×
آخر الأخبار
حكومة تصريف الأعمال السورية تُعلن عطلة ليومين للاحتفال بعيد الميلاد  الحكومة العراقية تدرس طلب واشنطن اغلاق مكتب الحوثيين في بغداد مأرب تستقبل 221أسرة نازحة خلال نوفمبر الماضي  المنتخب الوطني يواجه نظيره السعودي   مصادر: مقتل "امرأة" وحفيديها في حي سعوان بصنعاء "القيادة الرئاسي" يوجّه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من عدن "الصحة العالمية": اليمن سجل أعلى معدل إصابة بالكوليرا عالميًا خلال العام الجاري "أمهات المختطفين" تقول إنّ 128 شخصًا على الأقل توفوا تحت التعذيب في سجون الحوثيين مقتل شاب برصاص مسلحين في أحد شوارع صنعاء مليشيا الحوثي تطلق سراح 2 من قتلة الشيخ "أبو شعر" وقبائل إب تتوعد بالتصعيد

مولد (الحوثيين) الأخضر.. عنوان ديني لمهرجان سياسي يقوم على الحشد والتزييف والجباية

العاصمة أونلاين/ خاص/ نبيل صلاح


الجمعة, 15 أكتوبر, 2021 - 09:00 مساءً

حرصت ميليشيات الانقلاب والإرهاب الحوثية التابعة لإيران، على التحضير المبكر هذا العام لاحتفالاتها الطائفية بما يسمى "المولد النبوي" وكثفت من توشيح العاصمة صنعاء بالأخضر القاتم وكم هائل من الشعارات الطائفية، في محاولة للتكرس في ذهنية المجتمع، هوية خاصة ومستوردة لا تمت بصلة لتاريخ وعروبة ويمنية المدينة.
 
بدى ذلك الحرص الحوثي غير المسبوق في المبالغة بتزييف مظهر صنعاء بالأخضر، وتركيز كافة جهودها منذ الشهر الماضي باتجاه واحد، يتعلق بالحشد غير المسبوق لهذه الفعالية، لتبدو "صنعاء" خضراء دفعة واحدة ولا لون آخر غير الأخضر.
 
تحشد الجماعة لهذه المناسبة منذ الشهر المنصرم، وتكثف في الوقت الحالي بهذه اللافتة من الجبايات الجائرة والتي لا تستثني فرداً ولا قطاعاً في مناطق سيطرتها فإن كنت "تحب النبي يجب عليك أن تدفع"، وهكذا أحالت الجماعة اسم نبي الإسلام الى عنوان عريض للنهب، وهي بذات الطريقة تحاول تأثيث الدين طبقاً لمقاسات مشروعها بتخلفه وماضويته.
 
سخط مجتمعي
 
هذا التوظيف لمناسبة تحمل عنواناً دينياً يرافقه التعسف الفادح، قوبل بحالة من السخط المجتمعي الرافض والمتصاعد ضد أساليب الجماعة التي قال مواطنون في صنعاء لـ"العاصمة أونلاين" إنها تسيء للنبي عليه الصلاة والسلام، وتحاول اعتباره شركة خاصة للاستثمار وجني الأموال.
 
ففي كل حي وحارة بالعاصمة، طالبت الميليشيات الحوثية من الأهالي إقامة فعاليات فرعية بكل حارة، ويمول الأهالي أنفسهم كلفتها كاملة، بالإضافة الى إلزام الحارات بطباخة وتوفير أطعمة المحتشدين لهذه المهرجانات.
 
ومنذ أسبوعين، قررت سلسلة من المحال التجارية إغلاق أبوابها والإضراب عن العمل تجنباً للجان الجباية الحوثية المرافقة لاحتفالات الجماعة بالمولد النبوي، وهذا ما فعلته سلسلة المخابز وبائعو اللحوم والدجاج في أمانة العاصمة.
 
احتفاء على انقاض ملايين الجوعى
 
وبالتزامن مع المهرجانات الحوثية، يعاني سكان أمانة العاصمة أزمات خانقة في المياه التي يتواصل انقطاعها لثلاثة أسابيع متواصلة، وهي انقطاعات مزمنة، حيث تنقطع مياه المشروع الحكومي الخاصة بالاستخدام المنزلي والشرب انقطاع لعدة أسابيع قبل أن تعود ساعات محدودة ثم تنقطع لفترات طويلة، ورغم ذلك تفرض الميلشيات الحوثي إتاوات مضاعفة على الخدمة.
 
أما غاز الطهي المنزلي فحكاية معاناة أخرى يقول مواطنون بصنعاء، حيث حرصت ميليشيات الحوثي على تأزيم الخدمة وربطت الحصول على اسطوانة غاز مباشرة بالولاء لها وقربان لايقل عن تقديم مقاتل من العائلة للقتال في صفوفها أو دفع المزيد من المال.
 
أما في الوقت الحالي فيتطلب حصولك على اسطوانة غاز رفعك في كشف الحاضرين لمهرجانات المولد الحوثية ودفع جبايات المظاريف التي وزعت عبر عقال الحارات والمشرفين، وهي بذات الوقت تبيع اسطوانة الغاز بما يتجاوز (13 ألف ريال).
 
وبالإضافة لتأزيم الخدمات الضرورية للمواطن وتوظيفها في الاستقطاب والابتزاز الحوثي، فإن ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي يعانون وضعاً معيشياً صعباً، جراء استمرار مصادرتها رواتب الموظفين منذ خمسة أعوام، وانتهاج الجماعة استراتيجية الإفقار والتجويع بحقهم.
 

تزييف ليل صنعاء

وبينما تُغرق الميليشيات الحوثية العاصمة صنعاء في الظلام الدامس منذ سنوات الانقلاب السبع، فإنها حينما تقترب احتفالاتها بالمولد إذا بصنعاء تشرق فجأة بالضوء الأخضر، لتبث الجماعة مشهد المدينة المضاءة بالأخضر ليلاً، على أنها واحة لازدهار العهد الحوثي، قبل أن ينقشع الزيف ويحل الظلام مجددا مع انتهاء مهرجان الجباية المفتوحة وتفرغ الجماعة لجرد الأرباح.
 
تفعل ذلك التزييف، من خلال تعميمات تفرض بموجبها على المحلات التجارية والشركات، تعليق المصابيح والإضاءات الخضراء على حسابهم الخاص، وكل تلك القناديل هي ملكيات خاصة، وإضاءة مدفوعة القيمة من قوت المواطنين.
 
وفي هذا الصدد، فرضت الميليشيات على المنازل والعمارات والأحياء السكنية، توفير إضاءات ليلية خضراء للفترة المتزامنة مع احتفالاتها بموسم المولد هذا العام، واتخذت الترهيب وسيلة لدفع السكان لإيجاد مولدات وتوفير وقود، لتوفير هذه الاضاءات التي ماتلبث أن تنطفئ دفعة واحدة عقب يوم من هذه التظاهرة الدعائية الكبيرة، ومعها تعود المدينة الى الظلام الدامس.
 
أما بعض المساجد والأماكن العامة فتوفرت اضاءاتها الخضراء من مولدات الكهرباء التجارية التي يملك معظمها نافذون حوثيون في مختلف مديريات الأمانة، وبالإشارة الى ذلك فإن هذه المولدات ذات السعات الضخمة هي منهوبات من ملكيات المؤسسة العامة للكهرباء التي تعرضت للنهب والخصخصة الحوثية في أعقاب الانقلاب الحوثي.
 
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير