الأخبار
- تقارير وتحليلات
الهوية الإيمانية.. بضاعة "حوثية" كاسدة وتسويق فاشل لمستورد إيراني رديء
العاصمة أونلاين/ خاص/ نبيل صلاح
الاربعاء, 31 مارس, 2021 - 07:58 مساءً
من الموروث التاريخي والحضاري الى جوهر العقيدة والقيم والأعراف الاجتماعية.. مروراً بالثوابت الوطنية، وحتى مظهر اللباس ومناهج الدراسة، وكل ما يتصل بالهوية الوطنية هو ما بات هدفاً للنسف، ضمن مخطط إيراني لإحلال هوية طائفية بديلة ومستوردة، بعد تغليفها بعنوان برّاق" تأصيل الهوية الايمانية".
"الهوية الإيمانية" شعار مستورد استخدمه نظام إيران الطائفي، لإجراء أوسع عملية تغيير ديمغرافي إبان ثورته الخمينية، نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
لكن هذا الغطاء والبضاعة الإيرانية الرديئة والكاسدة التي جاء بها ضباط الحرس الثوري الإرهابي كأمثال "حسن إيرلو" لبيعها لليمنيين، باتت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، ولم تجد طريقها للاستجابة نتيجة الرفض المجتمعي الواسع.
بدأ الخطاب الإعلامي للمليشيات الحوثية إفرازاً يتحدث عن الهوية أو ما يطلق عليها "الهوية الايمانية" منذ بداية العام 2019م مكثفة الشغل عليه مؤخراً.
وانعكست في سلسلة من التعسفات وأعمال التطرف والإرهاب بحق السكان في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة منها، منع حفلات التخرج ومداهمة محال الأقمشة والـ"كافيهات"، وفصل الجنسين وإجراء تغييرات طائفية في محتوى مناهج الدراسة، وأسماء المدارس وهدم معالم أثرية، ونسف كل ما يتصل بالثورات الوطنية والثوابت ومكتسبات الجمهورية.
وبالعودة الى خطابات زعيم المليشيات الإرهابي عبدالملك الحوثي والذي عبّر في أحد خطاباته خلال فبراير 2019م، صراحة بأن الهوية الوطنية اليمنية خطر حقيقي على وجود ومشروع جماعته المدعومة من نظام طهران.
وقال: إن "الهوية الإيمانية"، -حين يقول ذلك يقصد المشروع الطائفي لجماعته وايران -تواجه خطراً حقيقياً بانحراف المجتمع اليمني عنها، متهماً من يطلق عليهم التكفيريين بتقديم مشروع الهوية اليمنية والايمانية بصبغة مختلفة، وبالطبع التكفيريين من وجهة نظر جماعة كل من لا يعتنق فكرها وبالتالي فالشعب اليمني تكفيري.
وتشير المعلومات التي حصل عليها "العاصمة أونلاين" الى أن المليشيات الحوثية، وضمن مشروعها المستورد، الذي يستهدف الهوية الوطنية بإشراف الايراني "ايرلو" تخطط لاعتماد ما يسمى بـ"عهد الإمام علي والحسين" كمصدر للتشريع وبناء على ذلك تجري صياغة "دستور للدولة"، أي دولة الجماعة التي تخطط لإقامتها وهي إذا ما جرى تخيلها رغم استحالتها، طريقة حكم لاهوتية تلغي الدولة الوطنية بمفهومها الحديث من دستور وديمقراطية وانتخابات وتؤسس دويلة الولاية الطائفية والعنصرية ذات البعد الرجعي والاستبدادي المتخلف، وهو بمعنى آخر نقل التجربة الايرانية للمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.
وفي يناير مطلع العام الماضي 2020م مضت المليشيات الحوثية قدماً في مشروع نسف الهوية الوطنية، وجرى تكليف القيادي المدعو "عبدالوهاب شرف الدين" كرئيس لحملة ما تسمى بتأصيل الهوية الايمانية في أمانة العاصمة، وبدوره شرع في تشكيل لجان فرعية في كافة المكاتب التنفيذية والأحياء والحارات بواقع ثلاثة أشخاص في كل لجنة مكتب تنفيذي وسبعة أشخاص في لجنة كل حي وسبعة في لجنة كل حارة.
لم تكتف المليشيا بذلك بل وضعت قطاع التعليم العام والجامعي في صدارة أولوياتها ضمن هذا المشروع، وهنا تكمن الخطورة بحسب خبراء، حيث عكست العمل عليه في مضمون الخطاب الطائفي الموجه على مستور الفعاليات التي تحييها على مدار العام، وربط كل تلك الأنشطة والفعاليات بمفهوم "الهوية الايمانية" المراد تطبيقها، والتي تعبر عنها ممارسات الجماعة بأكثر من صورة.
في السياق، يقول المسؤول الاعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين "يحيى اليناعي" إن النقابة رصدت 5476 فعالية أقامتها المليشيات الحوثية للتعبئة العسكرية والطائفية في مدارس صنعاء خلال 47 يوماً فقط منذ فبراير الماضي، مشيراً في تصريحات صحفية، الى أن العام الجاري سجل ارتفاعاً مفزعاً في عدد الفعاليات الحوثية التي جرى تنفيذها في قطاع التعليم، خلافا للأعوام الفائتة.
وأوضح بأن هذه الفعاليات استهدفت أكثر من نصف مليون طالب مقيدين في 310 مدرسة.. لافتاً الى أن المليشيا الحوثية تعمل بأقصى طاقتها منذ العام 2016م لإنتاج جيل من ملايين الطلاب المحاصرين بالأفكار الطائفية وثقافة العنف والكراهية، وهذا ببساطة هو المشروع الهوياتي المستورد والدخيل.