×
آخر الأخبار
دائرة الطلاب بإصلاح أمانة العاصمة تنعي التربوي "فرحان الحجري" مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"  "هولندا" تؤكد دعمها للحكومة الشرعية لتحقيق السلام الدائم والشامل انتهاك للطفولة.. منظمة ميون تحذر من مراكز الحوثي الصيفية لمشاركتهم في تظاهرة احتجاجية.. الحوثيون يختطفون أربعة من موظفي مكتب النقل بالحديدة صنعاء.. وكيل نيابة تابع للحوثيين يهدد محامية ونقابة المحامين تدين شبوة.. إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات الحوثيين الأكبر منذ 2015.. إيران تزيد من منحها الدراسية لعناصر مليشيا الحوثي تهديد "حوثي" للأطباء بعد تسرب وثائق تدينها بتهريب مبيدات مسرطنة تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق أطفال اليمن خلال أقل من عامين

كيف حول الحوثيون القرى المحيطة بالعاصمة الى سجون سرية لتعذيب المدنيين؟!

العاصمة أونلاين - خاص


الجمعة, 09 فبراير, 2018 - 04:07 مساءً

مليشيا الحوثي - ارشيفية

كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا، حين خرج الشاب "محمد البيضاني"، من أحد محلات الصرافة، وسط العاصمة صنعاء، بعد استلامه مبلغ مالي عباره عن حواله، تم ارسالها اليه، من مسقط رأسه محافظة البيضاء، من قبل أحد أقاربه، واذا به يتفاجأ بمجموعة مسلحين تابعين لمليشيا الحوثي كانوا بانتظاره.
 
أخذوا ما بحوزته من مال، والذي كان قد استلمها على التو من محل الصرافة، ثم أودعوه فوق الطقم الذي كان يقلهم، بعد ان قاموا بربط يديه وتكتيفهما الى الخلف، ثم قاموا بوضع شاش كغطاء على عينيه، والذهاب به الى سجن سري خاص بمليشيا الحوثي، في إحدى القرى، جنوب العاصمة صنعاء.
 
يسرد محمد معاناته، وكمية من الألم تعتصر قلبه، والدموع تسيل على خدية، كدمع الرجل المقهور، وأي قهر أعظم من قهر الرجال؟ يتساءل البيضاني محمد: ما الجرم الذي ارتكبته، حتى تقوم المليشا الحوثية، بتفريغ كل حقدها على شاب أعزل، ليس له في السياسة لا من قريب أو من بعيد؟!
 
يقول محمد البيضاني، ذو الربيع الخامس والثلاثين من العمر:  "اتصل بي أحد المزارعين الذي استاجروا اراضينا في مدينة البيضاء، وقاموا بغرسها قات، بغرض ارسال المبلغ المطلوب لي باعتباري صاحب الارض، كما يعملون في كل مره، وأخبرني أنه قد أرسل لي 400 الف ايجار الارض". مضيفا "ذهبت لاستلام الحوالة، وعند خروحي تفاجأت بوجود طقم عليه مجموعه من المسلحين الحوثيين، وحين وصلت الى جوارهم، أخذوني الى فوق الطقم، بعد أن قاموا بربط يدي، وتغطية عيوني، وذهبوا الى سجن سري خاص بالحوثيين، في قرية "المحاقرة"، التابعة اداريا لمديرية سنحان، جنوب العاصمة صنعاء.
 
يضيف محمد في حديثه لــ "العاصمة أونلاين" قائلا: "حين وصلت أخبرني أحد حراس السجن، اني في قرية "المحاقرة"، ثم قاموا بتعذيبي منذ لحظة وصولي، حتى المساء، تنوعت أساليب التعذيب، بالضرب، والصعق الكهربائي، وغيرها من أنواع العذاب، للاعتراف عن سر الحوالة، وما الغرض منها؟ رافضين كل ما قلته بشأن أنها حواله شخصية، وليس لي مآرب سياسية، وانتماء حزبي اطلاقا".
 
يتابع محمد سرد معاناته بالقول: استمريت تحت التعذيب والتحقيق، لنحو سبع ساعات، لم أعد حينها أقدر على الحركة أو الكلام، وحين رآني الضابط عاجزا عن الوقوف ظننت أنه قد رق حاله لي، وأنه سيطلق سراحي، اذا به ينادي بأحد الضباط، لمواصلة تعذيبي بالقول: "سطّلوه"، لم أكن أعرف ماذا يقصد بهذه الكلمة، وماذا يقصد"؟ متابعا حديثه: "كانت المفاجأة الصادمة لي، حين أخذ ذلك الضابط بيدي، وأصعدني على سطح السجن، وسط زمهرير البرد القارس".
 
يقول محمد: "ظننت أني سأجلس في السطح أو أنام فيه، بيد أني تفاجأت بإحضار الضابط خزان صغير مملوء بالماء، وهو قطعة من الثلج، لا يستطيع أحد ان يضع يده فيه لشدة برودته، ومن ثم قام بأخذ السطل، وصبة من فوق رأسي، وسط صقيع البرد وظلمة الليل، دون رحمة".. مضيفا "كان الضابط وهو يقوم بتعذيبي، وكأن كمية من الحقد تغلي في أعماقه، ولذا واصل صب الماء الثلج من فوق رأسي، أكثر من 25 مرة، حتى أغمي علي من شدة البرد".
 
وأضاف: "حين سقطت مغشيا علي، أخذوني ولفوني بالبطانية، وأنزلوني، الى الغرفة، ولم أكن أعي أين أنا وماذا يدور حولي، وحين رأوني قد شارفت على الموت، بعد أن كدت أصاب بالشلل، قاموا بنقلي، في نفس تلك الليلة، الى سجن أخر، تابع للمليشيا الحوثية، يقع في منطقة حزيز، جنوب العاصمة صنعاء، لم أكن أعلم أين انا، إلا حين اخبرني أحد الجنود انه قد تم نقلي الى هناك".
 
وفور وصوله الى السجن الخاص بمليشيا الحوثي، جنوب العاصمة صنعاء، رأني أحد المشرفين على التعذيب يدعي أبو محمد، وقد كدت أشارف على الموت، إلا أنه تلقى اتصالا من أحد أقاربه، يعمل مع المليشيا الحوثية بمدينة ذمار، فأخرجوه ليلا، ووضعوه في أحد الأماكن، وسط العاصمة صنعاء.
 
لم يصدق أطفاله وزوجته حين رأوا والدهم وقد أصبح على شفا الموت، فور وصوله اليهم، وقد تغيرت ملامحة، وبدأ وكأنه قد بلغ من الكبر عتيا، حينها قاموا بنقله على الفور الى احدى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، يقول محمد: "الان وبعد نحو شهر ونصف من الحادثة، أصبحت اتنقل من مستشفى الى أخر للعلاج، لأنني لم أعد أقدر على الوقوف على قدمي، نتيجة لأثار التعذيب، وأصبحت أشعر وكأني مصاب بالشلل، وعدم قدرتي على الحركة بالشكل المعتاد".
 
برفقة نجله البالغ من العمر عشر سنوات، بات محمد يتنقل من مستشفى الى أخر، للعلاج، من أثار التعذيب التي تعرض لها، وهو يتساءل: "متى يرويني الله شماته هؤلاء عديمي الأخلاق والضمير؟.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير