ثلاث سنوات على هدم المعبد!
الخميس, 21 سبتمبر, 2017 - 05:49 مساءً
قد لا يدرك البعض حجم ما حصل منذ سقوط الدولة في 21 سبتمبر 2014م وتولي عصابات "المخلوع صالح" و"الحوثي" مسنودا بعصابات "الهاشميين" الذين يشكلون العصب الرئيسي لجماعة الحوثي زمام الأمور في شمال ووسط اليمن.
الأربعاء 20 سبتمبر 2017 قبل احتفال العصابات بيوم النكبة يخرج وزير مالية "الحوثي صالح" ليعلن عن القيام برفع مبيعات الاتصالات النقال والثابت وخدمات الإنترنت بنسبة 100%، وهي تأتي بعد أيام من رفع سعر الغاز المنزلي بنسبة 40% لتصل سعر الأسطوانة ب(5400) ريال.
هي إذن سياسة واضحة المعالم منذ اليوم الأول، فمع عودة الإمامة ممثلة بأسرة الحوثي ومعها الأسر الهاشمية بالأساس يكون الفقر والجوع والمرض ثالوث يرافقهم باستمرار كلما عادوا إلى مسرح الأحداث من جديد.
يكاد يكون القارئ لتاريخ الإمامة الزيدية التي ارتبطت بظهور نظريتهم السياسية القائمة على "الحق الإلهي في الحكم" يشاهد هذا الشريط المصور القائم على تدوير الصراع في الداخل والخارج واستجلاب الغزاة وتصدير المشاكل.
وإذا كانت السياسة القائمة للدولة والأحزاب والقوى الوطنية قد تجاهلت بقصد أو بغير قصد تدريس التاريخ والاتعاظ من دوراته العنيفة على الأقل التاريخ القريب المرتبط بثورة الإنسانية 26 سبتمبر 1962م فإن ثلاث سنوات تكاد تكون كافية ليعرف الشعب اليمني والمواطن وكل القوى الخطر الحقيقي والجذر العميق للمشكلة اليمنية.
ولعلنا نستفيد مما حدث ومما رواه لنا رواد الحركة الوطنية في القرن العشرين وكل ما يدور حاليا مع تغير الوسائل موجود في الروايات والكتب التي اندثرت بشكل ممنهج، ويكفي لهذا الجيل أن يقرأ رواية "واق الواق" للزبيري أو "الرهينة" لدماج أو أن يتوسع فيقرأ أعمال "البردوني" وأعمال "الزبيري" ومذكرات الأستاذ النعمان، وما كتبه الأكوع في "هجر العلم ومعاقله في اليمن" وما تناوله "المقالح" في كل كتبه وأدبه وتعليقاته.
فمن يقرأ التاريخ ويتفحص في الواقع سيجد أنه لا مخرج لليمنيين إلا بالتخلص من آخر زفرة للإمامة ولهذه العصابات التي كتمت على أنفاس اليمنيين، وتحاول خنقهم وإعادتهم إلى بيت الإله الذي يدعون أحقيتهم في امتلاكه.
إذا كانوا اعتدوا بهمجيتهم غير المبررة على اليمنيين فمن حق اليمنيين أن يدافعوا عن أنفسهم حتى وإن طالت المعركة، ومن غير المنطقي أن تفرض الأقلية القليلة رأيها وفكرها ومنطقها ومنهجها على أغلبية الشعب اليمني، فالمقاومة لم تكن سببا وإنما نتيجة.
وبدون محاسبة ومعاقبة عصابات "الحوثي، صالح" على ما فعلوه فإننا سنكرس سياسة من شأنها أن تطيل أمد الصراع وتسمح بتكراره في المستقبل، فمن المهم تأديبهم ولو باستخدام القوة، والمقاومة والجيش الوطني هي الأساس التي يتم البناء عليها لاستعادة الدولة وليس المفاوضات وفرض الأمر الواقع.
ولعل الدولة الاتحادية ستكون أحد الحلول الاستراتيجية بدلا من سلطة ومركزية الدولة التي شاهدنا كيف تكرست وسيطرت العصابات على مفاصلها بحكم تواجدها جميعا في العاصمة صنعاء (البنك المركزي، الاتصالات، الشركات، المطار، مؤسسات الدولة، مؤسسات الجيش والأمن).
أما محمد الأضرعي فنان الشعب فإنه يوثق مراحل النكبة منذ بدايتها وحتى اليوم عبر أغانيه الشعبية والإسكتشات التي أنتجت له لتكون شاهدا على مرحلة مظلمة أعادت اليمن إلى عصور القرون الوسطى.
* نقلاً عن المصدر أونلاين