الأخبار
- تقارير وتحليلات
صمود واستبسال قبائل "حجور" تدفع الحوثي لتحريك "الورقة القبلية"
خاص
الخميس, 07 مارس, 2019 - 01:10 صباحاً
في ظل استبسال وصمود قبائل حجور في محافظة حجة، والحشاء بالضالع، في مواجهة ميليشيا الحوثي، لجأت الأخيرة للانتقال إلى مربع تعادلي، بعقد ما يُسمى "ميثاق الشرف القبلي" من أجل مواجهة ثورة القبائل في اليمن، والحفاظ على ما تبقى من سلطة عبدالملك الحوثي.
وقد أعلنت ميليشيات الحوثي الانقلابية، قبل أيام البدء الفوري بتنفيذ هذا الميثاق الذي روَّجت له منذ العام 2015، بغرض مواجهة خصومها القبليين، وأجبرت مشائخ القبائل على التوقيع على ما يسمى “وثيقة الشرف القبلي”، التي تمثل تهديداً لما تبقى من النسيج الاجتماعي الذي استهدفته الجماعة منذ استيلاءها على السلطة.
وقال زعيم الحوثيين في خطابه قبل أيام، إن الوثيقة هي لتحصين الجبهة الداخلية، وكذا لمواجهة التحديات الخارجية، لكن بنودها تؤكد أن الهدف منها هو تكريس الخلافات البينية بين اليمنيين، وضمان وجود كتلة قبلية كبيرة تمثل حصنا للجماعة الانقلابية.
ويشكل "ميثاق الشرف القبلي" الحوثي، أداةً فاشية أخرى لإثارة الشقاق بين اليمنيين، وإشاعة النفاق في صفوف غير المؤيدين لهم الذين يخشون أذيتهم.
وشكلت انتفاضة قبائل حجور، ضربة لميليشيا الحوثي، في داخل المناطق الحوثية، وهو ما اعتبر مؤشر خطر على سقوط ميليشيا الحوثي داخليًا، ودعمًا قويًّا لمعظم القبائل الواقعة تحت سيطرة الحوثي؛ للانتفاض على الميليشيا وإسقاطها.
وفي محاولة لإبقاء قبائل اليمن على ولائهم للميليشيا، وإنقاذ عرشهم المهزوز، أرسل عبدالملك الحوثي، القيادي بالميليشيا، المدعو "ضيف الله رسام"، لحث مشايخ القبائل على الوقوف ضد قبائل حجور، مقابل أموال وأسلحة ومزايا أخرى في حال بقائهم في السلطة.
وتعاني جماعة الحوثي من استنزاف كبير في قوتها البشرية والعسكرية جراء ضراوة المعارك التي تخوضها مع قبائل "حجور" في بلدة "كشر" بمحافظة حجة شمالي البلاد، وفشلت منذ أكثر من 50 يوماً في اجتياح المنطقة بعد أن فرضت حصاراً خانقاً أدى لنزوح المئات من السكان وسط أوضاع مأساوية خانقة.
وبحسب مراقبين فإن "تفعيل الميليشيا ورقة القبائل الموالية للجماعة يأتي في ظل اشتداد المعارك في حجور التي بدأت تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام المحلي والاقليمي، ضمن خارطة مناطق الصراع في اليمن".