الأخبار
- تقارير وتحليلات
فضائع مذبحة الشرطة العسكرية بصنعاء.. مليشيا الحوثي تُصفّي عدد من المختطفين بعد نجاتهم من القصف
العاصمة أونلاين - خاص
الجمعة, 15 ديسمبر, 2017 - 07:00 مساءً
أكد مصدر عسكري لـ"العاصمة أونلاين" أن مليشيا الحوثي أقدمت على تصفية عدد من المختطفين بمقر الشرطة العسكرية بصنعاء أثناء محاولتهم الهرب بعد نجاتهم من القصف الذي تعرض له الموقع العسكري الأربعاء الماضي.
وأوضح المصدر- وهو أحد ضباط الشرطة العسكرية (الذي تعرض للقصف)- أن الصاروخ الأول الذي تعرض له المبنى نزل من منطقة الإضاءة الشماسي ووصل إلى البدروم، وأن من لم يصب في المرة الأولى خرج عبر الشرطة العسكرية وتم تصفيته بالرصاص الحي من قبل عناصر الحوثي المسلحة.
وأكد المصدر أن المعتقلين الذين قضوا نحبهم في الشرطة العسكرية هم ممن نقلتهم ميليشيات الحوثي من السجون والمعتقلات بصنعاء ومحافظات أخرى ومنها تعز وإب.
والأربعاء الماضي، تعرض مبنى الشرطة العسكرية، وسط العاصمة صنعاء لقصف جوي من مقاتلات التحالف العربي، وأسفر عن عشرات القتلى والجرحى من المختطفين الذين استقدمتهم جماعة الحوثي من سجونها المختلفة قبل الحادثة بأيام، حسب مصادر متعددة.
وفي أحدث الروايات والشهادات الحية عن الحادثة، قال شقيق أحد المدنيين الذين اتخذهم الحوثيون دروعاً بشرية، وقضوا في قصف التحالف العربي بسجن الشرطة العسكرية بصنعاء ، شهادة الإعلامي في قناة سهيل الفضائية محمد الضبياني، وهذه تدحض رواية الحوثيين أن الضحايا القصف من "أسرى حرب".
وقال الضبياني في منشور له بصفحته على "تويتر" تعليقاً على صورة أخيه "استشهد أخي وشقيقي أمين ناصر الضبياني، اختطفته مليشيا الحوثي الإرهابية من محله التجاري في صنعاء، وتعرض للتعذيب الوحشي، ولم تكتف بكل ذلك، بل وضعته مع عشرات المختطفين دروعا بشرية في موقع عسكري في الشرطة العسكرية".
وأمس الخميس، أكد الصحفي اليمني يوسف عجلان، ومختطف سابق في سجون الحوثيين بصنعاء، أكد سقوط مدنيين ضمن ضحايا قصف التحالف للسجن ذاته.
وأكد "عجلان"، وهو صحفي اختطفته جماعة الحوثي منذ أكثر من عام، أنه كان ضمن المختطفين الذين نقلوا إلى سجن الشرطة العسكرية بصنعاء، مؤكداً بقوله "كنت إلى قبل أيام بداخله، وكتب لي الله عمرا جديدا بخروجي قبل وقوع هذه المجزرة".
وأضاف في منشور له بصفحته على الفيس بوك: "رحم الله اخوتي الذين استشهدوا في القصف، وشافى الله بقية الجرحى".
وأشار إلى أن خروجه جاء ضمن "صفقة تبادل أسرى على الرغم انه تم اختطافي من أمام منزلي في صنعاء، وبقيت في صنعاء عدة أيام لكني لم اكن اشعر انني أصبحت حرا طليقا، وها أنا اخيرا في مأرب في ضيافة ملوك سبأ".
وتنفي شهادة "عجلان" وإفادة المصدر العسكري، ما زعمته جماعة الحوثي بشأن هويات القتلى الذين قالت إن "جلهم تم أسرهم في جبهات القتال، وكانت ستجري عملية تبادل للأسرى خلال الأيام القليلة القادمة."
المحامي عبدالرحمن برمان، أوضح في تصريح سابق لـ"العاصمة أونلاين" أنه "منذ حوالي شهرين قامت جماعة الحوثي بتجميع المعتقلين من عدة سجون أهمها السجن المركزي، ونقلت حوالي 78 معتقل إلى مبنى الشرطة العسكرية وأيضاً من أماكن أخرى".
واعتبر هذه الحادثة من أبشع الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلين والمختطفين، والقانون الدولي الانساني جرّمها وغلظ فيها العقوبة، لأنها لا تؤدي فقط إلى قتل روح السجين ولكنها تجعل هذا السجين يموت أكثر من مرة في كل لحظة وأيضاً أسر وأقارب الضحية ينتظرون الموت في أي لحظة".
من جهتها، رابطة أمهات المختطفين، استنكرت في بيان لها، مساء الأربعاء، القصف الذي تعرض له العشرات من المختطفين، في صنعاء واتخاذهم من قبل جماعة الحوثي دروعا بشرية عن طريق وضعهم في مواقع عسكرية لتحقيق مكاسب سياسية.
وقالت الرابطة، إن الانتهاكات الجسيمة وغير الإنسانية بحق المختطفين والمخفيين من قبل طيران التحالف ومن قبل جماعة الحوثي المسلحة والتي تتعمد وضعهم دروعا بشرية يستوجب العمل العاجل والفوري من جميع الأطراف والمنظمات الحقوقية على إطلاق سراح جميع المختطفين والمخفيين قسراً من داخل السجون.
وأشارت الرابطة في بيانها إلى أن جماعة الحوثي، قامت بذلك سابقا في عدد من محافظات الجمهورية منها الحديدة وذمار.
وطالبت بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم التي لن تسقط بالتقادم، ولن تغفر لهم قلوب أمهات وأطفال وزوجات حرموا من ذويهم لسنوات آملين عودتهم إلى احضانهم، ثم يقتلون بدون بارد ودون مبالاة بإنسانتيهم وكرامتهم المسلوبة.
ومنذُ اجتياح جماعة الحوثي المسلحة للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ كانون أول 2014، مارست وما تزال، اختطافات قسرية واسعة طالت عشرات النشطاء والمحامين والسياسيين والصحفيين، وزجت بهم في معتقلات سرية، تلقوا فيها أبشع أنواع التعذيب والإنتهاكات لحقوق الإنسان.