الأخبار
- تقارير وتحليلات
الحوثيون وتغيير المناهج التعليمية.. دعاية حربية في الصفوف الأولى (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين - خاص
الجمعة, 25 أكتوبر, 2019 - 05:59 مساءً
تستغل المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً سيطرتها على الدولة ومؤسساتها في العاصمة صنعاء وعدة محافظات بفرض أفكارها على المناهج التعليمية, بالتأثير على عقول الطلاب, من خلال طبع الكتاب المدرسي, بنسخته الخاصة بهم, ويغلب عليها النفس الطائفي والمفخخ بالعنف والعنصرية.
وطبعت وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرتهم عدة طبعات كان آخرها العام الدراسي الحالي (2019م, 2020م) بتمويل من مؤسسة قطر الخيرية, وبإشراف مباشر من شقيق "عبدالملك الحوثي" يحيى بدر الدين.
وعملت وحدة التحليلات والرصد في مركز "العاصمة أونلاين" على تحليل التغييرات المتتابعة التي استحدثتها المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لسلطة الحوثيين, ومقارنتها مع طبعات وزارة التربية والتعليم في الحكومة الشرعية.
وسينشر "المركز" سلسلة من التقارير توضح التجريف الممنهج, والتغييرات الطائفية في المنهج المدرسي, إضافة إلى خطورة الأفكار التي تحاول زرعها جماعة الحوثيين المسلحة في عقول الطلاب, مما يوهن من ولائهم الوطني ويعزز من حالة القتال والاحتراب, وكيف أنها تحرص على تجنيد الأطفال من خلال استخدم المنهج كوسيلة دعاية حربية.
واستبدل الحوثيون عدداً من المختصين في اللجنة العليا للمناهج وفرقها المختلفة المختصة بكل المستويات الدراسية, ناهيك عن فرق المراجعة بموالين لها وبخبراء في فكرهم الطائفي, في سعي واضح لتجريف الهوية وتثبيت ما تراه يتوافق مع رؤيتها الاستبدادية, التي تحاول فرضها على حياة اليمنيين.
وبالرغم من أن "التعديلات" التي أضافها الحوثيون على المناهج الدراسية تُعدُّ _على كثرتها_ طفيفة وحذرة في أكثر من موضع، خصوصًا في مادتي القرآن الكريم والتربية الإسلامية، حيث لم تتعدَّ حذف فقرة أو فقرتين أو إضافة مثلها أو استبدال صورة بأخرى في المقررات الدراسية، أو جعلها غير واضحة ومهزوزة, إلاّ أنَّها مركزة وتنبه إلى قضايا كانت تنكرها أو تحاول التنصل منها أو نفيها عنها, كمعاداتها لبعض الرموز الدينية والوطنية.
إلاّ أن هذه التغييرات ظهرت أكثر في مناهج القراءة المبكرة لصفوف الأول والثاني والثالث الابتدائي بإضفاء نوع من القداسة بمصطلحات تشير إلى أنهم على حق وغيرهم على باطل وضلال, مع التركيز على كلمات العنف والقتال, وهو ما يساعد على التنمر في أوساط الصغار, ويجعلهم أكثر ميلاً للعنف, مما يسهل لهم استدراجهم للتجنيد فيما بعد في جبهات القتال.
حساسية طائفية
وتعدّ مادة التربية الإسلامية لهذه الصفوف من أكثر المواد التي جرى المساس بكثير من مضامينها في الطبعة الحوثية وكانت كلمة "الآل" هي أكثر كلمة تم إدراجها بشكل كامل في كل الدروس التي وردت فيها صيغة الصلاة المعروفة والتي تتصل برسول الله وهي "صلى الله عليه وسلم" لتصبح "صلى الله عليه وآله وسلم".
تركيز الحوثيين على مصطلحات الحساسية الطائفية ليس اعتباطاً, إنما يهدفون من خلالها إلى تبرير أفعالهم وتصويرها على أنها الحقيقة, وعلى الناس صغاراً وكباراً الإيمان بها, فحرصوا على أن تكون هذه التغييرات مسيطرة على مقررات المنهج الجديد .
خطان متوازيان
واتخذت التغييرات الحوثية للمنهج خطين متوازيين, وخاصة لمقررات الصفوف الأولى الأول ما يخض الجانب الديني والاختلاف المذهبي في الفروع وعرضها كأنها الأصل في إشارة إلى أنهم أي الحوثيين على حقيقة وغيرهم على خطأ, وإبراز مصطلحات العنف في الأبيات الشعرية وغيرها في الأماكن التي تحتاج للتلقين المستمر والحفظ.
وكانت قضية "الضم والسربلة" لها حضورها اللافت في كتب الصف الأول والثاني الابتدائي, واستغلال ذهنية الطفل القائمة على الصورة لغرس قضية وضع السربلة في الصلاة, ففي كتاب القرآن الكريم والتربية الإسلامية للصف الأول الجزء الثاني, طبعة عام (2017) في الصفحة الـ" 82" تمت إضافة صورة لمرأة تصلي وهي مسربلة, بدلاً عن "الضم", بينما حذفت صورة لصلاة جماعية في الدرس العاشر من مقرر الصف الثاني الأساسي "صلاة الجماعة في المسجد" (ص 54) الذي يظهر فيه المصلون وهم يؤدون الصلاة بـ"الضم"، واستبدلت بمصلين راكعين.
ألفاظ العنف
وفي استهداف واضح للطفولة طعم الحوثيون كتب تعلم القراءة والكتابة بألفاظ تحث على العنف والقتال في مخالفة واضحة لكل القوانين الدولية التي تجرم تدريس الأطفال العنف, وهو تقليد لا تنهجه إلا الجماعات الإرهابية, التي تشكيل تهديداً على السلم الاجتماعي.
وأصبح الأطفال في سن (7 سنوات) في المدارس الخاضعة لسلطة الحوثيين يلقنون الأبجدية التي تعد العتبة الأولى لولوجهم المستقبل الآمن, يلقنون, بمثل "لام لهب في أوطاني يحرق أذناب الطغيان" و"نون نصر حققناه والغازي قد أحرقناه" في إشارة إلى حربهم الدموية التي يشنونها على البلاد منذ سنوات, بجنود أغلبهم أطفال يكبرونهم بأعوام لا تتجاوز الثلاث سنوات.