الأخبار
- تقارير وتحليلات
في ذكراها الـ31.. يمنيون عن الوحدة: منجز وطني لا يقبل المساومة والإمامة رديف التشظي
العاصمة أونلاين/ خاص
الأحد, 23 مايو, 2021 - 02:19 صباحاً
يحتفي الشعب اليمني بالعيد الوطني الـ 31 لإعادة تحقيق الوحدة 22 مايو 1990م التي تصادف اليوم السبت، وفي ظل واقع وتحديات بالغة الصعوبة تمر بها البلاد، والمتمثلة بانقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية بدعم من ايران شمالاً وحربها على اليمنيين والتي تستمر معها انتهاكاتها في كل مناطق سيطرتها، وتصاعد الدعوات المناطقية التشطيرية جنوباً.
وفي الصدد، تفاعل اليمنيون مع الحدث بصورة واسعة على المستويين الرسمي والشعبي، سياسيون وأحزاب، ودوّن صحافيون واعلاميون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي انطباعاتهم عن الوحدة، وذكراها العظيمة التي وحدت اليمن واليمنيين بعد ماتسببت به الإمامة والاستعمار من تشرذم وانقسام، للجسد اليمني الذي طالما كان واحد موحداً عبر التاريخ.
غاية وطنية نبيلة تعرضت للإساءة
وفي خطابه بمناسبة العيد الوطني لذكرى تحقيق الوحدة، أكد رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، إن الوحدة اليمنية مثّلث تجسيداً لتطلعات اليمنيين جميعا نحو المستقبل، "ولذلك استقبلها الشعب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بالترحاب والاحتفال والاحتفاء".
وأكد أن "ما لحق بالوحدة من ضرر بسبب الممارسات الخاطئة، لا يعني الوحدة الوطنية ولا المشروع الوطني، بل يعني أولئك الذين اختاروا طريق الاساءة لتطلعات الشعوب ووقفت ممارساتهم حائلا دون التقدم نحو المستقبل".
ولفت الرئيس الى اساءة مليشيات الحوثي للوحدة التي تعد غاية وطنية "نبيلة"، فالانقلاب على الدولة اليمنية والتمترس وراء العنف السلالي والانحيازات المذهبية والمشاريع الايرانية يضرب الوحدة الوطنية في الصميم، مشيرا الى أن ذلك يعيد انتاج الصورة النمطية للعنصرية الإمامية التي ثار شعبنا ضدها، ويكرر منهجية التسلط الفئوي بعيدا عن طموحات الناس المتمثلة في العدالة والحرية ونيل الحقوق.
يوما خالداً
بدوره، أكد رئيس الوزراء معين عبدالملك إنه "برغم كل الجراح والمآسي التي يعيشها شعبنا وبلادنا، سيبقى يوم ٢٢ مايو يوما خالدا عظيم المعنى والألق، وأضاف في تغريدة على حسابه بتويتر، "يوما بحجم اليمن الخالد خلود الحياة وبعظمة الشعب اليمني الشامخ شموخ الجبال، لليمن ولشعبنا الحرية والكرامة والمجد".
مرتكز الهوية الوطنية
كما أكد التحالف الوطني للأحزاب اليمنية في بيان، إن الوحدة مرتكز رئيسي للهوية الوطنية اليمنية، والتاريخ الاجتماعي والثقافي يؤكد واحدية الهوية اليمنية عبر كل العصور.
وأكدت مواصلة النضال تحت قيادة الشرعية من العاصمة المؤقتة عدن تأكيداً على واحدية الأهداف والمصير، وتأكيدا لرفض التجزئة بين أبناء الوطن الواحد، وأن النضال سيستمر حتى استعادة العاصمة صنعاء المختطفة من المليشيات الحوثية الإمامية المدعومة من إيران.
كسر حدود المستعمر
من جهته، قال نائب رئيس الدائرة الاعلامية للإصلاح عدنان العديني، أنه وفي هذا اليوم انكسرت الحدود التي رسمتها أيادي المستعمر على جسد الوطن، أشار الى أنه في ذلك اليوم اُعلن تفكيك القيود التي حرمت الحرية.
