الأخبار
- تقارير وتحليلات
أحرار يهزمون أقبية الإرهاب.. شهادات تكشف صلابة المختطفين في مواجهة ألوان من العذابات في السجون الحوثية
العاصمة أونلاين/ خاص / انتصار صالح
الأحد, 02 مايو, 2021 - 12:11 صباحاً
تتواصل معاناة آلاف المختطفين في معتقلات وأقبية مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران بصنعاء، والذين يواجهون باستمرار صنوف مروعة من التعذيب والإخفاء القسري وتتضاعف المخاطر على حياتهم مع التفشي المتفاقم لفيروس كورونا "كوفيد19 المستجد".
وكان المحامي عبدالمجيد صبره كشف الاسبوع الماضي، عن إقدام مليشيات الحوثي على زج أعداد كبيرة من المختطفين في زنازين ضيقة بعدد من السجون منها مايسمى بسجن "الأمن والمخابرات"، حيث جمعت أكثر من 22 مختطف في زنزانة واحدة مساحتها ضيقة، وهذا يحدث في ظل تفشي فيروس كورونا بصنعاء، والذي تفيد المعلومات أنه انتشر في أوساط مئات المختطفين في ظل تكتم المليشيات.
الى ذلك، تؤكد عوائل مختطفين في إفادات لـ"العاصمة أونلاين" إن مشرفو المليشيات في السجون يسعون دوماً، لتضييق الخناق على المختطفين حتى في جانب العبادات، خاصة صلاة التراويح خلال ليالي شهر رمضان المبارك، وتلاوة القرآن والمسابقات للحفاظ، ومن جهة أخرى محاولة إجبارهم على تلقي محاضرات طائفية كل ليلة والاستماع المتكرر لخطاب الحوثي، غير أنها فشلت دوما في ذلك مع عصيان وصلابة المختطفين ودفاعهم عن مبادئهم وقيمهم التي يؤمنوا بها، رغم كل وسائل الترغيب والترهيب.
وفي سياق متصل، يسرد مختطفون محررون في تصريحات لـ"العاصمة أونلاين" شهادات من يومياتهم في المعتقلات الحوثية السيئة، ويررون بعضاً من أساليب التعذيب والمعاملة غير الانسانية من قبل عناصر المليشيات.
الملازم والخطابات وسيلة تعذيب
وفي شهادته على بعض مايحدث في سجون مليشيات الحوثي، يقول المختطف المحرر حايز حجيل، إنه وبعد مضي عام ونصف من الاختطاف، جرى نقله إلى سجن الأمن السياسي، وهناك جاء المشرف بمحاضرة لزعيم المليشيات عبدالملك الحوث، وطلب من المختطفين الاستماع إليها، غير أنهم أجمعوا على رفضها وهتفوا بالنشيد الوطني وشعارات جمهورية.
يتابع في حديثه لـ"العاصمة أونلاين" :"جن جنون المشرفين وأخرجونا إلى الطارود وقاموا بتعذيبنا من وقت صلاة العشاء حتى مطلع الفجر وما زلنا رافضين الاستماع لخطاب الحوثي".
وتجسد قصة المختطف المحرر "حجيل" ذو 18 ربيعاً، صورة الشاب اليمني المقاوم الذي يفتدي وطنه بكل ما يملك، إذ أن المليشيات داهمت في ذات ليلة شتوية من نوفمبر 2016م، منزله في مديرية نهم، واختطفته لتنقله الى سجن المديرية ومنها الى صنعاء، حيث أودعته أحد السجون السرية في زنزانة مظلمة، ليواجه هناك عذابات لاتنتهي حتى الإفراج عنه، في صفقة تبادل خلال اكتوبر من العام الماضي 2020م.
ومنذ ذلك الحين يسطر البطل حجيل ملاحم بطولية في مقارعة مليشيات الإرهاب والتمرد الحوثية سواء بمشاركته الى جانب إخوانه من أبطال الجيش الوطني، أو إسهاماته الفنية في انتاج بعض الزوامل والأناشيد الحماسية لشحذ المعنويات وتعزيز قيم التضحية والبطولة من أجل الجمهورية ودفاعاً عن الثوابت الوطنية.
المختطف المحرر فيصل الصراري، هو الآخر يتناول موقف واحد من أساليب التعذيب الحوثية والذي يتعلق بالتضييق على المختطفين في أداء شعائر العبادات في السجون وصولاً الى منعهم وإجبارهم على الاستماع لخطابات زعيمها عبدالملك الحوثي.
ويقول في تصريح لـ"العاصمة أونلاين" إن المليشيات عادة ما كانت توجه مشرفي السجون ببث خطاب زعيمها عبر شاشات داخل الزنازين، وإجبار المختطفين على قراءة الملازم المزعومة للهالك حسين الحوثي، فإذا رفض المختطفون الإذعان قام السجانون بتعذيبهم لعلهم يخضون ولكن دون جدوى.
وتابع الصراري "كنا في سجن يضم أربع زنازين في الجهة الغربية، وثلاث أخرى في الجهة الشرقية، وبينهما شماسي يلتقي فيه المختطفين لأداء الصلوات وإقامة الأذان، الا أن مليشيات الحوثي فجأة قررت منع رفع الأذان ومنع الصلاة، ليلجأ كل مختطف للصلاة المنفردة داخل زنزانته، وامتدت هذه المضايقات لقطع الماء عن دورة المياه التي كانت هي الأخرى لاتليق بالحيوانات فضلاً عن بني الانسان".
