الأخبار
- تقارير وتحليلات
«صنعاء» في حضرة «الحوثي» لم تعد آمنة.. نزوح وفوضى غير مسبوقة
العاصمة أونلاين - خاص
الأحد, 17 ديسمبر, 2017 - 09:04 مساءً
حالة فوضى غير مسبوقة تعيشها العاصمة صنعاء بعد الأحداث الأخيرة، ومقتل الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" على أيدي جماعة الحوثي المتحالفة معه، في انقلابهم على الحكومة الشرعية عام 2014.
وخلال الإسبوعين الماضيين زادت معاناة السكان في صنعاء من ويلات الحوثيين الذين سيطروا بشكل كامل على العاصمة والمؤسسات، وتخلصت بوحشية من "صالح" وأنصاره.
عداء متزايد ضد أنصار صالح
بعد أنَّ قُتل "صالح" برصاص حلفائه الحوثيين، شنت الجماعة المسلحة حملة تصفية وملاحقة لأنصار صالح في صنعاء، اعتقلت العشرات وقتلت مثلهم في الخمسة الأيام الأولى؛ وفجرت المنازل في المحافظات الأخرى.
كما اعتدت على نساء الحزب أثناء مظاهرة لهن في ميدان السبعين بصنعاء، وهددت المليشيات أعضاء المؤتمر في مجلسي النواب والشورى بخطف أسرهم في حال مغادرتهم للعاصمة صنعاء.
وقال اثنين من المسؤولين في شركتي سفريات بصنعاء لـ"العاصمة أونلاين" إنَّ جماعة الحوثي فرضت على شركات السفريات تقديم قائمة بأسماء المغادرين من صنعاء قبل ساعات من انطلاق الحافلة.
وقال واحد من المسؤولين إنَّ الجماعة توعدت الشركة المخالفة بالإغلاق فوراً.
موجات نزوح
خلال الأحداث الدامية في شوارع جنوب العاصمة صنعاء نزحت معظم العائلات إلى مناطق ومحافظات أخرى خوفا من استهدافهم الى داخل منازلهم أثناء المواجهات التي قامت بين الحوثي وصالح، بعد أن حوصر بعض السكان وتعرض بعضهم للاقتحام من قبل المليشيات، غالبيتهم في الحي السياسي بصنعاء.
وقالت الهجرة الدولية بأن أكثر من 25 الف شخص نزحوا من صنعاء إلى المحافظات المجاورة، فيما أعلنت السلطة المحلية في محافظة مأرب، عن آلية لاستيعاب النازحين، وجه رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر "كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية الى عدم عرقلة نزوح السكان من المحافظات الشمالية، في حين واجهت بعض العائلات رفض دخولهم الى عدن من قبل قوات الحزام الأمني".
عمليات نهب وانتشار لنقاط التفتيش
ومع مغادرة آلاف السكان للعاصمة، توسعت عمليات النهب والسطو من قبل أفراد المليشيات الحوثية، حيث أكد شهود عيان بأن عمارة سكنية في شارع جيبوتي اقتحمتها المليشيات بعد فرار ساكنيها من المواجهات، فيما استولت على منزل أمام السفارة السعودية بحجة الاحتياطات الأمنية إضافة إلى منازل متفرقة من العاصمة.
وقال سكان لـ"العاصمة أونلاين" أنَّ المليشيات زرعت نقاط تفتيش جديدة في معظم الشوارع كشارع صخر والزراعة ومذبح والجامعة، وتعرضت نقطتين تفتيش لقصف جوي في مديرية بني الحارث.
ويؤكد السكان بأن النقاط تقوم بتفتيش هواتف وأجهزة المارة، كما شكلت لجان نسائية تعمل هي الأخرى على التفتيش أثناء عملية اقتحام المنازل.
ارتفاع الأسعار
ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمية كان هو الأشد إيلاما لسكان صنعاء في ظل انقطاع المستحقات المالية المتوقفة لأكثر من عام، حيث تراوح سعر الوايت الماء الصغير الى 7000 ريال وكذا الدقيق الى 4500 لحجم 25ك ، و 4200 ريال لحجم 25 ك من القمح ، وارتفع سعر الرز العادي الى 5200 مع غياب الأصناف ذات النوع الجيد، وسعر السكر الى 2800 لحجم 10ك .
فيما شكل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عائقا وتحديا آخر، ما ساهم بشكل مباشر في ارتفاع السلع الغذائية، فقد بلغ سعر البترول الى 8500 ل 20لتر ، و 5200 لاسطوانة الغاز المنزلي الأمر الذي قد ينذر بكارثة إنسانية حقيقية.
لم تعد العاصمة صنعاء عاصمة يمنية تحوي كل أطياف المجتمع اليمني، بل أصبحت مركزا للمليشيات ومعتقلا يقطن فيه آلآف السكان الذين باتت تحركاتهم شبه محصورة، فبعد المغرب تغلق المحلات وتخف حركة المرور وحركة الشوارع الرئيسية فيما تنعدم الحركة في الفرعية منها ، ما يثير حالة من الرعب مع انقطاع الكهرباء وانتشار المسلحين، فهل ستعود المدينة صانعة للسلام، أم أنها صانعة الموت كما هو حالها الآن.