحيم على عناصرها، فالتشييع الجماعي للتوابيت الخضراء لا يتوقف في أغلب أحياء أمانة العاصمة ومنها إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الجماعة، وعلى هذا الحال فلا شيء يزداد في النمو هناك سوى أعداد الثكالى ولا تنمية تذكر إلا في مشاريع المقابر، والجميع عاطل عن العمل عدى حفاري القبور.
استهداف القبيلة
وما تتعرض له القبيلة اليمنية وأبناؤها من استنزاف وترهيب واستهداف ممنهج من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، لم يعد سرّاً أو خبراً في وسائل الإعلام يقبل الأخذ والرد، بل أصبح واقعاً معيشاً وحقيقة تجاهر وتتفاخر بها الجماعة على الدوام.
فمنذ انقلاب مليشيات الحوثي على الدولة، وضعت عينها على القبيلة، كقوة بشرية وقتالية رابحة بيدها، فهي تستقطب أبناء القبائل وتجندهم للقتال في صفوفها، وتزج بهم في محارق الموت في جبهات القتال المختلفة منذ سنوات عدة، أسفرت عن خسائر بشرية تصل إلى آلاف القتلى والجرحى الذين سقطوا في المعارك مع قوات الجيش الوطني وغارات التحالف العربي.
واستخدمت ميليشيا الحوثي كل السبل والوسائل لإخضاع القبائل في مناطق سيطرتها وتوظيف قوتها وسلاحها للقتال معها، بينما ما زالت تستخدم مع القبيلة الأساليب ذاتها التي كانت تستخدمها دولة حميد الدين قبل 60 عاماً، بما في ذلك الرهائن والخطف، ومصادرة الأملاك، وشراء الولاءات وتقديم الاغراءات، كما أن سياسة فرق تسد واحدة من أهم السياسات التي تستخدمها لإخضاع القبائل.