الاعتداء على زوّار المختطفين
في حكاية أخرى لفضائع ماتفعله المليشيات الحوثية الاجرامية بالمختطفين وعوائلهم، يروي المختطف المحرر "حسن عصيبة" لـ"العاصمة أونلاين" جانباً من المأساة، مشيراً الى أن المليشيات اختطفته هو ثم ابنه من مدينة الحديدة في عمليتين منفصلتين بحيث لايعلم كلاً منهما أن الاخر مختطف، ونقلتهم بشكل منفصل الى صنعاء، لتودع كل منهما في زنزانة انفرادي في سجن احتياطي الثورة، حيث ظل الأب أكثر من ستة أشهر لا يعلم عن اختطاف أبنه شيئاً إلا عندما سمع السجّان يتلو اسمه في ذات السجن، ثم لم يلتقيا إلا بعد عدة شهور.
يقول "عصيبة" : في أول عيد الأضحى بعد اختطافي سمعت أنا ومن كان معي من المختطفين، أن أحد عناصر الحوثي اعتدى على إحدى الزائرات من أهالي المختطفين أمامه، فضجت العنابر، وفتحنا أبواب الزنازين وصعد أغلبنا إلى السطوح، فما كان من المشرفين إلا أن أغلقوا أبواب الزنازين ولم يستطيعوا تهدئتنا، إنما قاموا بمنع الزيارة علينا لمدة 14 يوما، فكانت العنابر تضج بالهتافات الوطنية والدعاء على المليشيات حتى يضيق المشرفين من صلابة المختطفين وتحديهم رغم التعذيب والتهديد.
وبينما يتذكر المختطف المحرر "حسن عصيبة" برنامج المختطفين خلال شهر رمضان العام الفائت، يقول إن من المواقف في سجن احتياطي هبرة، ما كان يحدث من احتفال بحفاظ لكتاب الله وأناشيد وأهازيج وطنية احتفائية تخرج عناصر المليشيات عن طورهم، وكانت تجري مسابقات بين الحفاظ لجميع الفئات"15 جزء – 25جزء-وفئة المصحف" وبسرية تامة كان يتنقل المختطفين بين الزنازين بحنكة بالغة دون علم المشرف الحوثي ومن معه .
ويسرد عصيبة حكاية أخرى، حيث رتب في إحدى المرات مع ورفاقه المختطفين حفلاً داخل السجن، بمناسبة خطوبة أحد الشباب، يقول: لكن المشرفين داهمونا بعد الغداء مباشرة للتفتيش وأخرجونا للشماسي بغرض إفشال الحفل وبدأ المختطفين بالإنشاد بأهازيج وطنية، للتفاعل بالهتاف المهيب بقية العنابر والزنازين من تلقاء نفسها، وهو ما أربك المليشيات ولجأت للتهديد والصراخ بمكبرات الصوت.
مناصرة الجيش الوطني من داخل السجن
المختطف المفرج عنه "مفضل الشرفي" واحد من الـ 30 مختطف التي كانت أقرت مليشيا الحوثي الإرهابية، أعدامهم بعد محاكمات سياسية زائفة، واستمر اختطافه قرابة أربع سنوات ونصف، ليجري الافراج عنه في صفقة تبادل الاسرى بتاريخ 15/10/ 2020م، يتحدث الى "العاصمة أونلاين" وكله حماس وشجاعة عن مواقف العزة والكرامة له داخل السجن.
يقول الشرفي: كنا داخل الزنازين نشعر بمعية الله وتتملكنا العزة والكرامة عندما يأتي مدير سجن الأمن السياسي أو المشرفيين الأمنيين ينادوننا يادكتور فلان يا معلم فلان أو الطالب فلان فكلنا طلاب وأكاديميين وتربويين لحظتها يشعر السجان بالتقزم، أمامنا لأنه في الغالب لا يمتلك الشهادة الأساسية، وكنا نرد عليهم أنتم انقلابيون لا تحملون إلا الجهل أما كوادر اليمن وذخره تعج بهم الزنازين.
يتابع مفضل: بعد مرور سنتين على اختطافي كنت في بدروم سجن الأمن السياسي وقمت أنا وزملائي بكتابة بعض الشعارات المناصرة للجيش الوطني على جدار الزنزانة، وقد قررنا أن نواجه أي صنوف التعذيب وتناسينا الضرب والصعق بالكهرباء والشبح والتعليق وحلقت أرواحنا في رحاب الجيش الوطني، فكتبنا عبارات "قادمون يا صنعاء" "الجيش الوطني قادم" وعندما علم المشرفون جن جنونهم وتوعدونا بالتعذيب.
وحين أقدمت مليشيات الحوثي لعقد أول جلسة لمحاكمة مايعرف بقضية الـ 36، يقول مفضل: كنت ضمنهم تم إحضارنا إلى قاعة المحكمة الجزائية، وبدأ القاضي الحوثي بطرق مطرقته وعلى صوته، فنهضنا صفا واحدا وانشدنا" رددي أيتها الدنيا نشيدي"، أشتاط القاضي الحوثي غضباً لذلك، وأحمر وجهه، ليباشر توجيه التهم الملفقة لنا منها تهمة الخيانة والعمالة لمايطلقون عليه "العدوان"، لكننا أكملنا النشيد الوطني بكل ثبات رغم معرفتنا المسبقة ما سنلاقيه في زنازين الامن السياسي.
لم تنل المليشيا الحوثية من عقيدة أبناء اليمن المختطفين في سجونها، رغم ايغالها في تعذيبهم بكل ما أوتيت من سطوة، وقوة السلاح والإرهاب حيث قضى البعض منهم نحبه تحت التعذيب، ومنهم من تحرر رافعاً رأسه، وغالبية هؤلاء المختطفين مدنيون جرى اختطافهم من منازلهم ومقار أعمالهم في الفترة التي أعقبت الانقلاب وحتى الان.