الأخبار
- تقارير وتحليلات
مجرد "مقلب" .. كيف أوهم الحوثيون اليمنيين بخدمة "الفور جي"..؟
العاصمة أونلاين/ خاص
الإثنين, 14 نوفمبر, 2022 - 09:02 مساءً
تعدّ ثورة الاتصالات والأنترنت، أهم إنجازات القرن العشرين، حيث أتاحت فرصة كبيرة، للحصول على المعلومات، وتسهيل التواصل، كما أصبحت أهم حدث في التاريخ، أصبح التنافس والصراع بين الدول يتمحور حوله، كون الأنترنت هو المتحكم بالعالم، ويستخدم أيضا في مختلف الجوانب العسكرية والاقتصادية والسياسية والعلمية والصحية وغيرها.
في اليمن، بدأ استخدام الشبكة العنكبوتية، في العام 1969، من خلال مزود الخدمة المحلي (تيليمن) المحتكر الرسمي لخدمات الاتصالات في اليمن، وبعد انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية، على الدولة في العام 2014 وسيطرتها على الاتصالات، عمدت إلى استخدام هذا المجال الحيوي، في خدمة مشروعها، بالإضافة إلى جعله مورداً مالياً لاستمرار أنشطة حربها على اليمنيين.
ومؤخراً أضافت شركة الاتصالات "تيليمن" الخاضعة للمليشيا الحوثية، خدمة الجيل الرابع من الاتصالات (فور جي)، ولكنها ضعفت بعد انطلاقها بأسابيع، بل إنها أصبحت وهمية عند بعض المشتركين، لتتحول إلى مجرد "مقلب" عند الكثير ممن تحدثوا بسخرية متساءلين عن سر تصديق اليمنيين للمليشيا بعد كل هذه السنوات من التضليل والنهب لأموالهم واستغلالهم للقطاعات الحيوية، ومنها الاتصالات.
في أسباب ذلك وهل المليشيا ضللت وأوهمت اليمنيين بهذه الخدمة"؟، هو ما يحاول "العاصمة أونلاين" الإجابة عنه في هذا التقرير، بالإضافة إلى أن المليشيا نهبت واختلست أموالاً طائلة، كالعادة، سرقت مئات الآلاف من اليمنيين، وهي تضحك، بينما فرحة المشتركين لم تدم، بعد أن تحولت الخدمة إلى مشكلة تضاف إلى كمية مشاكلهم، ومنها البحث عن اتصال آمن، وسرعة انترنت مناسبة.
لا أحد يشكك بأن هذه الخدمة، أطلقها الحوثيون لاختلاس ونهب الآلاف من اليمنيين، ممن سارعوا إلى الاشتراك فيها، حيث أن المليشيا استثمرت الحاجة للانترنت السريع، كون الشبكة تعاني ضعفاً كبيراً في أغلب المحافظات اليمنية، نتيجة عدم الصيانة ولأسباب كثيرة، إلا أن الإثبات يظهر في أنها
منهم الناشط الإعلامي (عبدالرحمن وهان) الذي أكد أن شبكة الاتصال (الفور جي) هي بمثابة مصدر تمويل ودعم جديد وكبير للحوثيين.. ولفت إلى أن الشبكة في بدايتها كانت حلاً، ووفرت كثيراً من المعاناه في كل أنحاء البلاد حيث زادت سرعة الإنترنت، وتحسنت جودتها نوعاً ما في بداية انطلاقها، إلا أنها للأسف تحولت إلى أداة لاختلاس الأموال، وأصبحت ضعيفة جدا مقارنه ببداية انطلاقها.
عبدالرحمن وهان في حديثه لـ "العاصمة أونلاين" تمنى بصفته مواطناً، ويقطن في المحافظات المحررة، أن تسارع الحكومة إلى تحرير هذا القطاع المهم من أيدي الحوثيين، مشيراً كذلك إلى خطورة أن يظل في قبضة المليشيا ومورداً لها، معدداً المخاطر، والتي منها الاختراقات والتلاعب، واستخدم الاتصالات في الجانب العسكري والاستخباراتي.
وتبرز الحاجة للانترنت السريع لدى العاملين في الجانب الإعلامي، وهو ما توضحه، تهاني القديمي، التي قررت أن الفور جي، صارت أسوأ من خدمات الاتصالات السابقة.
وأكدت في تصريحها لـ "العاصمة أونلاين" مطالبتها بالأفضل، كون خدمات الانترنت، وسرعته الخيالية، في كل دول العالم، وقالت "بينما نحن نعاني لأجل رفع أي مادة على شبكة الانترنت بسبب الضعف الكبير فيه".
وأرحعت القديمي الضعف الكبير للخدمة بأنه بسبب كثرة المستخدمين، والذي دفع إلى الاشتراك فيها، البداية القوية لـ "الفور جي"، وأضافت "زيادة المشتركين وتغطية محافظات ومناطق أكثر من حجم الشبكة كان سبباً أيضاً في إضعاف سرعة وتردي الخدمة" آملة بأن يكون هناك تحسين وتطوير مستمر للخدمة، حتى تعود كما انطلقت".
في سياق متصل، يرى آخرون بأن الأمر عائد إلى تلاعب الحوثيين، فوضعوا الخدمة أولاً لجني الأموال بأكبر صورة ممكنة، مما حتم عليهم بأن تكون سريعة في البداية، ويأتي التخفيض في وقت لاحق، كونها تخاف أن يحضل اليمنيون على "انترنت" سريع نوعاً ما، لأنه سيساعد على تنامي النشاط الإعلامي أكثر، مما سيسهل في كشف كل ما ترتكبه المليشيا من انتهاكات بحق اليمنيين وإيصاله إلى العالم.
ويقول (جمال محمد) بأن مليشيا الحوثي هي من تتحكم بالخدمة، لذا تعمل على زيادة سرعة الفور جي متى ما أرادت وتخفيضه في أي وقت.
جمال لفت إلى أمر آخر، ويعد خطيراً غير جني الأموال، وإن كان هدفاً رئيساً، إلا أن استهداف مؤسسات الدولة ومسؤوليها هو الهدف الخطير، حيث تستطيع المليشيا وفقاً لجمال محمد من خلال الفور جي إلى تحديد مواقع الشخصيات وأماكنها مما يسهل عليها استهدافهم.
وقال "الخدمة خطيرة، حيث تستخدمها المليشييا في الأعمال الاستخباراتية ضد خصومها".. مشيراً بأن البدائل كثيرة جداً مثلاً تستطيع الحكومة إنشاء شركة اتصالات جديدة، أو حتى تفعيل شرائح عدن نت، لتسهيل جميع الأعمال.
وكان تقرير في وقت سابق قد كشف أن مليشيا الحوثية، تنهب نحو 84 مليار ريال من شركة "يمن موبايل للهاتف النقّال" لوحدها، وذلك للعام المالي 2021.
التقرير، الذي أصدرته مبادرة "ريجين يمن- استعادة" أوضح أن هذه المليارات ومليارات أخرى تنهبها المليشيا سنويًا من إيرادات قطاع الاتصالات، أي من مبيعات خدمات الإنترنت وخدمات الاتصالات وضرائب الأرباح على شركات الاتصالات العامة والخاصة.