×
آخر الأخبار
مليشيا الحوثي تقتحم منزل عائلة "السبئي" بصنعاء وتصادره  قلق الحوثيين يتصاعد في صنعاء "منع شبكة الانترنت وكاميرا المراقبة" الحوثية تواصل جرائمها بصنعاء.. اقتحام منزل مواطن ونهب ممتلكاته وخطف أطفاله وسط فوضى أمنية متصاعدة صنعاء .. محامي يطالب بالإفراج عن الصحفي المياحي ويشكو تعسفات أعضاء النيابة "بن مبارك" يجدد التزام الحكومة بالعمل على اطلاق جميع الاسرى والمختطفين من سجون الحوثيين سكان في ريف صنعاء يرفضون دعوات حوثية لاقامة وقفات احتجاجية مأرب تحتضن دورة حول مكافحة غسل الأموال بمشاركة منشآت الصرافة. قصف مستمر .. غارات تستهدف مواقع الحوثيين في صنعاء والحديدة وصرواح مسؤول حكومي يحذر السكان في المحافظات غير المحررة "احفظوا أولادكم بعيدا عن الحوثيين" بنك اليمن الدولي يتجنب نفي اتهامات أمريكية بتمويل الحوثيين ويطمئن عملاءه.. (بيان)
أحمد الصباحي

صحفي يمني، رئيس تحرير مجلة المنبر اليمني

أخطر من كورونا

الأحد, 31 مايو, 2020 - 06:10 مساءً

إذا كان العالم قد احتشد بكل إمكانياته لمواجهة وباء كورونا كوفيد-19 ، فإن علينا كيمنيين أن نحشد لمواجهة وباءين في آن واحد، وباء كورونا الجديد، ووباء الحوثي القديم الذي جلب معه كل العلل والأوبئة.
 
في لحظة تيه وتغافل من الجميع قضم الحوثيون نصف اليمن، وحاولوا تحويله إلى ولاية إيرانية، وحشدوا الجماهير الملطخة بالألوان الخضراء، وفي الميدان سفكوا الدماء الحمراء، وحشروا في المعتقلات كل من خالفهم بالرأي والفكر، ومن حالفه الحظ نجا منهم بأعجوبة إلى نزوح مجهول.
 
ما إن تمكّنت ميليشيا الحوثي من السيطرة على أجزاء من اليمن حتى عادت الأوبئة التي انتهت منذ سنوات، عاد الكوليرا، والضنك، والديفتريا، ومات آلاف الضحايا بهذه الأوبئة، واتسعت رقعة الفقر والجوع، ومثّلت تلك المصائب موارد جديدة للحوثيين في نهب المساعدات، واستغلالها ورقة سياسية ضد خصومها، وضد الإقليم والعالم.
 
وعلى خطى إيران، تتعامل ميليشيا الحوثي مع وباء كورونا بطريقة تضعنا أمام كارثة لا مناص منها، فلا شفافية في إعلان الحالات، ولا إجراءات احترازية ووقائية، والأسوأ أنها تعاملت مع الوباء كتهمة، والمصاب بالمرض كمجرم مدان، وكأنها لا تملك إلا لغة السلاح في مواجهة كل المشاكل ومنها الأوبئة، وتلك لغة العصابات والميليشيا.
 
مشكلة اليمنيين مع الحوثية أنها غير قابلة للتعايش، ولا تؤمن بالاختلاف والحرية، ولا تتناسب مع طبيعة اليمن المتنوع. وأقرب توصيف لها أنها حركة موت، وقهر، وسجون، وشعارات، وعنصرية، وداء سرطاني ينخر في جسد المجتمع اليمني.
 
الممارسات التي قامت بها هذه العصابة منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014 فاقت كل أنواع الوحشية التي يمكن تصورها، وجسدت العنصرية في أبشع صورها، وهتكت الحرمات، وانتهكت الأعراف اليمنية الأصيلة في إطار حرب الميليشيا على هوية اليمن، إضافة إلى انقلابها على كل الاتفاقيات والمواثيق، والأخطر من ذلك محاولة طمس التاريخ، وتجريف الهوية، وغسل الأدمغة، وفرض المعتقد الفارسي، وسلب الناس حرياتهم في الاختيار.
 
كانت المرأة في اليمن من المقدسات التي يتوقف عندها المتحاربون، ويتفق حولها المتخاصمون، ولكرامتها قيمة توضع في حسبان كل قوم وقبيلة، وعندما جاءت هذه العصابة انتعلت كل تلك القيم، فقتلت، واعتقلت، وهتكت حرمة البيوت، واعتدت على حرائر اليمن، ولم يسلم من جرائمها رجل أو امرأة طفل أو شيخ، بل وصلت جرائمها إلى الحيوانات، وصوّبت رصاصتين، رصاصة البندقية التي تستهدف بها الأجساد، ورصاصة الفكر المنطلق من الدورات والملازم التي تستهدف بها هوية اليمن.
 
إن أخطر ما تحاول فرضه ميليشيا الحوثي هو سياسة عسكرة الشعب وتجنيده في حروبها الخاصة، وتحويل كل مقدرات البلد إلى موازنة معركة، وتحشيد الشباب والأطفال والكبار والنساء إلى بوابة الموت بشكل لا نهاية له، وكأننا أمام النموذج الإيراني في لحظة تفشي فيروس اسمه “الخميني”.
 
والأخطر من ذلك أنها تسعى بكل ما تملك من سطوة سلاح، ومال منهوب، إلى تدجين الجيل القادم، وتفخيخه بثقافة الموت، وأولوية العسكرة وإهمال التعليم، وفوق هذا تقديس زعيم العصابة، وتأليهه، وتحويله إلى صنم يعبد من دون الله، وعندها سيفعل ما يؤمر به، لكونه أداة إيرانية لا أكثر، يتحرك بلا عقل، وبلا ضمير، إلا ما أشرب من توجيهات لنشر الفوضى والدمار في اليمن والمنطقة.
 
إن وباء الحوثي فتك بالأبرياء، ويتربص بكل الفئات العمرية، وهو بذلك أشد فتكًا وأخطر من كورونا، وتجاوز كل الأوبئة من حيث حصد الأبرياء، ورفد القبور بالموتى. لقد هجم الوباء على كل قطاعات اليمن فدمرها، وعلى كل فئاته فسحقها، والمطلوب وقفة صادقة من كل القوى الفاعلة لإنقاذ اليمن من هذه الجائحة.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1