الأخبار
- تقارير وتحليلات
مقتل مختطفين بغارات للتحالف.. كيف قدمتهم ميليشيات الحوثي دروعاً بشرية؟
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 13 ديسمبر, 2017 - 05:36 مساءً
قالت مصادر مؤكدة لـ"العاصمة اونلاين" إن عشرات المختطفين قتلوا- اليوم الأربعاء- في قصف للتحالف استهدف مقراً عسكرياً تسيطر عليه الجماعة وسط العاصمة صنعاء.
ونقلت فضائية "المسيرة"، التابعة لميليشيات الحوثي، أن حصيلة غارات طيران التحالف العربي على مقر الشرطة العسكرية في مديرية شعوب بصنعاء ارتفعت إلى 30 ضحية وعشرات الجرحى.
وأشار سكان محليون في حي شعوب، إلى أن أشلاء القتلى تناثرت إلى المنازل المجاورة للمعسكر، وكذا إلى المدرسة القريبة من مبنى الشرطة العسكرية.
وقال مصدر مؤكد لـ"العاصمة اونلاين" أن ميليشيات الحوثي نقلت 280 مختطفاً مدنياً من عدة سجون في العاصمة صنعاء إلى سجن الشرطة العسكرية قبل أسبوع، وهو يعد موقعاً عسكرياً يُتوقع استهدافه من قبل طيران التحالف العربي.
وتتعمد ميليشيات الحوثي استخدام المختطفين المدنيين لديها كـ"دروع بشرية" للاحتماء من ضربات قوات التحالف العربي.
وشنت مقاتلات التحالف غارات جوية على معسكر الشرطة العسكرية في صنعاء فجر اليوم الاربعاء ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المختطفين.
واعتبر محامون هذه "جريمة تصفية جماعية ترتكبها المليشيا الانقلابية بحق مختطفين بعد وضعهم في معسكرات واتخاذهم دروعاً بشرية في بعض المواقع العسكرية".
جريمة بشعة
المحامي عبدالرحمن برمان، أوضح أنه "منذ حوالي شهرين قامت جماعة الحوثي بتجميع المعتقلين من عدة سجون أهمها السجن المركزي، ونقلت حوالي 78 معتقل إلى الشرطة العسكرية وأيضاً من أماكن أخرى".
وأضاف في تصريح خص به "العاصمة أونلاين" "ربما هناك في هذا المكان (مقر الشرطة العسكرية) من 200 إلى 250 سجين كانوا موجودين داخل الشرطة العسكرية وهو معسكر مستهدف باعتباره منشأة عسكرية".
واعتبر برمان، هذه الحادثة من أبشع الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلين والمختطفين، والقانون الدولي الانساني جرّمها وغلظ فيها العقوبة، لأنها لا تؤدي فقط إلى قتل روح السجين ولكنها تجعل هذا السجين يموت أكثر من مرة في كل لحظة وأيضاً أسر وأقارب الضحية ينتظرون الموت في أي لحظة".
وتابع بقوله "لا يجوز وضع أي انسان أو معتقل أو سجين، سواء أخذ عن طريق الاختطاف أو الإخفاء القسري، أو بأي وسيلة، ووضعه في الأماكن التي تشكل خطراً على حياته، بل يجب أن توفر كامل متطلبات الحياة، ودون أن تتعرض حياته للأذى".
وأردف قائلاً "بدل أن نطالب الجماعة بتوفير الملابس النظيفة والدافئة والفراش النظيف والأكل والماء النظيف أصبحنا اليوم نطالب هذه الجماعة (جماعة الحوثي) بسبب بشاعة ما يحدث على أن لا تجعل المختطفين دروعاً بشرية".
وأشار برمان إلى أن "المجتمع الدولي لا يقوم بواجبه ولو كان هناك وقفة حقيقية من المجتمع الدولي لتوقفت هذه الجرائم التي ترتكيها مليشيا الحوثي".
ودعا برمان، التحالف العربي والحكومة اليمنية أولاً إلى تحاشي أي أماكن قد يشتبه وجود فيها مدنيين أو سجناء أو قد يؤدي إلى ضرر، سواء للأشخاص أو للمنشآت المدنية وهذا واجب أخلاقي ويفرض عليها القانون الدولي وقواعد الاشتباك، وأن تتوخى أعلى درجات الحيطة والحذر وعدم استهداف أي أماكن إلا بعد التأكد من خلوها من المدنيين والتأكد أنه لن يكون هناك أي أضرار مدنية".
المختطفون.. دروع بشرية
وتتهم منظمات دولية وحقوقية جماعة الحوثي المسلحة، باتخاذ المئات من المعتقلين دروعاً بشرية عن طريق الزج بهم في مواقع عسكرية، تكون هدفاً للتحالف العربي الذي يخوض حرباً إلى جانب الشرعية اليمنية منذ مارس/ آذار 2015.
وسبق أن استخدمت مليشيا الحوثي مختطفين لديها دروعاً بشرية، ومنها ما حدث مع الصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري، اللذين قتلا في غارة للتحالف العربي على موقع عسكري تسيطر عليه الجماعة في ذمار جنوبي صنعاء، أواخر مارس 2015م.