الأخبار
- تقارير وتحليلات
تطفح بالعار.. غضب عارم بعد لقاء مستفز للإرهابي (ايرلو) بمسؤولة الصليب الأحمر بصنعاء
العاصمة أونلاين/ خاص
الإثنين, 08 مارس, 2021 - 09:12 مساءً
إمعاناً في سياسة الهيمنة والتحدي، ظهر ضابط الحرس الثوري الإيراني المصنف في قوائم الإرهاب الأمريكية المدعو حسن ايرلو وعلى شماله العلم اليمني في انتهاك فاضح لقواعد البروتوكول وسيادة الدول، يستقبل مسؤولة الصليب الأحمر الدولي بصنعاء كاترينا ريتز، في مشهد حرص ايرلو وإعلام طهران على تصديره لليمنيين والعالم كحاكم عسكري لعاصمة اليمنيين المحتلة منذ نهاية العام 2014م.
الصورة التي قال يمنيون إنها تطفح بالعار، فجّرت غضب واسع على المستويين المحلي والدولي، وتوالت المواقف الرسمية والشعبية المنددة بسلوك الاحتلال الايراني، وكرست في الوقت نفسه حقيقة توسع نفوذ الحرس الثوري في اليمن وأن مليشيات الحوثي مجرد أدوات "وضيعة" لمشروع استعماري طائفي يستهدف اليمن ودول الإقليم.
احتجاج رسمي
وفي الصدد، وجّهت وزارة الخارجية اليمنية مُذكرة احتجاج إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حول لقاء رئيسة البعثة لدى اليمن، كاترينا ريتز، بالسفير الإيراني لدى مليشيا الحوثي (حسن إيرلو) في العاصمة صنعاء.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية (سبأ)، عن مصدر مسؤول، أن وزارة الخارجية تنتظر إيضاحات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر حول ملابسات الخطأ الذي وقع فيه مكتب 'الصليب الأحمر'، وأن الوزارة ستتخذ الإجراءات السيادية وفقاً للقانون اليمني.
وقالت الوزارة إن "إيرلو"، قائد 'الحرس الثوري" الإيراني في اليمن، ومُدرج على القائمة السوداء للجمهورية اليمنية.
تباهٍ ايراني
الإعلام الإيراني حرص بصورة مكشوفة ومقصودة بالوقت نفسه، على إظهار ايرلو كحاكم فعلي على صنعاء، لاستفزاز اليمنيين والمجتمع الدولي، وذكر حساب باسم "السفارة الإيرانية في صنعاء" على 'تويتر'، أن "إيرلوا" التقى ممثلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، وناقش معها "الحصار المفروض على اليمن" وطالب بـ "الضغط على المجتمع الدولي لرفع الحصار عن الشعب اليمني" وصيغة الخطاب تظهر كما لو أنه بالفعل الحاكم العسكري.
ويشير مراقبون الى أن ايرلو يحاول ايصال أكثر من رسالة عن مدى انخراط ايران في الملف اليمني لدرجة التحكم في المشهد السياسي والعسكري في مناطق سيطرة حلفائهم مليشيات الحوثي، والذي يأتي بالتزامن مع تصعيد الهجمات الإرهابية ضد منشآت سعودية وأعيان مدنية والعدوان على مأرب.
الخبر الذي جرى تداوله على مجال واسع في وسائل إعلام ايرانية، جرى ربطه بالتصعيد الذي تشنه مليشيات الحوثي على مأرب، حيث وصفت وكالة مهر الإيرانية ، حرب مأرب بأنها "حرب تقرير مصير، ستغير موازين القوى في الشرق الأوسط و اليمن".
تخادم المنظمات مع ايران ومليشياتها
الصحفي السعودي عبدالهادي الحبتور دعا في تغريدة له على حسابه بتويتر، الى طرد ممثلة الصليب الأحمر من اليمن وليس مجرد الاحتجاج، لافتاً الى أن ماقامت به تجاوز غير مسموح، وقال الحبتور "لا يعرف في الصورة من يمثل اليمن ضابط الحرس الثوري حسن ايرلو، أم ممثلة الصليب الأحمر التي تجاوزت مهامها، ولا يزال العلم اليمني بينهما محتاراً!".
بدوره، يرى الصحفي محمد الضبياني في معرض تعليقه على لقاء ايرلو ومسؤولة الصليب الأحمر، إن ذلك "يعزز الصورة الحقيقية للتخادم بين المنظمات الدولية وإيران ومليشياتها"، لافتاً في تغريدة على تويتر، أن هذا يوضح العلاقة الوطيدة لتمكين أدوات إيران ودعمها وإسنادها في عدوانها على الشعوب.
أما الباحث والكاتب نبيل البكيري فيقول إن الحاكم الإيراني لصنعاء أيرلو يلتقي مسؤولة أممية تتورط معه في هذا اللقاء اعترافاً بهذا الحاكم الإيراني، مضيفاً في تويتر إن ذلك "سقوط لمنظمة الصليب الأحمر الدولية التي تجاوزت حدود البرتوكول".
باذان جديد وحرب مأرب
وفي منشور على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيسسبوك" قال الكاتب مروان الغفوري إن هذه الصورة هي "صورة العام، الصورة الأكثر دقة"، وأشار الى أن الحاكم الفارسي لصنعاء الجنرال إيرلو (من ضباط الحرس الثوري) وضع العلم اليمني على شماله واستدعى الضيوف، وفي الصورة ضيف كبير: مسؤولة الصليب الأحمر الدولي.
قبل شهرين حين كان إيرلو – يقول الغفوري- يشرح لرجاله خطة الحرب على مأرب كان يقول لهم: هذه هي المعركة، ثم معركة أخرى في الساحل، وما بعد ذلك أمره سهل.
وتابع: يجلس إيرلو مستريحا، فقد جلب له مرتزقته واحدة من أقدم العواصم، وها هم شيوخ شمال اليمن يحشدون له الأمواج البشرية التي يريدها من أجل أن يدخل مارب ل"يطلق النار على بقايا الجثة السعودية الرابضة هناك" بحسب تعبير صحيفة مشرق الإيرانية.
ولفت الى أن إيرلو ينتظر خبر العظيم، خبر "فتح مأرب" كما تسمي قناة العالم تلك الحرب. فهو يخوض أهم حرب حدثت خلال الستة أعوام، كما تراها وكالة مهر. وقال : انظروا إليه يلتقي الضيوف كحاكم لتلك البلاد، كباذان جديد، تحت العلم، علم مستعمرته.
وذّكر الكاتب الغفوري، بما نشرت وكالة مهر الإيرانية قبل أيام إن "فتح مأرب ليس من أجل أنصار الله وحسب، بل يخصنا نحن محور المقاومة، سيمكننا من إعادة رسم غرب آسيا على نحو كامل".