الأخبار
- تقارير وتحليلات
كيف حولت مليشيا الحوثي اختبار الشهادة الثانوية الى مسرحية هزلية؟
العاصمة أونلاين - خاص
الخميس, 02 يونيو, 2022 - 11:27 صباحاً
تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية عبثها بالعملية التعليمية في مناطق سيطرتها منذ نحو ثمانية أعوام، خصوصا اختبارات شهادة الثانوية العامة والتي تحولت إلى مسرحية تفننت خلالها المليشيا في الغش للطلاب، وتسريب الامتحانات، ومنح عناصر الجماعة شهادات مجانية لمجرد مشاركتهم في الجبهات.
وأفادت مصادر تربوية ، ومعلومون لـ لعاصمة اون لاين" أن مراكز الاختبارات في العاصمة صنعاء شهدت هذا العام غشا لافتا، وغير مسبوق ، للشهادتين الاساسية والثانوية بأشكال مختلفة مستخدمة الوسائل التقليدية والتكنولوجية.
يقول المعلم محمد أبو طالب لـ العاصمة أونلاين" " يقوم المعلمون بتصوير الاختبارات من داخل اللجان وإرسالها عبر الواتس لأخرين خارج لجنة الاختبارات متخصصين ، ثم يبيعون الإجابات للطلاب كلا حسب المبلغ الذي يدفع لهم وقد تصل قيمتها ل 10 الاف ريال للطالب الواحد كما حصل بمدرسة الشعب بمديرية الصافية".
ويقول الطالب صادق إن أولياء أمور وأقرباء الطلاب يتسلقون جدران المراكز الامتحانية أو ينتظرون عند بوابات ونوافذ اللجان يتحينون الفرصة لتغشيش أبنائهم وإدخال الإجابات لهم دون تحريك أي ساكن من مدراء المراكز والأمن المكلف من وزارة التربية والتعليم.
فرصة أخرى
أكد مصدر تربوي أن طلابا يتبعون الجماعة يختبرون فترة ثانية ، بعد انتهاء الدوام الرسمي للامتحانات وخروج جميع الطلاب من قاعات الامتحانات ؛ كما حصل بمدرسة عمر بن عبد العزيز بمديرية بني الحارث ، مصطحبين كتب المنهج لكل اختبار حاملين معهم تصاريح تفيد انهم من عناصر الجماعة، ويتواجدون في الجبهات.
وفي المدرسة ذاتها يُسمح لطلاب آخرين بالتغيب عن حضور الاختبارات بذريعة تواجدهم في الجبهات القتال ، ويختبرونهم في وقت لاحق غير التكميلي المعروف والخاص بالمسقطين لبعض المواد.
الفوضى التي خلقتها المليشيا في عملية الاختبارات ، وانقطاع الرواتب ، فتحت المجال للعبث ، تقول المصادر التربوية أن نائب رئيس المركز الامتحاني بمدرسة التضامن بمديرية الصافية كان يسمح للمدرسات بتمرير الغش للطالبات مقابل 500ريال على الطالبة لكل مادة، فيما يسخط على من ترفض منهن تغشيش الطالبات.
يقول المعلم محمد لـ "عاصمة أونلاين" أن عدم الإيفاء بالأجور يجعل كثيرا من المعلمين النزيهين والمتميزين يرفضون المراقبة ورئاسة المراكز؛ فتعين المليشيات الحوثية أفرادا من جماعتها ليس لهم اي صلة بالتعليم، فيما ينتهز الفرصة للمراقبة بعض المتقدمين من ضعفاء النفوس ورجال الأمن من لهم طلاب وأقارب في تلك المراكز لتسهيل تغشيشهم.
وتتكرر مشاهد الغش كل عام وتزداد وتيرته نتيجة التفلت الإداري والتربوي، وعدم دراسة الطلاب للمواد الدراسية طيلة العام ، وقلة المدرسين المتخصصين نتيجة نهب رواتبهم من قبل مليشيات الحوثي لنحو سبعة أعوام متتالية، كما ان عدم الإيفاء بالأجور المستحقة لأعضاء لجان المراقبة والأمن من قبل المليشيات يزيد الطين بلة.
يقول مراقبون إن المليشيات الحوثية منذ انقلابها على الدولة تدمر الشعب والتعليم "بأسلوب مبرشم" و ممنهج لتجعل من الشباب اليمني وقودا لحروبها، وتخلق ثغرة في الوطن يصعب إصلاحها على مر العقود.