الأخبار
- تقارير وتحليلات
انتصارات تعز تخرج (الحوثي) عن طوره.. لسنا حوثيين و"البنطلون" مؤامرة (تحليل مضمون)
العاصمة أونلاين/ خاص/ نبيل صلاح
الخميس, 11 مارس, 2021 - 11:12 مساءً
على وقع الانتصارات البطولية التي يسطرها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهات تعز ومأرب، ظهر زعيم مليشيات الحوثي الإرهابية عبدالملك الحوثي بمظهر المأزم، وظل لساعة و40 دقيقة، كالعادة يلوك الخطاب الطائفي والتحريضي نفسه ضد اليمنيين، غير إنه بدى هذه المرة أكثر إثارة للسخرية.
الخطاب وصُف بالأغبى والأكثر تخلفاً وسخافة، وسيظل وصمة عار في جبين الجماعة الكهنوتية بما تضمنه من هرطقات وأفكار غبية ومثيرة للسخرية.
البنطلون مؤامرة
ولعل الأكثر مثاراً للسخرية، تعرض الإرهابي عبدالملك الحوثي، للحديث عن الأزياء، وعلى طريقة داعش اعتبر الحوثي لبس "البنطلون" تطور خطير نتج ومؤامرة أمريكية وحرب على ماوصفه بـ"الهوية الإيمانية" وهي لافتة استخدمتها الجماعة مؤخراً لشن حملات قمع إرهابية طالت محال الأقمشة وممارسات العنف والانتهاكات على النساء والشباب.
نشطاء دونوا على وسائل التواصل الإجتماعي ردود لاذعة على الحوثي، معتبرين انتصارات تعز أربكت زعيم المليشيات ليظهر غاضباً ومشتتاً، ويقول إن أمريكا وإسرائيل قلقة من الخنجر اليمني ولذا تشجع اليمنيين على لبس البنطلون.
ويقول المغرد عبدالقوي المجيدي، إن انتصارات تعز اغاضتهم فخرج عبدالملك الحوثي مهرجاً أن البنطلون غزو امريكي ، مقتبساً أبيات من قصيده للشاعر فؤاد الحميري: ومن ظن أن النصر يلبس زنة.. أريناه كيف النصر يأتي مبنطلا.
لسنا حوثيين
فيما يعد من وجه نظر مراقبين تخلٍ عن إسم الجماعة التي باتت موسومة بالإهاب ومستقبلها "على كف عفريت"، طالب زعيم مليشيات الحوثي بالتوقف عن تسميتهم بالحوثيين والانتقال لاستخدام الاسم البديل، وقال متناقضاً على نفسه: يطلقون علينا الحوثيين ولسنا كذلك، هذا اسم لمدينة.
ويغرد رئيس مركز أبعاد عبدالسلام محمد، الحوثي اليوم بدأ يستشعر خطر الاسم الذي لحق بالجماعة ( الحوثيين)، ويحرض على من يلبس البنطلون، مضيفاً "هذا ولم تتحرك إلا تعز الى جانب مارب التي تدافع عن نفسها، فكيف لو تحركت كل اليمن ؟".
الصحفي الخطاب الروحاني من جهته، يقول: ناهيك عن التخريف في خطابه، عبد الملك الحوثي لا يملك أي كاريزما، و فشلت حتى الآن في فهم من يقول غير ذلك. على عكس كثير ممن اختلف معهم، لا أستطيع مشاهدته أكثر من دقيقة، لا منطق ولا شكل ولا حضور ولا لغة ولا خطاب.
الخطاب الطائفي والعنصري
الخطاب الذي جاء لإحياء ذكرى مصرع شقيقه الإرهابي حسين الحوثي، استغله الحوثي لثرثرة السردية اللاهوتية التي يكررها كل مرة، بتمجيد مسيرة التمرد واعتبار ماجاءت به من ملازم وطلاسم طائفية هي "الحق المبين" وعلى كل اليمنيين اعتناقها وإلا فالجميع ضالون وكفار، على اليمنيين أن ينضموا لصفوف الجماعة لقتال بعضهم والعدوان على تعز ومأرب، وعليهم كآدميين من درجة ثانية، أن يدفعوا أموالهم بعد أن يجعلوا أرواحهم تحت تصرفات "سيد" الكهف الذي يتلقى الأوامر من الله، ولا اعتراض أو نكوص، وهذا المنطق الأعرج هو ما يحاول الحوثي عبثاً إقناع اليمنيين بتقبله كواقع.
زعم الحوثي إن مسيرة الموت والخراب التي أسسها شقيقه الصريع إنما جاءت لتنفيذ إرادة السماء وأن الصرخة هي المنجز الاستراتيجي الذي أرعب الأعداء المفترضين للجماعة ونقل اليمنيين الى مصاف الدول المتقدمة.
عتاب ناعم للأمريكان
مرة أخرى يظهر الحوثي غبياً ومتناقضاً على نفسه بين كلمتين وفي الوقت نفسه، حيث حرص كالعادة على استخدام اللهجة الشعبوية التي تتبناها الجماعة في مهاجمة أمريكا، ومن خلفها نظام الملالي في ايران مصّدر شعار "الشيطان الأكبر" ، معرجاً على أن حروب الجماعة التي تشنها على مأرب وتعز ماهي الا لمواجهة أمريكا.
لكنه في الوقت نفسه عاد ليعاتب الأمريكيين على تصنيف جماعته "منظمة إرهابية" القرار الذي اتخذه ترامب نهاية ولايته، وتراجعت عنه إدارة الرئيس بايدن فور توليّ مقاليد السلطة، وأعاد تعريف نفسه وجماعته للأمريكان بلهجة ناعمة، لسنا حوثيين ولسنا منظمة لانصرف بطائق لأعضائنا ولانعتدي على المصالح الأمريكية، وهي إشارات تتمحور حول رسالة واحدة : نحن أصدقاء ومايجمعنا معكم أكثر مما يفرقنا.
مسيرة السوق السوداء
في خطابه لم يفّوت زعيم مليشيات الحوثي، التفاخر بالخروج في تظاهرات مسلحة على حكومة الوفاق واجتياح صنعاء في نكبة 21 سبتمبر 2014م، بذريعة الجرعة على المشتقات النفطية، التي كانت عبارة عن زيادة (1000) ريال على سعر البنزين الذين كان حينها 20 لتر بـ (2500) ريال.
يفعل الحوثي هذا دون أن يخجل في الوقت الذي يعاني المواطنون في صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة أزمات لاتنتهي في الوقود بعد إن حولت الجماعة مناطق سيطرتها الى سوق سوداء مفتوحة وصل سعر 20 لتر من البنزين الى (20000) ريال، وهو الحال ذاته في الغاز المنزلي، بل وامتدت ثقافة السوق السوداء الى الأدوية ورغيف العيش، في ظل مصادرة المليشيات مرتبات ملايين الموظفين منذ خمس سنوات.