الأخبار
- تقارير وتحليلات
"مُقعَدون" يتغلبون على الحرب والإعاقة بتأسيس كياناً مستقلاً بات المعبر عن احتياجاتهم وتطلعاتهم
العاصمة أونلاين/ خاص/ حافظ الهياجم
الثلاثاء, 01 يونيو, 2021 - 08:58 مساءً
بعد أن نزح بديع الروحاني (٣٠ عاماً) من صنعاء إلى محافظة مأرب منتصف العام 2017، وجد مع زملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة أن عليهم إيجاد كيان خاص بهم يقوم بدور الوسيط بينهم والجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لتلبية احتياجاتهم، وهي الفكرة التي ما لبثت أن تحولت إلى مؤسسة أصبحت تلعب دوراً غير عادياً في تحسين أوضاع المقعدين ودمجهم في المجتمع.
في العام نفسه أطلق بديع الروحاني مع صديقه أنس الصراري رابطة الأمل(مؤسسة لاحقاً) لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال أنس الصراري "أحد المؤسسين" إن الرابطة دشنت أنشطتها من محافظة مأرب، حيث وجدت هناك مئات من المقعدين ينتظرون كياناً يقدم لهم خدمات متميزة في ظل التقصير الحكومي الذي يتعرضون له."
وتسببت الحرب التي اندلعت في اليمن منذ انقلاب مليشيات الحوثي المدعومة من ايران أواخر العام 2014م، بإعاقات جسدية دائمة وجزئية للمئات من اليمنيين، أما بفعل الاختطاف والتعذيب الوحشي في سجون ميليشيا الحوثي، أو جراء المواجهات مع ذات الجماعة.
انجازات
ويقول بديع الروحاني رئيس مؤسسة الأمل لـ"العاصمة أونلاين"، "بدأت الرابطة أنشطتها بتنظيم حفل للمقعدين بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة "3ديسمبر"، بالإضافة إلى توزيع سلال غذائية وإكراميات للمقعدين، كما أنجزت الرابطة تقريراً حقوقياً عن ضحايا الألغام".
ويضيف الروحاني أن رابطته استمرت في طور تلك الإنجازات حتى العام 2020، حيث يرى أن الإنطلاقة الحقيقية كانت منذ ذلك التاريخ.
ويؤكد أنهم أخذوا على عاتقهم أن ينتهجوا سلوكاً خدمياً مغايراً لكثير من المؤسسات والجمعيات، من خلال تقديم الدعم النفسي للمقعد قبل الدعم المالي والإغاثي وتأهيله وإكسابه خبرات يستطيع أن يتجاوز بفضلها عقدة الإعاقة ويصبح قادراً على الإنخراط في المجتمع وتقديم نفسه لسوق العمل ككادر متميز ومطلوب.
لافتاً إلى أن المؤسسة حرصت على الجانب التعليمي والتدريبي والتأهيلي لتنفيذ ذلك، وهو الخط الثابت والأساسي لديها منذ التأسيس، مضيفاً انها في هذا السياق قامت بتدريب وتأهيل المقعدين مع مرافقيهم في عدة دورات وبشهائد معتمدة من التعليم الفني في مجال دبلوم الرخصة الدولية، والمونتاج، والجرافكس، واللغة الإنجليزية، وصيانة وبرمجة الجوال، وحاسوب، ومحاسبة مالية، بالإضافة إلى تدريب زوجات المقعدين في مجال الخياطة.
كما أشار الروحاني إلى أنهم بالفعل حققوا الكثير من أهدافهم ومنها توزيع الكفالات الربعية، والكراسي الكهربائية والعادية، والسلال الغذائية، والحقائب الصحية، وخزانات مياة 2000 لتر للمقعدين في مخيمات النزوح، مضيفاً أنهم عملوا مساراً آخراً لتقديم الإغاثة العاجلة المتمثلة ببناء الكنتيرات للمتضررين من السيول في مأرب العام الماضي، بالإضافة إلى توزيع مكيفات وخزانات وطاقة شمسية للمتضررين من السيول، إلى جانب السلال الإغاثية والإيوائية.
وعندما أعلنت اللجنة الطبية الحكومية إنتهاء ميزانيتها المالية ٢٠١٩ قامت مؤسسة الأمل بمساعدة الجرحى المقعدين العالقين في جمهورية مصر بحسب رئيس المنظمة.
وعلى ذات الصعيد، يرى سلمان العفيف مسؤول التنسيق في الرابطة أن الخطوات التقدمية للمؤسسة تكمن في مدى إلتزامها بالسير وفق أهدافها المطروحة، مضيفاً أنها بالفعل أخرجت الكثير من المقعدين من دائرة العالة إلى دائرة الإعالة.
وعن هذه المشاريع أكد العفيف لـ"العاصمة أونلاين" أن المؤسسة تمكنت من شراء 15 حافلة لعدد 15 من المقعدين، كما تمكنت من افتتاح مشاريع تموينات غذائية لعدد تسعة منهم، ومشروع اكسسوارات جوالات واحد ليعمل المقعدين في هذه المشاريع ويصبحوا منتجين وأشار إلى أنها افتتحت مشروع شبكة إنترنت لأحد المقعدين، ومحل دعاية وإعلان لآخر، بالإضافة إلى محل مبيدات حشرية لعدد واحد أيضاً.
مشاريع مستقبلية
بعد أن تمكن بديع الروحاني وأصدقائه من فعل ما عجزت عنه منظمات تتحصل على دعمٍ عالٍ، بل وما عجزت عنه الجهات الحكومية يرى الروحاني أن مؤسسته لا زالت تطمح لتحقيق الكثير من الأهداف، أهمها إنجاز مدينة الأمل وهو مشروع تسعى من خلاله لتوفير منازل سكنية لإيواء 100 من المقعدين، كما تسعى لتمكين الخريجين من المجالات التعليمية مثل الجرافكس، والصيانة، وتوفير الأجهزة لهم ليتمكنوا من ممارسة ما تعلموه في الدورات التدريبية والتعليمية التي تنفذها المؤسسة.
وفي خضم هذا السعي تهدف المؤسسة أيضاً إلى توفير الكراسي المتحركة والكهربائية، لتلبية حاجة المقعدين، بالإضافة إلى تمهيد ممرات الطرق والأرصفة والمؤسسات الحكومية والخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة والضغط على الجهات الرسمية لتبني ذلك.
ولا زال من أهم الأهداف المزمع تنفيذها هو افتتاح رابطة الأمل لرعاية المكفوفين وتوفير ما يتعلق بإحتياجات الأنشطة والبرامج التي ستنفذ من أجلهم.