الأخبار
- تقارير وتحليلات
صنعاء.. أزمة "العملة التالفة" تتفاقم ومليشيا الحوثي تضاعف تهريب الأموال الى الخارج
العاصمة أونلاين - خاص
الأحد, 24 مارس, 2024 - 12:49 صباحاً
تعيش إدارة البنك المركزي في صنعاء التابعة لتنظيم الحوثيين المصنف في قوائم الإرهاب حالة من الارتباك في معالجة مشكلة العملة النقدية التالفة نتيجة انعدام خياراتها أمام ذلك، بالتزامن تعمل مليشيا الحوثي على تهريب أموال طائلة للجماعة الى الخارج الأمر الذي دفع إدارة البنك الى إيقاف تسليم الحوالات بالدولار، بحسب خبراء اقتصاديون.
وزادت التدخلات غير المحسوبة للجماعة في الاقتصاد الوطني منذ 2016 ووصل الأمر الى نهب رواتب أكثر من مليون موظف حكومي، وفشلت الجماعة في معالجة معضلة العملات النقدية التالفة، كما عملت على تعطيل مؤسسات اقتصادية وطنية كبيرة لصالح مشاريع الجماعة كشركة النفط والغاز.
إيقاف صرف الحوالات
الاسبوع الفائت طالب فرع البنك المركزي بصنعاء الصيارفة والبنوك بوقف تسليم الحوالات للمواطنين بالدولار وتسليمها بالريال السعودي، وهي خطوة اعتبرها خبراء اقتصاديون تعكس أزمة تعاني منها الجماعة.
القرار الحوثي يأتي عقب إعلان البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن والذي تديره الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا عن تدشين "شبكة الحوالات الوطنية" وايقاف جميع شبكات التحويلات الأخرى.
بيان الحوثيين أوضح أن الحوالات الخارجية بالريال السعودي يتم تسليمها بالريال السعودي مع فائدة لا تتجاوز ربع واجد % من مبلغ الحوالة مع إمكانية صرفها للريال اليمني، والحوالات بالدولار يتم صرفها بالريال السعودي مع إمكانية صرفها بالريال اليمني بسعر السوق.
الباحث في الشأن الاقتصادي "عبد الواحد العوبلي" قال إن الأزمة التي تعاني منها مليشيا الحوثي تأتي بسبب توقف عمل المنظمات الدولية في صنعاء، موضحا "مثلا برنامج الغذاء العالمي وقف كل عملياته في مناطق الحوثي، وهو برنامج كان توصل له نص التمويلات فمثلا إذا وصل لليمن 2مليار يروح مليار لبرنامج الغذاء العالمي وبالتالي السيولة الذي كانت توصل للحوثيين بالأصح عبر المنظمات توقفت".
وأضاف العوبلي في تصريح لـ "العاصمة أونلاين" " الشيء الآخر مليشيا الحوثي مستمرة في ارسال فلوس كثيرة الى الخارج متوقعة عقوبات تطالها، وتقييد لحركة قادتها المالية ونشاطهم الاقتصادي فهم مستمرون في تهريب أموال كثيره جدا إلى مصر وتركيا تحديدا، هذه الدولتين تأخذ عقارات وبالتالي فرصة لغسيل الأموال".
دعوة الشعب الى الصبر
قالت إدارة البنك المركزي في صنعاء على صفحتها بموقع "فيس بوك" إنها عقدت اجتماعا هاما يوم الخميس برئاسة القيادي الحوثي "هاشم إسماعيل" - رئيس مجلس الإدارة- لمناقشة الجهود التي بذلت لحل "مشكلة تقادم وتلف العملة الوطنية الورقية".
الاجتماع لم يخرج بأي قرارات أو يعرض نتائج تبشر المواطنين بقرب انتهاء معاناتهم، واكتفى بتوجيه "الشكر الكبير لكافة أبناء الشعب على صبرهم المستمر تجاه مشكلة تلف العملة الوطنية"، في إشارة إلى فشل إدارة البنك في وضع حل لمعضلة تلف العملة، وحث الشعب على المزيد من الصبر.
الصحفي المتخصص في الاقتصاد "وفيق صالح" سخر من اجتماع مجلس إدارة البنك في صنعاء لمعالجة مشكلة العملات القديمة مؤكدا أغلب الطبعات القديمة تالفة وأن المليشيا تعيش أزمة سيولة غير مسبوقة.
وقال الصحفي وفيق في تصريح له يوم الخميس " البنك المركزي بصنعاء اجتمع عشان يلغي التعامل بالأوراق النقدية التالفة، على أساس إنه بنك معترف به دولياً ولديه الإمكانية لطبع كميات جديدة".
وأوضح قائلا " أغلب الطبعات القديمة هي تالفة، وهناك أزمة سيولة حادة، وفي حال قرر تجنب التعامل بهذه الأوراق الموجودة، ستتفاقم الأزمة كون خياراته للحل منعدمة".