الأخبار
- تقارير وتحليلات
في ذكرى انتكاسة "الجمهورية".. طوق صنعاء كيف أصبح رأس حربة في مواجهة الحوثي؟
العاصمة أونلاين/ خاص
الخميس, 22 سبتمبر, 2022 - 08:03 مساءً
قبل ثمان سنوات مضت، خاضت مليشيا الحوثي معارك محدودة ضد القبائل في صنعاء، أو ما يعرف إعلامياً بطوق صنعاء، خاصة في همدان في مثل هذه الأيام، من العام (2014)، بعد أن تخلت الدولة حينها عن خيار المواجهة العسكرية لحماية الجمهورية، وفي ديسمبر من السنة ذاتها اقتحمت مليشيا الحوثي الإيرانية "أرحب"، وظنت أنها هزمت تلك القبائل.
يمكن تفسير تلك الهزيمة التي لحقت بالقبائل بأنها ليست الدولة، وأنه لا يمكنها متفردة مواجهة إيران، التي كانت حينها تكسب ثمار التوصل لاتفاق نووي مؤقت قبل أن يصير دائما.
على عكس ما ظنه كثيرون بدأت القبائل في مواجهة الغطرسة الحوثية بمختلف الوسائل، رغم الهزيمة المؤلمة التي لحقت بها جراء انتكاسة الجمهورية.
في سبتمبر الجاري وما قبله، تستلهم القبائل، ذكرى ميلاد الجمهورية وليس ذكرى السقوط.
تقاوم قبيلة بني مطر منذ أسابيع بمختلف الوسائل، القيادي أبو حيدر جحاف القريب من أسرة عبدالملك الحوثي، وتمنعه من السيطرة على عقاراتها، رغم البطش والتنكيل التي يمارسها ضدهم.
بحسب المصادر المحلية فإن مشايخ القبيلة اجتمعوا قبل أيام لمواجهة الحملة والخروج بموقف يحمي أراضي القبيلة.
بكل تأكيد لن يتراجع الحوثي عن تجريد بني مطر من قوتهم وأراضيهم مادام قادراً على انتزاعها، لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن القبيلة اجتمعت لأول مرة في صراع موجه ضد الحوثي، وهو اجتماع يحدث لأول مرة في مواجهة الجماعة التي تمنع أي نقاش موجه ضدها حتى لو كان من أتباعها.
بالتزامن كانت الوقفة لأهالي قرى بني مطر حاسمة في توسع العمل الشعبي ضد الجماعة الحوثية، وموقف القبيلة شيوخ وأفراد مقدمة طبيعية لموقف شعبي يتبلور في عدد من قبائل صنعاء.
كما رفضت قبيلة بني مطر محاولة حوثية لتقسيم أراضيها وضمها لمديرية حوثية جديدة باسم صنعاء الجديدة.
همدان.. حربة المواجهة
إلى الغرب من صنعاء واجهت قبيلة همدان سلسلة حملات حوثية عسكرية بلغت عشر حملات عسكرية على الأقل، تؤكد على أن تلك القبيلة في صراع مستمر ضد الإمامة وأنها لن تتوقف.
قاومت قرية العرة بهمدان مليشيا الحوثي أكثر من سنة كاملة، وحتى اليوم لم تستطع الجماعة انتزاع آلاف اللبنات العقارية من القبيلة وتلك مؤشرات مهمة على تحول استراتيجي في موقف القبيلة لمواجهة الحوثي.
(بني الحارث) لم تستسلم
أما في بني الحارث شمال صنعاء، فقد استطاعت القبيلة حماية أكثر من ألفي لبنة عقارية كان عبدالمجيد الحوثي يحاول انتزاعها، لم تتراجع المليشيا عن محاولة السيطرة على أراضي القبيلة ولم يستسلم قادة وأبناء القبيلة.
أرحب.. معقل للجمهورية
الحديث عن مواجهات عسكرية متجددة بين الحوثي وقبائل أرحب بما فيهم الموالين للجماعة كفارس الحباري، ليس شيئا غريباً، حيث تحولت القبيلة منذ جمهورية سبتمبر قبل ستة عقود إلى معقل مهم للجمهورية، وتدافع عنها بوسائل مستمرة بما فيها السلاح ضد جماعة الحوثي.
وعمد الحوثي مثلا إلى تفجير 30 منزل تقريبا من إحدى قرى أرحب قبل سنوات ليقينه التام أن أرحب لن تكون إلا ضده وآخر تلك الحملات كانت قبل أسابيع قليلة فقط.
بني حشيش.. بدأت تنتفض
كان التحول البارز في موقف قبائل بني حشيش على مستويات عدة حيث تغلغلت الإمامة بصورتها الحوثية باكرا فيها وحاولت إسقاط الجمهورية منها في 2008 ثم دعمت الحوثي بآلاف المقاتلين واموال طائلة.
بعد 14 سنة على الأقل، بدأت القبيلة تنتفض تدريجيا على جماعة الحوثي، وخاضت مواجهات مسلحة في سبتمبر الجاري واغسطس الماضي ضد الجماعة في صرف وشكا مزارعوها جهرا من سطوة حوثية تدمر مزراع العنب التابعة لهم، أي أن رأس المال في القبيلة تحول ضد جماعة الحوثي.
بالمحصلة فإن قبائل الطوق الذي روج إعلام الحوثي على مدى سنوات استسلامه للحوثي، صار فعليا رأس حربة المواجهة الشعبية عسكريا وسلميا وتجاريا ضد الحوثي، دفع ببعض كتاب الحوثي إلى القول بأن هناك من يسعى لحرب دائمة بين الجماعة الحوثية الإيرانية وبين القبائل في صنعاء.
هذا الاعتراف بوجود هذا الصراع محاولة من الجماعة لتحسين علاقتها بالقبائل ومهادنتها لن يجدي نفعا بعد أن نكل الحوثي بتلك القبائل ودمر الدولة التي كانوا يعيشون فيها بكرامة.