الأخبار
- تقارير وتحليلات
"آباء المختطفين" الراحلون قهراً في زمن المليشيات.. ما لم ترصده المنظمات وإحصائيات الحرب
العاصمة أونلاين - خاص
الأحد, 10 سبتمبر, 2017 - 05:21 مساءً
عدا الذين قتلتهم المليشيات الحوثية بأسلحة الموت والتعذيب في السجون، وسياسات الافقار والتجويع، ثمة ضحايا آخرون قد لا تراهم احصائيات الحرب ومراصد المنظمات، وباتوا اليوم يشكلون رقماً مثيراً للقلق، في ظل استمرار المليشيات في جرائمها المركبة بحق المختطفين والمخفيين قسراً في سجونها السرية والمعلنة.
الراحلون قهرا هم من آباء وامهات المختطفين، ماتوا وهم يحلمون بإلقاء نظرة الشوق الأولى على فلذات اكبادهم المختطفين ، كما منعت المليشيات أبناءهم المختطفين من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على آبائهم الراحلين قهراً.
صباح الخميس الماضي، انضم الحاج علي السودي والد المختطف السودي إلى قائمة الراحلين قهراً، بعد إصابته بنوبة قلبية، فارق على إثرها الحياة .
وظل الحاج السودي لأشهر يتردد على بوابة الأمن السياسي، دون أن يتمكن من رؤية فلذة كبده محمد، الأمر الذي فاقم في قلبه الشعور بالقهر، حد إصابته بنوبة قلبية قاتلة.
يقول المحامي عن المختطفين عبد الباسط غازي لـ"العاصمة اونلاين" إن الحوثيين يرتكبون حاليا جرائم مركبة ومستمرة الأمر الذي يضاعف تعدد الجريمة.. وبالتالي مضاعفة العقوبة وتغليظها.. عن الجرائم التي ترتكب في حق أي معتقل سياسي.. من جريمة مداهمة منزل إلى ترويع وإرهاب النساء والاطفال.. إلى جريمة الاعتقال التعسفي.. إلى جريمة الاخفاء القسري.. إلى جريمة التعذيب إلى جريمة حجز حريه خارج نطاق القانون.. إلى جريمة القتل في حق من يصابون بأمراض نتيجة الاقتحام والمداهمة والتي تنتهي بالموت...كل هذه الجرائم في حق اي معتقل من الجرائم الجنائية الجسيمة المركبة والمستمرة والتي لا تسقط بالتقادم.. مهما طالت فترة حكم جهة الانتهاك..
ويضيف غازي أما حرمان المختطف من حقوقه في زيارة والده أو والدته.. فهذا في حق السجين الذي صدرت بحقه اتهامات من النيابة العامة، أما المعتقل السياسي كما هو حال عبد الملك الحطامي أو عبد المجيد الشرفي.. أو فؤاد التركي أو عبد الله العدني. فحرمانهم من زيارة ذويهم جريمة تضاف إلى جريمة الاختطاف أو الاعتقال التعسفي ولم تسمح المليشيات للمختطفين بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على آبائهم وامهاتهم الذين رحلوا قهرا عليهم.
ومنتصف يوليو الماضي رحلت والدة أحد المختطفين بسجون مليشيا الحوثي وصالح في العاصمة صنعاء بعد أيام من وفاة زوجها حزناً وقهراً على غياب ابنهما منذ قرابة عامين.
وقالت مصادر مطلعة إن والدة “فؤاد التركي” المختطف منذ ما يقارب العامين داخل سجن احتياطي هبرة بصنعاء، توفت اليوم قهراً وكمداً وحزناً على ولدها، ويأتي نبأ وفاة أم فؤاد بعد أن توفي والده ليلة السابع والعشرون من رمضان الماضي.
وبحسب المصادر فإن عناصر ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح القائمة على السجن لم تسمح لـ”فؤاد” بوداع والده ومشاركة جنازته واستقبال العزاء، كما حرمته المليشيات من وادع والدته ومشاركة جنازتها”.
وتواصل مليشيا الحوثي والمخلوع اختطاف المئات من المدنيين في سجونها المختلفة وبحسب شهادات الأهالي وتقارير المنظمات الحقوقية فإنهم يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب، وسجلت عدد من الحالات التي توفيت جراء التعذيب فيما أقدمت المليشيات على تصفية أكثر من 75 مختطف.
وكان ممن رحلوا قهرا الأستاذ محمد عبدالله البراري وكيل مدرسة معاذ بن جبل وأحد وجهاء مديرية مناخة - حراز بمحافظة صنعاء إثر مرض أصابه منذ أشهر بعيدا عن ولده التربوي عايض البراري المختطف في سجون المليشيا الانقلابية منذ قرابة عامين.
وكان الأستاذ البراري، وهو الطاعن في السن، قد اشتد به مرضه وتعرض لأزمة قلبية خوفاً على حالة ولده المختطف، ما دفع بأسرته للسفر به إلى صنعاء ومناشدة المليشيا السماح له برؤية ولده إلا أنهم عادوا خائبين من أمام بوابة السجن المركزي بعد رفض المليشيا السماح لهم بذلك.
وظل الأستاذ البراري يصارع المرض من حين لآخر وهو يتمنى رؤية ولده عائض إلا أن المليشيا حالت بينه وبين ذلك دون رحمة لاشتداد مرضه ولا مراعاة لكبر سنه إلى أن وافته المنية محروما من أمنيته برؤية ولده المُغيب عن ناظريه منذ عامين.
وبعد عام من حلمها برؤية ابنها المختطف الشيخ عبد الملك الحطامي خطيب جامع عثمان في الحديدة ، فارقت والدته الحياة ، إثر تدهور حالتها الصحية وتفاقم الاحساس بالقهر في زمن مليشيات متوحشة بلا ضمير ولا احساس ولا قلب.