الأخبار
- منوعات
باحثون: الحب مُسكّنٌ ممتاز للألم كـ”المخدرات”
العاصمة أونلاين - متابعات
السبت, 10 مارس, 2018 - 03:50 صباحاً
يقول الباحثون إنه عندما تفكر في الشخص الذي تحبّه يحدث تنشيطٌ مكثف في الدماغ يشبه التنشط عند تناول الكوكايين.
يقول الباحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Plos One، “إن رؤية الحبيب يمكن أن تقلل بالفعل من المعاناة التي نعاني منها، على غرار ما تفعله الجزيئات التقليدية المضادة للألم. لأن الحب، تمامًا مثل الخوف أو الشجاعة، هو أبعد ما يكون عن أن يكون شعورًا خاليًا من أي بصمة بيولوجية.”
وتكشف الدراسة، أنه “في حين أن الحب من النظرة الأولى هو رد فعل سريع جدًا تتفاعل فيه ما لا يقل عن اثنتي عشرة منطقة من الدماغ، فإن بقية القصة، هو أن الحب، يمكن أيضًا أن يؤدي إلى ردود فعل فسيولوجية مهمة منها النشوة، وفقدان الشهية، وزيادة معدل ضربات القلب، وفائض في الطاقة”.
وتابعت، “هذه التفاعلات ناتجة عن إفراز هرمونات معينة، بما في ذلك الدوبامين، الذي يعمل على منطقة معينة من الدماغ صارت جدًا معروفة اليوم، وهي نظام المكافأة”. فعلى غرار المخدرات أو اضطرابات الوسواس القهري، فالحب يمكن أن يفسح المجال لشعور بالنقص عندما يكون موضوع الرغبة غائبًا.
الحب.. عملية فسيولوجية
يقول آرثر آرون، أستاذ علم النفس “عندما تفكر في الشخص الذي تحبّه يحدث تنشيط مكثف في منطقة المكافأة في الدماغ، نفس المنطقة التي تنشط عند تناول الكوكايين، ونفس المنطقة التي تتفاعل عندما نحصل على الكثير من المال”.
ومن ناحية أخرى، فإن أخصائيي الألم، ومن بينهم “شون ماكي” يعرفون أن النواة المتكئة وهي منطقة بالمخ اسمها باللاتينية (Nucleus accumbens) ومنطقة أعصاب الدماغ المتوسط، وهما منطقتان من الدماغ تشتركان في نظام المكافأة، ومن المعروف أنّ لهما دورًا أيضًا في “عملية الألم”.
الحب والألم.. كلاهما في الدماغ
عندما يلتقي أخصائي الحب بأخصائي الألم في مؤتمر علم الأعصاب، تولد أفكار البحوث من تلقاء نفسها! فعلى هذا النحو إذن تعاون “آرثر آرون وشون ماكي” لاختبار فرضيتهما التي مفادها أن “الحب يمكن أن يقلل من الإحساس بالألم بشكل طبيعي”.
وقد تم بالفعل اختبار هذه الفكرة والتحقق من صحتها من وجهة النظر السلوكية، من حيث أن رؤية صورة شخص محبوب تقلص الألم أكثر من رؤية شخص غير معروف، مع تأثير قوي مخفف للألم لا يقل قوة عن الإمساك بيد الحبيب. لكن كان ينقص فهم الآلية من وجهة نظر الدماغ.
وللتغلب على هذا النقص وإثبات قناعتهم، قام الباحثون بتجنيد ثماني نساء وسبعة رجال، ارتبط كل منهن ومنهم في علاقة جديدة وعاطفية تقل عن تسعة أشهر.
ومع تعرّضهم لتدفقات حرارية فوق أيديهم، معتدلة أو مؤلمة للغاية، عُرضت على المتطوعين عدة أنواع من المُسكنات: عرض صور حبيب أو صديق، أو طرح أسئلة من أجل صرف انتباههم عن الألم.
وفي الأخير تم تحليل دماغهم في الوقت الحقيقي، بواسطة الأداة الرئيسة لهذا النوع من الدراسة، آلة التصوير ذات الرنين المغناطيسي الوظيفي، وهو الجهاز الذي يكشف عن تدفق الدم، الممثل لنشاط الدماغ.
شبكة دماغ مميزة
وكما هو متوقع، أفاد المشاركون بأنهم يشعرون بألم أقل عند مرأى محبيهم، أو أثناء إجاباتهم على الأسئلة، أكثر مما يشعرون به أمام مجرد صورة.
ومن ناحية أخرى، جاءت المفاجأة الجيدة من كون أن تأثير المُسكّن لا يشمل نفس مناطق الدماغ في كلتا الحالتين! ففيما الإلهاء من خلال الأسئلة يوظف الدماغ القشري، الذي له دور معرفي، مدروس، فإن الحب يُنشط مناطق المنطقة الدماغية لنظام المكافأة.
ويقول المؤلفون، في تقرير نشرته مجلة futura-sciences، “هذا ينطوي على جوانب أكثر بدائية من الدماغ، والتي تُفعّل الهياكل العميقة التي يمكن أن تمنع الألم على مستوى العمود الفقري، مشابِهة لعمل المسكنات الأفيونية”.
وتشير هذه النتائج إلى أن تفعيل نظم المكافأة العصبية، من خلال وسيلة غير دوائية، يمكن أن تقلل من الإحساس بالألم”. فالحب يمكن أن يكون أيضًا فعالًا مثل قرص مسكّن دون الآثار الجانبية المحتملة!