الأخبار
- تقارير وتحليلات
ما الذي فعلته (مأرب) بكتائب "الهادي والحمزة" الحوثية ؟.. ذوبان جحافل "الحسم"
العاصمة أونلاين/ خاص
الإثنين, 01 مارس, 2021 - 06:35 مساءً
في معركة انتحارية راهنت مليشيات الحوثي على أنها "حاسمة" للسيطرة على مأرب، دفعت الجماعة بكتائب خاصة مدربة ايرانياً كآخر ماتحتفظ به الجماعة من قوة نخبوية مع حشود مهاجمة كثيفة في معركة الجمعة، لتذهب جميعها أدراج الرياح وتتلقى ايران ومليشياتها صفعة أخرى مدوية، من مأرب وجيشها ومقاومتها الصلبة.
وضعت المليشيات الحوثية ومن خلفها ايران كل أواراقها في بوتقة معركة الجمعة الماضية يقول خبراء عسكريون، انها اعتبرتها "حاسمة" للسيطرة على مأرب كإندفاعة انتحارية مستخدمة استراتيجية الكثافة البشرية المهاجمة بالحشود المغررة معززين بكتائب نخبوية كآخر مافي جعبة الجماعة من قوة مدربة ايرانياً.
غير إن كل ذلك الإعداد والحشود والكتائب سحقت عن بكرة أبيها في جبهات صرواح والكسارة غربي مأرب، بما في ذلك المجاميع التي حاولت التسلسل للوصول الى جبل البلق الاستراتيجي غربي مأرب، ولقد كانت بالفعل انتحار محقق دون أي نتائج، حيث تؤكد مصادر عسكرية عن وقوع المجاميع الحوثية بمجزرة هولوكستية تصل الى 500 قتيل بينهم قيادات مهمة تتبع الحرس الثوري الايراني بصورة مباشرة.
وفي الصدد، أكدت مصادر عسكرية مصرع المدعو يحيى عبدالله الرزامي المكنى أبو عبدالله والذي ينتحل رتبة لواء، الذي يرتبط بالحرس الثوري الايراني وكان قائد المليشيات في الجبهة الشمالية الحدودية بمحافظة صعدة، بالإضافة الى المدعو عبدالله الحسني أحد قيادات التصعيد العسكري على مأرب، و يحي الحمزي قائد مايسمى بالحزام الأمني في حزم الجوف.
كما كتبت معركة الانتحار الحوثية الأخيرة باتجاه مأرب، نهاية مأساوية لما أطلقت عليها المليشيات كتائب الحسم، فسحق الجيش الوطني والمقاومة معظم أفرادها، وهي "كتائب الهادي"، التي تعد من قدامى مقاتليهم العقائديين وممن دربهم خبراء إيران وحزب الله، و"كتائب الولاية" وهي خليط من سلاليين ومأجورين، و"كتائب عبدالله بن حمزة" وتكوينها كالسابقة، وهو ما أشار اليه الصحفي مأرب الورد في تغريدات على حسابه بتويتر.
وهذه الكتائب وفقاً لخبراء عسكريين، شاركت في حروب صعدة جميعها، وتلقت تدريباً عالياً وتتبع عبدالملك الحوثي شخصيا، ومؤخراً دفعت بها المليشيات للسيطرة على مأرب وتحديداً في هجوم الجمعة التي حاولت بكل قوة الوصول الى جبل البلق المشرف على المحافظة من الجهة الغربية عند جبهات صرواح، حيث لقنها أبطال الجيش الباسل المسنودين بالمقاومة دروساً قاسية وجر ماتبقى من عناصرها أذيال الهزيمة فارين.
أما في العاصمة صنعاء فتؤكد مصادر محلية لـ"العاصمة أونلاين"، إن مساجدها ومشافيها لاتفرغ من استقبال المزيد من قتلى وجرحى المليشيات وتشييع المعتدين على مأرب، في مشهد مفزع من الكثافة العددية للقتلى وانتشار "الشاصات" التي تقل التوابيت الخضراء، وسط سخط مجتمعي متصاعد.
وأكد مصدر طبي لـ"العاصمة أونلاين" إن إنه خلال يومين استقبلت غرفة الطوارئ بالمستشفى العسكري لوحدها مايصل الى 200 قتيل وجريح وسط عجر الطواقم الطبية عن القيام بأي تدخل جراء الكثافة العددية لتلجأ لتدوين أرقام تسلسلية للقتلى وتصديرهم الى شقق خارجية ليتم تجهيزهم في التوابيت كي يتسنى لها استقبال دفع جديدة، وهو الحال نفسه في بقية المشافي التي تعتمدها المليشيات.
وتقول المصادر إن الهلع والارتباك يسيطر على قيادات المليشيات الحوثية جراء هزائمها في جبهات مأرب مضافة للخسائر التي تتكبدها الجماعة، حيث لجأ المدعو ابو علي الحاكم لاستدعاء مشائخ قبائل ومطالبتهم بدفع المزيد من المقاتلين لنجدة الجماعة وسط عصيان ورفض من قبلهم، فيما تجري عمليات احتجاز لمشرفي المديريات جراء الإخفاق في جمع مجندين جدد.