الأخبار
- تقارير وتحليلات
صنعاء تعيش في فوضى الإنفلات الأمني.. ومليشيا الحوثي تحمي القتلة وعصابات النهب
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 11 أبريل, 2018 - 09:57 مساءً
تشهد العاصمة اليمنية صنعاء انفلات أمني غير مسبوق، في ظل سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية التي يتهمها السكان بالتستر على عصابات مسلحة تنفذ عمليات قتل ونهب واختطافات للمواطنين وسلب ممتلكاتهم تحت تهديد السلاح.
وفور إحكامها السيطرة على العاصمة صنعاء نهاية العام 2014م، سارعت مليشيا الحوثي الانقلابية في تعيين أتباعها في مراكز الأمن وأقسام الشرطة في مختلف مناطق العاصمة صنعاء، الأمر الذي ساهم في تدهور الحالة الأمنية، بحسب السكان.
ولا يكاد يمر يوم إلا وتنقل وسائل الإعلام المحلية حوادث أمنية متفرقة تشهدها مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية، وبحسب مراقبون فإن 95% من هذه الحوادث ترتكبها عصابات تتبع مليشيات الحوثي.
وبحسب تقرير سابق لمركز العاصمة الإعلامي، فقد بلغت انتهاكات الحوثيين، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، (5533) انتهاك، وتنوعت ما بين (398) جريمة قتل و(1022) إصابة، و(2610) اختطاف و(180) اعتداء جسدي، ونهب(173) من الممتلكات العامة و(565) من الممتلكات الخاصة.
اقتحامات ونهب
لم تتوقف ميليشيات الحوثي عن عادتها الإجرامية في اقتحام ونهب الممتلكات العامة والخاصة، حيث بلغ عدد الممتلكات التي تم اقتحامها(738)خلال الثلاثة أعوام، ناهيك عن اقتحام منازل المسؤولين والمواطنين لنهبها واختطافهم.
وخلال الثلاث السنوات الماضية، لم تتوقف ميليشيا الحوثي الانقلابية عن ممارسة هواياتها المفضلة والمتمثلة في اقتحام ونهب الممتلكات العامة والخاصة، حيث بلغ عدد الممتلكات التي تم اقتحامها (738)، كما أقدمت على اقتحام المؤسسات العامة والخاصة، ومكاتب المنظمات الانسانية في صنعاء، وقامت بنهب محتوياتها وإغلاق عدد منها.
ولم تتوقف هنا، بل أقدمت المليشيات على اقتحام مباني السفارات كالسفارة السعودية، والتي اتخذتها مقراً لها، والسفارة السودانية التي اقتحمتها مرتين آخرها في الحادي عشر من اغسطس2017، وقامت بسرقة سياراتها والعبث بمحتوياتها.
كما اتجهت الميليشيات لاقتحام منازل المسؤولين الموالين للحكومة الشرعية ونهب محتوياتها ومنها: منزل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية حسين عرب، ووزير الإعلام معمر الارياني، ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي، ووزير الخدمة المدنية عبد العزيز جباري ومنازل أخرى لقيادات سياسية وحزبية.
قتل
شهدت العاصمة صنعاء خلال السنوات الماضية، حوادث قتل مروعة لم تشهدها المدينة المسالمة من قبل، حيث وصل عدد جرائم القتل التي ارتكبتها الميليشيات (398) جريمة، بخلاف جرائم القتل التي سجلت ضد مجهولين.
ومن جرائم القتل التي ارتكبت لأسباب تافهة، نقلت مصادر موثوقة عن إقدام عناصر حوثية مسلحة على قتل شخصين مدنيين أثناء وقوفهما في الطابور للحصول على نصف راتب أمام مكتب بريد صنعاء في سبتمبر الماضي، دون أي مبرر، كما أقدمت عناصر مسلحة أخرى على قتل امرأة أثناء مطالبتها بمستحقاتها من الشؤون الاجتماعية بمنطقة دارس.
كما تم العثور على جثة طالب جامعي يدعى "اسامة النمري" مقتولاً بعدة طعنات في أحد شوارع مذبح، حيث لم تهتم المؤسسات الأمنية الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي بالقضية ولم يتم التحقيق فيها.
وآخر حوادث القتل، حصلت السبت الماضي 7 أبريل، حيث قُتل عامل في مطعم فلافل المعلم بالحي السياسي برصاص مجهول من على دراجة نارية، وبعد ساعة من الجريمة قامت الميليشيات بإغلاق الشوارع والتستر على القاتل، حسب السكان وأقرباء الضحية.
حوادث اغتصاب
كما شاعت في العاصمة صنعاء ظاهرة الاغتصاب وغالباً ما اقترنت تلك الحوادث الغير أخلاقية بجريمة القتل، ففي شهر سبتمبر الماضي شهدت مديرية بني الحارث أبشع جريمة اغتصاب وقتل طفلة في منطقة تضم أكبر تجمع للنقاط الحوثية.
وبحسب مصادر "العاصمة أونلاين" أتت هذه الجريمة بعد جريمتين مماثلتين في يوليو الفائت، ناهيك عن حوادث الاغتصاب الأخرى التي أكدت مصادر موثوقة تورط عناصر من الميليشيات فيها، وانتهت أغلبها بالقتل.
مداهمات لمحلات تجارية
وبالإضافة إلى التعسفات الحوثية وابتزازها للتجار ورجال المال والأعمال في مناطق سيطرة الانقلابيين، أقدمت عصابة مسلحة تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية على اقتحام ونهب عدد من محلات الصرافة ومحلات الجملة الأمر الذي أثار مخاوف التجار ورجال المال وأجبر البعض منهم على مغادرة العاصمة صنعاء إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
كما شهد أحد محلات الصرافة في شارع الرباط وسط العاصمة صنعاء أبشع جريمة اقتحام ونهب في وضح النهار، وانتهت بقتل الموظف المتواجد في المحل بطلق ناري فيما لاذ القتلة بالفرار.
وتوالت عمليات اقتحام محلات الصرافة ونهبها في العاصمة صنعاء وسجل العام الماضي اقتحام ونهب أكثر من خمس محلات منها أحد فروع الكريمي للصرافة.
وفي السياق نفذت ميليشيا الحوثي حملة مداهمات واسعة لمحلات تجارية جنوبي صنعاء، ومنها اقتحام عدد من المحلات التجارية في منطقة حزيز، لإجبارهم على دفع الضرائب والمجهود الحربي بينما أغلقت محلات أخرى أبوابها خوفاً من ممارسات الحوثيين.
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت معدلات الجريمة في العاصمة صنعاء، حيث شهدت شوارعها انتشاراً واسعاً للعصابات المسلحة التابعة لمليشيات الحوثي الانقلابية وشهدة ارتفاعاً غير مسبوق لجرائم القتل، النهب والاقتحام، ومختلف أنواع الجرائم.
وبحسب مراقبون فإن الغياب التام للأجهزة الأمنية الرسمية وعدم تفعيل القانون والإمساك بالمجرمين ومعاقبتهم، هو السبب الأبرز وراء انتشار الجرائم الأمنية والأخلاقية بشكل لم تشهده العاصمة اليمنية صنعاء من قبل.