الأخبار
- تقارير وتحليلات
مقاولو الدم.. "الحوثية" كثيران تستخدمها إيران في مشروع (حرث الأرض) الفارسي
العاصمة أونلاين / خاص
الإثنين, 27 سبتمبر, 2021 - 10:29 مساءً
استعرض الباحث السياسي والصحفي المختص بالقانون حسين الصوفي، تداعيات نكبة الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014م على اليمنيين، وما أعقب ذلك من شروع في "حرث الأرض" طائفيا بتوجيه من ايران، مؤكداً على أن ماجرى ليس مجرد انقلاب وإنما "احتلال" مكتمل الأركان.
جاء ذلك، ضمن ورقة العمل التي قدمها في الندوة التي نظمها مركز العاصمة الإعلامي بالتزامن مع ذكرى نكبة الانقلاب الحوثي الاربعاء الماضي، والتي جرى خلالها تدشين تقرير المركز، حيث أعلن التقرير توثيق (9197) واقعة قتل وإصابة للمدنيين في أمانة العاصمة برصاص ميليشيات الحوثي والفوضى الأمنية التي تسببت بها خلال الفترة بين سبتمبر 2014 وسبتمبر 2021م.
وتقع ورقة العمل التي قدمها الباحث الصوفي بعنوان "مقاولو الدم.. الحوثية كثيران تستخدمها إيران في مشروع حرث الأرض الفارسي"، في ثلاثة أجزاء، يتضمن الأول التعريفات والتي تطرق فيها الى الخطاب الإعلامي في مواجهة الانقلاب، منوهاً لأهمية ضبط المصطلحات والتعريفات المتداولة في وسائل الإعلام عن الانقلاب الحوثي.
حرث الأرض
ولفت الباحث السياسي حسين الصوفي الى أن مشروع "حرث الأرض" يمثل استراتيجية إيران لتدمير الوطن العربي واحتلاله والانتقام من الإسلام, لأن الإيرانيين ينظرون للإسلام من زواية عدائية انتقامية من معركة "القادسية"، وهذه تاريخيا معروفة ولا يخفون عدائهم للعرب وهذا ذكره الباحثين في الشأن الفارسي أن الإيرانيين في مناهجهم وثقافتهم يصفون العربي بالهمجي الذي يغتسل ببول الإبل.
مؤكداً إن مليشيات الحوثي تعد النسخة الأرخص من أذرع ايران في المنطقة، منوهاً الى أن "الاحتلال الايراني لا يثق فيهم ولا يعتمد عليهم، كانوا تابعين لحسن زميرة، وهذا ما دعا الرئيس السابق علي صالح يتواصل بحسن نصر الله أثناء الخلاف في ٢٠١٧م وما بعدها، ولما قتل صالح لم يثقوا فيهم وارسلوا لهم ايرلو كحاكم مطلق يسوقهم للحراثة بهم كما يريد، ولذلك هم ينتقصون منهم ويعتبرونهم "شيعة شوارع".
مضيفاً "الحوثية نسخة أرخص، لأنهم يقومون ببيع كل شيء بشكل أرخص من نسخة العراق ولبنان وسوريا".
احتلال أم انقلاب؟!
وعن مصطلح "الانقلاب" المستخدم في الخطاب الإعلامي، يقول الصوفي إن تعريف الانقلاب هو مجموعة من الناس من داخل البلاد يسيطرون على السلطة ويديرون الدولة، بينما الاحتلال هو مخطط خارجي، يقوم على اعتبار الشعب عدو، وارتكاب المجازر الوحشية، وطمس وتغيير الهوية، مثل المغرب العربي يتحدثون الفرنسية لا يشترط أن ترى المحتل لكن لسانك يتحدث بلغته.
كما يستهدف الاحتلال المعتقدات، وينفذ عمليات التغيير الديموغرافي، والجغرافي، وطمس معالم الدولة المحتلة، ونهب الثروات والآثار، وعليه فإن مايجري بصنعاء ومناطق سيطرة مليشيات الحوثي وايرلو احتلال ايراني مكتمل الاركان، يؤكد الباحث الصوفي.
الى السيادة، حيث يرى الباحث والصحفي المتخصص في القانون حسين الصوفي، إن من أكثر ما يعكس خوف الاحتلال من الشعب اختباءه خلف مصطلحات كبيرة مثل "السيادة" وذلك ليمارس التضليل على الشعب، لكن الغباء المفرط أن من تحدث عنها هو "إيرلو" بلغة فارسية!. مخاطباً ايرلو بتساؤل على سبيل السخرية: فكيف تتحدث عن سيادة اليمن وأنت أعجمي، وفارسي؟!.ثم أين هي السيادة في العراق، في لبنان، في سوريا؟!.
ويجزم الصوفي في إن "ما يتم ليس سوى احتلال ووحشية، يعكس شعار الموت لامريكا، اكاذيب وهم في خدمة الفوضى والدمار.، يكذبون كما يتنفسون".
