الأخبار
- تقارير وتحليلات
أسر المختطفين لـ«العاصمة أونلاين»: «لا حناء ولا عيد.. وابني مقيد بالحديد»
العاصمة أونلاين - خاص
الخميس, 23 أغسطس, 2018 - 08:21 مساءً
استقبل أهالي المختطفين والمخفيين قسراً في سجون ميليشيا الحوثي الانقلابية عيد الأضحى المبارك، بمزيداً من الوجع والقهر، في ظل اكتظاظ سجونها في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرتها بآلاف المختطفين، مر على بعضهم ثلاث سنوات.
وتفتح مناسبة "العيد" جراح أمهات وأطفال المختطفين؛ كونها فرصة لالتقاء الأهل وتبادل الزيارات، فيتحول العيد إلى مأتم كبير يخيم فيه الحزن على كل منزل يغيب عنه أحد أفراده نتيجة لاختطاف المليشيات لهم.
يتقاسم أهالي المختطفين المعاناة مع ذويهم المعتقلين من وراء القضبان، فبينما يمعن الجلاد في تعذيب المختطفين وإخفاءهم في سراديب مظلمة، تعيش أسرهم فصولاً من الوجع، ويعاني أطفالهم وزوجاتهم ووالديهم تعذيبا نفسياً ومعنوياً كالذي يعانيه المختطفون في أقبية العصابات الانقلابية.
موقع "العاصمة أونلاين" اقترب من أهالي المختطفين ونقل بعضاَ من معاناتهم وشوقهم للقاء ذويهم المختطفين في سجون ميليشيا الحوثي.
لا عيد ولا حناء
تقول زوجة المختطف "ع. ع. أ": مر علينا العيد قهر وبكاء وأحزان ثقيلة لم تنقطع، تتربع كرسي الفرحة والبهجة في البيت، عيدنا هذا الخامس بدون زوجي الذي اختطفته ميليشيا الحوثي.
وتضيف: العيد بالنسبة لنا يوم عادي، تتضاعف فيه معاناتنا بشكل أكبر من الأيام الأخرى، لا نهتم بملابس العيد ولا بالتنزه في الحدائق ولا جعالة العيد، نعاني ويلات الحرمان وفقدان لذة الفرحة مثل بقية أسر المعتقلين، اختطفوه وخطفوا معه كل أعيادنا وسعادتنا، عيدنا الحقيقي هو حرية مختطفنا.
وتروي زوجة المختطف "ص.ب" مختطف منذ عام وتسعة أشهر - معاناة أولادها، مخنوقة بقهر الإنتظار: معاناتنا وأحزاننا افقدتنا كل شيء بغياب زوجي، أولاده ينظرون إلى أولاد الجيران في أيام العيد يخرجون مع آبائهم ويبكون "ليش أبونا مش موجود معنا" إنهم يعيشون في قهر وظلم منذ اختطافه.
تسرد معاناتها قائلة: وإذا أردنا أن نخفي أحزاننا عن الأولاد ونتظاهر أننا لا نبكي من تصرفاتهم وكلامهم لا نستطيع يجعلوك تبكي وتنهار أمامهم غصباً عنك، عيدنا ليس كباقي الأسر بل كل أيامنا ليست كحياة الأخرين الذين لا يفتقدون أحد في مناسباتهم.
انطفاء شعلة الفرح
أما زوجة المختطف (ع.م.ج.ش) تستذكر وجود زوجها في أيام العيد فتقول: وجوده في العيد كان يشكل بهجة وفرح وسعادة لا تنتهي من البيت، تضيء جدران البيت بالبسمة والطمأنينة وتعم الفرحة أسرتنا، وكنا لا نحمل همّ أي شيء ينقص خاصة أيام العيد، أما منذ اختطافه فأعيادنا مليئة بالحزن والآلام وتنعدم الفرحة والبهجة من الكبير والصغير ، وتضاعفت المسؤولية في إدارة شؤن البيت ماديا أيضاً، غيابه شكل فجوة عميقة في كل شيء من حياتنا .
وتختم حديثها: استمرار اختطافه استمرار لمعاناتنا وقهرنا، أهالي المختطفين بين فكي كماشة معاناة فراقهم لذويهم المختطفين في سجون الميليشيات الحوثية وما يتعرضون له من سوء معاملة من جهة ومواجهة متطلبات الحياة وتكاليفها المرتفعة بارتفاع الاسعار يوم بعد يوم من جهة أخرى.
العيد السادس.. قهر وحزن
ونفذت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين، الخميس الماضي، وقفة احتجاجية بالعاصمة صنعاء، قالت إن أوضاع المختطفين والمخفيين قسرا في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين تزداد سوء يوما بعد الآخر.
وأضافت الرابطة في بيانها «إننا ومن أمام المفوضية السامية لحقوق الإنسان بصنعاء ونحن نستقبل العيد السادس في قهر وحزن، نناشد كل اليمنيين من مسؤولين ومشايخ ورجال القبائل وإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان، بأن يقفوا في صف الكرامة والأخوة والإنسانية، وأن يعملوا كل ما في وسعهم لإطلاق سراح جميع المختطفين والمخفيين قسرا من السجون وأماكن الاحتجاز دون قيد أو شرط».
كما ناشدت الرابطة، المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، أن «يفرح قلوبنا بتحقيق الحرية لأبنائنا المختطفين والمخفيين قسرا أولا، فالحرية حقهم المكفول شرعا وقانونا وإنسانيا».
وتستمر حتى اليوم معاناة آلاف المعتقلين والمختطفين قسرا في سجون مليشيات الحوثي الانقلابية، في ظل صمت منظمات المجتمع الدولي إزاء ممارسات تلك الجماعة.