وأضاف "هو يوم أعاد اليمني تجميع شتات صنعته المؤامرات وفرضته المصالح الضيقه، لا عيد اجمل من اليوم الذي تعانقت فيه جهات وطني اليمن".
ميلاد الوطن الكبير
وعن دور الثورة على الإمامة في تحقيق الوحدة اليمنية غرد وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان قائلا: 22 مايو ميلاد اليمن الكبير، ولولا النظام الجمهوري لظل اليمن مُقسّماً نحتفل بهذا اليوم لأننا نُحبّ اليمن كبيراً، وأشار الى أن "وحدهم الصغار يريدونه صغيراً مُقسّماً! توحّدت أوروبا رغم قومياتها ولُغاتها، مضيفاً " يراد تقسيم اليمن! اليمن الذي جعل من العرب عرباً من الخليج إلى المحيط منذ أكثر من 4000 سنة! ".
ويضيف الصحفي عبدالله المنيفي أن "الوحدة اليمنية تاريخ من كفاح مناضلين وارادة شعب لا تعاديها إلا مخلفات الإمامة ومشاريع التمزيق، مضيفاً : كل عام وأنتم بخير بمناسبة العيد الوطني ال٣١ للجمهورية اليمنية.
ويستذكر الكاتب الصحفي مصطفى راجح مراسيم الوحدة، حيث قال في تغريدة على تويتر: تبقى شخطة قلمي البيض وصالح في يوم إعلان الوحدة لحظة تاريخية ونقطة عليا محترمة في تاريخهما، أياً كانت الحيثيات والمسارات، وأضاف "حتى إذا كان هروبا من قبل البيض وطموحا للإبتلاع من قبل صالح. الهروب إلى اليمن الكبير والطموح للهيمنة على كل خارطتها، يحولهما فعلان من أفعال الفروسية الوطنية.
أما الناشطة ياسمين الناظري فترى أن "22 مايو ١٩٩٠هو اليوم الذي يسر الله فيه تحقيق حُلم كُل اليمنيين ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن تعرضت الوحدة لممارسات أساءت لها وأعطت مُبرر لأعدائها في محاولة العودة باليمن إلى مرحلة الإنقسامات الجغرافية التي رسمها أعداء اليمن من إستعمار وغيره، ستبقى الوحدة اليمنية المُنجز الذي نعتز به.
الإمامة نقيض الوحدة
الصحفي على الفقيه من جانبه، أكد في منشور على فيسبوك أنه "لم يذكر التاريخ أن اليمن توحد في ظل حكم الإمامة اللعينة، بل كانت تقايض المستعمرين والطامعين بأجزاء من اليمن مقابل بقاء دويلاتها في المربع المذهبي الذي ولدت فيه".
وأضاف "ولم يكن توحيد اليمن هدفاً لها بقدر إبقاء حكم السلالة ولو على مساحة بضعة كيلومترات. ولهذا كان في طليعة أهداف ثورة ٢٦ سبتمبر إعادة توحيد اليمن".
الفكرة ذاتها يعززها الصحفي نبيل البكيري الذي غرد "اليوم الذكرى٣١ لـ الوحدة اليمنية التي لم يعد لنا منها سوى ذكرى، فيما لا وجود واقعي حقيقي لها، لأسباب عدة في مقدمتها عودة الإمامة الهاشمية، التي تعتبر أهم عوامل التشظي التاريخي للجغرافية اليمنية، وبمجرد عودة الإمامة تتشظى اليمن وتمرض، فلا تجتمع اليمن القوية والإمامة معا.
لامساومة في الثوابت
ويشير الناشط السياسي حمزة المقالح الى إنه من السخف جعل الثوابت الوطنية محل مساومة لكسب رضى بقايا الكهنوت الامامي وبقايا الاستعمار، مشدداً على أن الجمهورية و الوحدة و الديمقراطية ثوابت لا حياد عنها و لا رجعة فلا ديمقراطية دون وحدة و لا وحدة دون جمهورية فالتنازل عن احداهما هو اضاعة لكل المكاسب.