لافتاً في ذات الصدد، الى أن النكبة اليمنية تطابق كثيراً النكبة الفلسطينيةـ بما يحمله معنى النكبة من دلالات على مايسببه الاحتلال من تجريف للأرض والهوية والتاريخ ومصادرة لحق الحياة والحرية، والشواهد ماثلة في صنعاء كما هي في المدن الفلسطينية المحتلة من الكيان الصهيوني.
سياسية التوحش
وتناول المحور الثاني من ورقة الصوفي سياسة التوحش الحوثية، والحديد والنار، وما أطلق عليها "مقاولة الدماء"، وذكرها في نقاط محددة منها مايتصل بالتعذيب الوحشي، والقتل تحت التعذيب، ومقارنة بين جرائم التعذيب الان وفي السابق.
وذكر شواهد من العنصرية السلالية التي تنتهجها مليشيات الحوثي تجاه اليمنيين، منها وثيقة الخمس، ورسالة جد سهيل عقيل مفتي الحوثيين بتعز العنصري السلالي ضمن وثيقة قرأها الباحث زايد جابر عن أهل تهامة.
وفي السياق، أشار الى قائمة العار الدولية التي تتصدرها مليشيات الاحتلال الحوثي الايراني، والمتمثلة بجرائم الاعتداءات الجنسية، لافتاً الى أن هذه أقذر تهمة وجريمة تلاحقهم دوليا، حيث والمدرجين في اللائحة السوداء عدد الاصابع، وتعتبر عصابة الاحتلال الحوثي على رأس هذه القائمة الفاضحة البشعة.
أما الإعدامات الجماعية يشير الباحث الصوفي الى أن هذه الجريمة تطابق مايفعله نظام الملالي في طهران وتعيد الأذهان في الوقت ذاته لجرائم الإمامة الكهنوتية بحق اليمنيين، وتتخذ الميليشيات من ضحاياها قرابين ولاء وطاعة لإيران.
لافتاً الى أن هذا سلوك سلالي كهنوتي وحشي دموي قذر، وهو ايضا ما يحدث في طهران، يجري نصب المشانق وتعليق الرؤوس، وفي عهد إمامة بيت حميد الدين الكهنوتية جرى ذبح اليمنيون وصلب جثثهم وتعليق رؤوسهم في الميادين العامة.
تسييس القضاء
الى تسييس القضاء، حيث تعمل الجماعة على لي عنق العدالة وتحويلها إلى آلة ذبح، والى حرب تيئيس، وسحق. وقال إن المقابر والتضحية بالقبائل بالجملة بدون ضمير ولا حساب ولا أهمية يأتي ضمن ذلك، وهذا سلوك همجي سابق كان جدهم يحرض قبيلة ضد قبيلة، على أساس إن "الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي"!
هل ركع الشعب؟!
بمقابل ذلك التوحش والجرائم الإرهابية الحوثية والقمع والترهيب بحق اليمنيين، يؤكد الباحث حسين الصوفي إن اليمنيين لم ولن يركعوا، بل تزداد النقمة الشعبية ضد الميليشيات ومشروعها وهناك تصاعد واسع في الغضب الشعبي، منوهاً الى أن التراكمات ستنفجر يوما بات قريبا على شكل فعل ثوري يقضي على الجماعة ومشروعها الكهنوتي كما فعل الشعب في 26 سبتمبر المجيدة.
ومن الشواهد على اليقضة وتنامي الغضب الشعبي ورفض المجتمع للمليشيات الحوثية ومشروعها، يذّكر الصوفي بثورة الجياع في اكتوبر من العام 2018م، وانتفاضة 2 ديسمبر، وايضا احتجاجات في قضية مقتل الاغبري، واحتجاجات القضاة والمعلمين.
وقال إن الشعب يعطي رسائل رفض للمليشيات الحوثية في عمق مناطق سيطرتها، في أكثر من مناسبة، ومن ذلك التوافد الأكبر في موت القاضي العمراني رحمه الله، استمر الناس لأسبوع يتوافدون إلى المقبرة للصلاة على العمراني.
كما لفت الى تفعيل الشعب للنشيد الوطني والسلام الجمهوري في المناسبات والفعاليات، كما لم يحدث من قبل، ومقاطعة جماعية لمساجد كبرى تسيطر عليها المليشيات، والتصدي لمحاولاتها منع صلاة التراويح، وهذه المرة الاحتفال اللافت بمناسبة العيد الـ59 لثورة 26 سبتمبر المجيدة في المنازل والأماكن العامة رغم الترهيب والقمع.
وأوضح الصوفي أن من الشواهد ايضا ملحمة البطل فضل الصايدي والشهيدة أصيلة الدودحي والشهيدة الأصبحي، والمئات من الأمثلة التي تضيف الى كثافة الفعل الثوري ضد الكهنوت والاحتلال الايراني وسيؤدي أكله بإشعالها ثورة كبرى على هذه العصابة وتنظيف عارها الى الأبد.