الأخبار
- تقارير وتحليلات
اللواء حسن بن جلال العبيدي.. من معارك الكرامة إلى ريادة التصنيع الحربي اليمني (بروفايل)
العاصمة أونلاين/ أمل العقيلي
الاربعاء, 21 فبراير, 2024 - 05:16 مساءً
جمع بين القيادة والريادة، فقاد وخاض معارك بطولية في محافظة مأرب وغيرها، مستخدما مدرعاته و(قناصاته) التي قام بتصنيعها بيده، كما كان إدارياً محنكاً كرئيس لدائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع والتي عمل فيها على تعزيز القوات المسلحة والأمن بمختلف المدرعات.
وُلد اللواء المهندس حسن صالح فرحان بن جلال العبيدي في العام 1974 بمديرية الوادي محافظة مأرب، وحصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جمهورية مصر، وعاد لينتسب إلى الجيش اليمني ويلج مجال التصنيع بعدها، لتكون على سبيل المثال المدرعة "جلال 3" فخراً للجيش اليمني، وهي واحدة من أربعة أنواع من المدرعات المصنعة في اليمن.
ومنذ صغره، أظهر حسن شغفًا كبيرًا في مجال التصنيع العسكري والدفاع، وبفضل قدراته الاستثنائية والموهبة الفذة، استطاع أن يصبح واحدًا من أبرز الشخصيات في هذا المجال في اليمن، خاصة في الفترة الأخيرة التي كان فيها أحد القادة الكبار في إدارة المعارك وفي التصنيع الذي تغلب فيه على كل الظروف.
مناصبه وإسهاماته
شغل العبيدي مناصب عدة، بما في ذلك مدير مركز التصنيع الحربي لقوات الحرس الجمهوري من عام 2008 إلى عام 2011. وخلال هذه الفترة، قام بتطوير وتصنيع حوالي 600 مدرعة تحمل اسم "جلال".
استفادت قوات الحرس الجمهوري والقوات المسلحة اليمنية من هذه المدرعات الابداعية، التي أصبحت رمزًا للتطور العسكري في اليمن، ومنها المدرعة "جلال-3" كما أسلفنا والتي أصبحت رمزاً للعسكرية اليمنية.
وبجانب "جلال 3" كان قد صنع اللواء العبيدي المدرعة "حميضة"، ثم تلاها "قطيش-1" و"قطيش-2"، وأخيرًا جاءت مدرعات "جلال-3" كتطور متميز في جيل المدرعات اليمنية.
على المستوى الميداني العملياتي كان للواء العبيدي إسهامات كبيرة، منها إشرافه على مهام التدخل السريع في جبهة المخدرة بصرواح غربي مأرب، حيث كان يقود الكتيبة السابعة بالمنطقة العسكرية السابعة، وإلى جانب ذلك يعمل أيضًا كرئيس لحركة الانقاذ الوطني.
أظهر اللواء حسن العبيدي بطولة في المعارك، حيث تم استخدام مدرعاته "جلال 1" و"جلال 2" والقناصات 12/7 ملم المحلية الصنع في أطراف محافظة مأرب.
ما الذي يميز مدرعات جلال 3؟
صمم اللواء العبيدي المدرعة "جلال-3" بأحدث التقنيات والمواد المتطورة، مما يجعلها قوية ومتينة في مواجهة الظروف القاسية على الأرض، وتتميز المدرعة بقدرتها على حماية الطاقم من الرصاص والشظايا والانفجارات، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للقوات المسلحة اليمنية في مواجهة التهديدات الأمنية.
خسارة قائد
بعد استشهاده في جريمة اغتيال جبانة في 18 من فبراير/ نيسان الجاري، في مقر إقامته بجمهورية مصر العربية، يكون اليمن وجيشه قد خسر قائدا فذا.. علماً أن العبيدي كان قد تعرض لمحاولات اغتيال سابقة، كما تعرض للتهديد والتربص من مليشيا الحوثي، التي تسعى إلى السيطرة على البلاد ومواردها.
إرث كبير
رغم رحيل القائد حسن العبيدي، إلا أن إرثه ومساهماته في تطوير القدرات العسكرية في اليمن ستظل حاضرة، تذكر بتفانيه وشجاعته واستبساله من أجل وطنه ومبادئه، كما ستذكر بغيره من القادة الأبطال ممن يعملون بجد لضمان أمن واستقرار البلاد.