الأخبار
- تقارير وتحليلات
المناهج "مفخخة" والمدارس "حسينيات".. بداية صادمة لعام دراسي جديد في صنعاء (تقرير)
العاصمة أونلاين/ تقرير خاص
الأحد, 22 أغسطس, 2021 - 09:05 مساءً
لم يبق شيء يتصل بالجمهورية اليمنية، أو الهوية الوطنية أو حتى للتاريخ اليمني القديم، ناهيك عن الوسطية الإسلامية، ومصطلحات التعايش والمواطنة والديمقراطية والثورات اليمنية، لم يبق شيء من كل ذلك في المناهج التعليمية في مدارس مليشيا الحوثي، التي بدأت العام الدراسي الجديد في صنعاء ومناطق سيطرتها، لتدشنه على طريقتها "حي على الطائفية".
بداية صادمة لطلاب المراحل المختلفة وأسرهم، ممن عبروا عن غضبهم واستيائهم من إدارة مليشيا الحوثي للتعليم، والتي بدأت العام الجديد، ليس بالأنشطة الوطنية، أو غيرها المحببة للتعليم ومقاعد الدراسة، افتتحت المدارس بالحسينيات والندب والبكاء، عبر مسرحها المدرسي واحتفالاتها الدموية، التي أشركت فيها كل الإدارات التعليمية والمدرسة الأساسية والثانوية بما فيها الخاصة والأهلية.
تابع "العاصمة أونلاين" احتفالات عدد من المدارس، كما وثق شهادات غاضبة، وحالة الخوف والقلق، التي أبداها آباء وأمهات على مستقبل أطفالهم، ممن أوضحوا المليشيا ماضية على إيجاد جيل لا يمت لليمن بصلة ولا لهويته العربية والإسلامية.
عن ذلك تقول "سلوى سلطان" وهي معلمة وأم لبنت وولد، كلاهما يدرسان في مدرسة خاصة، لكنها تفاجأت هذه المرة بوصول استدعاء لها إلى المدرسة، وكان الأمر لضرورة حضورها مع أطفال في احتفال ستقيمه المدرسة، بمناسبة عاشوراء.
وأضافت أن ابنها الذي درس العام الماضي في قريته التي تقع في محافظة محررة، بكى ورفض الحضور، وقال إنه لا يريد الدراسة، خصوصا أن إدارة المدرسة كان من شروطها أن يحضر الأطفال وهم يلبسون "الزي الشعبي"، وذلك للمشاركة بالاحتفال.
وتأكيداً لذلك حصل "العاصمة أونلاين" على تعميم وزعته مليشيا الحوثي، عبر مكتب التربية والتعليم في العاصمة صنعاء إلى الإدارات التعليمية وكل المدارس، الحكومية والأهلية والخاصة، وذلك للإحياء الإلزامي لعاشوراء، من خلال جملة من الأنشطة تعكس توجه المليشيا التام إلى تغيير كل ما يمت للتعليم الحقيقي بصلة، إضافة إلى إضفاء الصبغة الإيرانية على كل المناشط والفعاليات طيلة العام الدراسي.
منهج مفخخ
وعند العودة إلى المناهج، التي أوجدت سخطاً كبيراً لدى أولياء الأمور ومعلمين، حيث استكملت مليشيا الحوثي تغييراتها في مناهج جميع الصفوف، إذ لا يوجد ما يشير إلى الجمهورية سوى الاسم، بينما اختلف المنهج تماماً، وصار يتمحور حول الحوثية، أو الهادوية، كما أنه مفخخ بالأفكار الطائفية والعنف والكراهية.
تقول معلمات بأن المنهج أكبر مشكلة تواجههم في المدارس، وأشاروا إلى أن المليشيا منعت منعاً باتاً استخدام المناهج القديمة، وهو المنع المبطن بالتهديد بإنزال العقوبات على من يخالف أوامرها، كما أن لديها أي لدى المليشيا جواسيس في كل مدرسة تنقل أي أخبار عن الرافضين تدريس المناهج الجديدة.
ويؤكدن أن الخطورة كبيرة، حيث تحول المنهج إلى تعبوي أكثر منه تعليمي، حيث يمر اليوم الدراسي، إلا وأغلب الحصص تتحدث عن الحوثي أو عن رموز الهادوية والإمامية والخمينية.
تلقين العنف
وركزت المليشيا الحوثية في المنهج الجديد على الصورة وذلك في مناهج الصفوف الأولى، مستهدفة الأطفال في مشاهد العنف والحرب وأدواتها من صواريخ وقاذفات وراجمات ومدافع، وهو ما يعيد إلى الأذهان أدبيات الجماعات المتطرفة الأخرى كداعش والقاعدة.
كما أن نصوص القراءة، وهي أيضا ترتسم في أذهان الصغار كثفت لجان المناهج الحوثية على أن تكون تحريضية، وتكفيرية، وترسخ المفهوم القتالي الذي ينشئ جيلاً منفصماً عن واقعه، مما يسهل للمليشيا التجنيد أوساط الأطفال والزج بهم في معاركها ضد اليمنيين.
وشملت النصوص الأفكار والشخوص الإمامية، في الوقت الذي غيبت فيه كل الرموز الوطنية، سواء القديمة أو المعاصرة، وهو دليل آخر للخطر الذي تشكله مليشيا الحوثي على الأطفال، وعلى الهوية اليمنية، التي استفردت من أجل القضاء عليها وبهذه الطريقة العبثية.
للشمة مكان
وعند استقراء المناهج تجد سلوكيات الجماعات الباطنية مبثوثة فيه، كالدروس التي تعرف الطلاب بالعادات السيئة أو أدواتها، كأحد الدروس الذي وجد تفاعلاً كبيراً لدى الناشطين، وهو درس "الشمة" والذي على رغم تعاطي هذه المادة شعبياً إلا أنها تجد رفضا كبيرا باعتبارها سلوكاً غير محبذ، وهو ما يذكر بأن المليشيا تستخدم "الشمة" في التجنيد وخلط مواد أخرى أكثر تخديراً لعناصرها في المعارك، وهو سلوك قديم جديد لدى جماعات عرفت بسلوكها العدواني على المجتمع.