الأخبار
- تقارير وتحليلات
الصحفي عصام بلغيث في حوار مع "العاصمة أونلاين": نعاني من أمراض مزمنة نتيجة الأهوال التي عايشناها أثناء فترة الاختطاف
العاصمة أونلاين / خاص/ نبيل صلاح
الخميس, 29 أبريل, 2021 - 04:32 مساءً
يصف الصحفي المحرر من سجون مليشيا الحوثي، عصام بلغيث، في حواره مع "العاصمة أونلاين" رحلة خمسة أعوام ونصف، قضاها في معتقلات وأقبية مليشيا الحوثي، مع بقية زملائه، الذين لا زال أربعة منهم، في معتقلات وسجون المليشيا الانقلابية.
سنوات مليئة بالآلام والمعاناة والتعذيب والترهيب، كما يصفها الزميل عصام بلغيث، ألقت بتداعيات كبيرة، وتسببت بأمراض جسدية مزمنة، إضافة إلى الآثار النفسية، التي لحقت بهم جراء التعذيب الذي تعرضوا له طوال فترة الاختطاف.
إلى الحوار ..
* ماهي أبرز تداعيات فترة الاختطاف الذي تعرضت له مع زملائك الصحفيين، طيلة أكثر من خمس سنوات ونصف لدى مليشيا الحوثي؟
** تداعيات فترة السجن، والاختطاف، كبيرة وسيئة جداً، كافة الزملاء المحررين يعانون من أمراض مزمنة جراء التعذيب الذي تعرضوا له في المعتقل، طيلة السنوات الماضية.
نتائج الفحوصات التي أجريناها في مصر، أظهرت كثير من الأمراض، التي لقحت بنا، حيث يعاني الزميل هشام طرموم من انزلاق عنقي غضروفي، أدت إلى تدخل جراحي لاستبدال الغضروف، إضافة إلى معاناته من أمراض أخرى، مثل القولون وآلام في المعدة والمفاصل، كما أن الزميل هيثم الشهاب يعاني من مرض السكر، بنسبة عالية جدا، رغم سنه المبكر.
أيضا بالنسبة لي أظهرت نتائج الفحوصات والأشعة، وجود تآكل في الغضروف الهلالي، وتمزق في الرباط الصليبي، في منطقة الركبة الوسطى، وضعف في العظام، والقولون العصبي، والتهابات معوية وآلام في الصدر، أعاني كذلك من الجرثومة في المعدة، نتيجة للتغيب عن الشمس، حصل معها ضعف وهشاشة في العظام.
كما أدى تغييبنا لفترة كبيرة عن الشمس، إلى ضعف عام في بنية الجسد، والعظام وإلى تكسر في المفاصل، في الأسنان.
الزميل حسين عناب يعاني أيضا من ضعف في النظر، والزميل صلاح القاعدي، يعاني، كذلك من ضعف في النظر، الزميل هشام اليوسفي كذلك يعاني من آلام في الصدر والمعدة، وأظهرت نتائج الفحوصات تآكل الغضروف في الركبتين، وضعف عام في بنية الجسد، وكل هذه الأشياء كانت نتيجة لتغيبهم عن الشمس لفترات طويلة في سجون ومعتقلات مليشيا الحوثي.
*ما ذا عن الآثار والأضرار النفسية؟
**الضغط النفسي، والترهيب والرعب الذي تعرضنا له أثناء فترة السجن، كان له انعكاس كبير جدا على وضعنا الصحي والنفسي، تسبب لنا بكثير من الأمراض الجسدية والنفسية، نحتاج معها إلى فترة كبيرة من النقاهة والعناية الصحية، من أجل الخروج من الوضع النفسي السيء الذي أدخلتنا فيه المليشيات، نتيجة هذه الفترة السيئة من السجن.
نعاني من حالة الاكتئاب والكوابيس المستمرة، والفزع التلقائي أثناء فترات النوم، نتيجة الظروف السيئة والترهيب والتعذيب النفسي الذي تعرضنا له خلال خمسة أعوام ونصف من الاعتقال والاختطاف والترهيب والتعذيب.
*لايزال هناك أربعة من زملائكم الصحفيين، مختطفين لدى مليشيا الحوثي، بعد أن تعنتت المليشيا في الإفراج عنهم .. كيف وضعهم الان؟
** بخصوص الزملاء الأربعة الذين لايزالون في المختطف، تواصل مليشيا الحوثي حتى الان ومنذ 8 أشهر منعهم من الزيارات بشكل تام، بعد أن تم نقلهم إلى معسكر الأمن المركزي، والذي تم تحويله إلى معتقل ولاتزال تتواجد فيه وحدات عسكرية، لافتاً إلى أنه تم تحويل الأسرى والمختطفين إلى دروع بشرية في هذا المعسكر.
منذ تم نقلهم إلى الان لم يزرهم أحد، من قبل أهاليهم ويعانون من وضع صحي سيء جداً، ازداد وضعهم سوءاً أكثر مما كانوا عليه، خاصة بعد نقلهم إلى مبنى الأمن المركزي.
ومنذ ذلك الحين توقفت زياراتهم، توقف دخول العلاج عليهم، لم ينقل نقلهم إلى مستشفى أو التعامل مع وضعهم الصحي بأي وسيلة مناسبة على الإطلاق.
كذلك واصلت المليشيا محاكمتهم جز من الضغط السياسي، على الشرعية وعلى المجتمع الدولي، من أجل الإفراج عن أسرى مقاتلين لمليشيا الحوثي، لدى الشرعية، وهذا لم يكن متوقعاً أنه يضغطوا على الصحفيين من أجل إخراج، عسكريين ومقاتلين، تم أسرهم من جبهات القتال، والهدف من محاكمتهم الضغط السياسي لا غير، من أجل مقايضة الإفراج عنهم بعسكريين ومقاتلين لمليشيا الحوثي، تم أسرهم من جبهات القتال.
*كيف تُقييم دور المجتمع الدولي في قضية الصحفيين المختطفين؟
**دور المجتمع الدولي تجاه قضية الصحفيين المختطفين، سلبي جداً، اكتفى بالتنديدات، لم يكن هناك خطاب واضح لمليشيات الحوثي، للمطالبة بالإفراج عن الصحفيين المختطفين، وخصوصاً الأمم المتحدة.
كان يفترض من المجتمع الدولي، أنه يضغط ويطالب المليشيا بالإفراج عن الصحفيين، ونشطاء الرأي وحقوق الإنسان، في اليمن، لكن للأسف تفاجأنا بالموقف السلبي، وتم إخراجنا نحن الصحفيين وهذه كانت صدمة لنا، مقابل مقاتلين لمليشيا الحوثي، تم أسرهم من جبهات القتال.
ولاتزال مليشيا الحوثي تضغط حتى الان من أجل الإفراج عن الأربعة الصحفيين المعتقلين، بمقاتلين وعسكريين تابعين لمليشيا الحوثي، تم أريهم من جبهات القتال، ومع ذلك موقف المجتمع الدولي سلبي من هذه النقطة.
*ماهي مطالبكم للمجتمع الدولي من أجل الإفراج عن بقية زملائكم المختطفين؟
**نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته، تجاه الصحفيين ونشطاء الرأي المختطفين في سجون مليشيا الحوثي، والضغط للإفراج عنهم، دون قيد أو شرط.