×
آخر الأخبار
صحة غزة: مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة  بن دغر: لقاء الإصلاح واللواء الزبيدي خطوة إيجابية لمصالحة وطنية شاملة  وقفات حاشدة في مأرب وتعز تندد باستمرار جرائم الاحتلال بحق سكان غزة عمران.. العثور على جثة "مسلح حوثي" في "عبارة" تصريف مياه  وثيقة تكشف وفاة مريض بسبب تلف جهاز التخدير في أحد مستشفيات صنعاء صنعاء.. حريق "هائل" يلتهم مجمّعاً تجارياً في منطقة شملان صنعاء .. والد الطفلة جنات يواجه الإرهاب الحوثي ويتمسك بمطلب اعدام الجاني "نجاد" مليشيا الحوثي تضاعف عملية زراعة الألغام بمحافظة الحديدة حماس: لا صفقة تبادل دون وقف العدوان على غزة الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب الى اقطاعية لعناصرها القادمين من صعدة​ وعمران​

حين يكون الصحفي هو الخبر ذاته.. عام من اختطاف الحوثي للزميل يونس عبدالسلام

العاصمة أونلاين/ خاص/ وضاح المنصوري


الاربعاء, 03 أغسطس, 2022 - 09:38 مساءً

"وحيد الصوفي، صحفي يمني، لا جُرم له إلا أداء عمله ورفع قلمه وكاميرته لنقل واقع بلاد، أضحت بين عشية وضحاها غابة لا حرية فيها، سجناً كبيراً غدت العاصمة الجامعة لكل اليمنيين ومثلها البلاد، وداخل سجن هنا وهناك ثمة من لا يستطع رؤية قريبه، الذي حظي بجرم قلمه مكانا مجهولا لا يمكن لأحد كشفه"، بهذه المقدمة المقتضبة، ابتدأ الصحفي يونس عبدالسلام تقريره المنشور في موقع إخباري بتاريخ 4 مايو 2019، عن الصحفي وحيد الصوفي، المخفي قسراً، منذ 4 أعوام حينها، بينما اليوم دخل عامه الثامن.
 
آنذاك، سرد في التقرير قصة اختفاء الصحفي وحيد الصوفي، ومأساة ومعاناة أسرته، التي تكتوي بنار الحزن والأوجاع ومرارة الغياب بعد فقدان الأمل في الحصول على معلومات عنه أو عن مكان اختفائه، في ظل تكتم حوثي شديد، منذ أبريل 2015، وما زالت حتى اليوم، قابلة للزيادة إلى ما لا نهاية على ما يبدو.
 
السطور التي كتبها الزميل يونس عبدالسلام، عن الصحفي وحيد الصوفي، لم يكن يعلم أنها ستتحدث عن قصته بعد سنوات، وأنها ستكون شاهدة على ليل صنعاء الغدار، في ظل سيطرة العصابات الحوثية عليها، بعد أن "غدت سجناً كبيراً لكل اليمنيين ومثلها البلاد"، لكن المحزن هو أن تكتب مادة صحفية دون أن تعلم أنك ستكون في يومٍ ما الخبر ذاته، الألم ذاته، وجع الأسرة ذاتها، وبيانات التنديدات والتضامنات ذاتها، إنها الحياة الأشد قهراً وبؤساً لكل من يعمل في هذا المجال.
 
ففي الثالث من أغسطس 2021، قبل عام تماماً، اختفى الصحفي يونس عبد السلام، عندما خرج في وقت متأخر من مساء ذلك اليوم، من منزله في شارع الدائري وسط صنعاء لتناول وجبة العشاء في أحد المقاهي، وهو بحالة صحية غير جيدة، إثر تدهور وضعه النفسي والصحي بعد اعتقاله في محافظة أبين قبل عامين.
 
لم يُكشف عن مكان اختطافه ولم يعلم أهله أي معلومات عنه، إلا حين أُبلغت من قبل إحدى المنظمات الحقوقية في أواخر الشهر ذاته، بتواجده في سجن الأمن السياسي بصنعاء، الذي يكتظ بمئات المختطفين والمخفيين قسراً، ليتم نقله بعد ذلك إلى الزنزانة الانفرادية لأكثر من ثمانين يوماً، دون مراعاة لحالته الصحية والنفسية التي لا تحتمل السجن والمعاملة القاسية والتعذيب في السجن سيئة الصيت.
 
وحسب أسرة الصحفي فقد اُتهم "بالتخابر مع أطراف خارجية"، وطُلب من أسرته ضمانة تجارية مقابل الإفراج عنه ومرت أربعة أشهر من إيصالها، لكنه مازال في سجون المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، وهو اليوم يُكمل عاماً أول في هذه السجون التي تتسع لكل أوجاع ومعاناة الحياة وتضيق برحمة وسوط السجان.
 
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين حملت مليشيا الحوثي مسؤولية اختفاء الصحفي يونس عبد السلام وطالبتها بالعمل على عودته سالماً إلى منزله، معبرة عن قلقها لوضع الصحفي الذي يعاني من اضطرابات نفسية وصحية، بالإضافة إلى أن 18 منظمة حقوقية طالبت المجتمع الدولي بتكثيف جهوده للإفراج عن الصحفي يونس عبدالسلام من سجون ميليشيا الحوثي.
 
تعيش أسرة الصحفي يونس عبدالسلام حالة صدمة وحزن منذ اختطافه، وباتت تعد الأيام والليالي التي قضاها يونس خلف القضبان، "دون سند من دستور أو قانون أو قضاء".
 
ونشر شقيقه سلطان على حسابه بموقع "فيسبوك"، متحدثاً عن الليلة الأخيرة ليونس قبل أن يلتقطه "الحوثة" من شارع الدائري، "في مثل هذه الليلة قبل سنة خرج يونس كعادته ليستنشق بعض الهواء فاستكثرهُ عليه السجان، 366 ليلة قضاها يونس خلف القضبان وهو المتذمر القلق الذي لا يستطيع المكوث لبضع ساعات في مكان واحد".
 
وأضاف سلطان السلمي، 366 يوما من الحزن والحسرة لوالدَين مسنَين بعيدين عن ابنهما الأصغر ولا يمتلكان له، سوى الدعاء وبعض ما تجود عليهما الحياة يؤثران به ولدهما المعتقل ظلماً وعدونا، 366 يوماً من المتابعة، والاستجداء، والتظلم، عند أناس لا يمتلكون ذرة من إنسانية تجاهك ما دمت لا تدين لهم بالولاء ولست من أتباعهم".
 
كل يوم يمر على الصحفي يونس عبدالسلام في سجون ميليشيا الحوثي يُقربه إلى الموت أكثر، خاصة مع وجود شواهد سابقة للمليشيا التي تتخذ من الصحفي كعدو أول ولا تهتم بنداءات ودعوات العالم، فقد أصدرت على أربعة صحفيين مختطفين منذ يونيو 2015، أوامر بإعدامهم، وما تزال تُخفي الصحفي وحيد الصوفي، وما تزال أسرته تخوض "ماراثون طويل من البحث عن مصير وحيدها"، وفقاً لما كتبه الزميل يونس عبدالسلام في تقريره قبل ثلاث سنوات.
ر



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير