×
آخر الأخبار
طارق صالح: مأرب استوعبت جميع اليمنيين دون تمييز وتحشيد المليشيا نحوها محاولة لتعويض خسائر إيران في سوريا الحكومة تعلن جاهزيتها لتأمين الوقود لكل المحافظات وتطالب بدعم أممي لاستئناف تصدير النفط الخام "وطن التنموية"  تدشن مشروع المساعدات المالية لـ 500 أسرة شهيد وجريح إدانات حقوقية لإفراج الحوثيين عن قيادات متهمة بتفجير منازل على رؤوس سكانها في البيضاء قوات الجيش الوطني تفشل محاولات عدائية لمليشيات الحوثي في مأرب الولايات المتحدة تحظر استيراد النفط عبر ميناء الحديدة وتصدر تراخيص جديدة للاتصالات والبريد  مصدر حكومي ينفي صرف مخصصات لمجلس القيادة من ايرادات الدولة مليشيا الحوثي توقف صلاة التراويح بمصلى للنساء وسط صنعاء صنعاء.. المليشيا الإرهابية تعلن دفن ثلاثة من عناصرها القتلى دون الإفصاح عن مكان مقتلهم رويترز: البنتاغون يضع خططا لانسحاب محتمل من سوريا
فوزية محمد

كاتبة يمنية

من عجائب السفر إلى صنعاء

السبت, 11 يوليو, 2020 - 05:03 مساءً

عندما تقرر أن تسافر برحلة زيارة إلى صنعاء لتطفئ نار الاشتياق للوطن المكلوم والأرض المغصوبة ترى عجائب طوال الطريق، فترى وجوها شاحبة قد أعياها الوقوف والانتظار لصيد بسيط يشبع نهمها ويروي ظمأها، مجموعات من الرجال يقفون في ما تسمى بنقاط التفتيش, فاقة العيش وضنك الحياة بادية على وجوههم يسترزقون من فتات ما يلقيه لهم أصحاب السيارات المارة والتي يسعى أصحابها أن يصلوا (صنعاء) بسلام.
 
ترى العجب من أصحاب تلك النقاط, فكل نقطة لها نهج خاص في الاسترزاق فبعضهم يتذرعون بضرورة اصطحاب مالك السيارة لبطاقة عمل أو عليه في تلك اللحظة أن يستخرج بطاقة عمل فتبرز 500 ريال يلقيها السائق في يد المفتش ليتقي شره ويمر بسلام، ونقطة أخرى لها نهج  آخر في الابتزاز وهو بالتفتيش عن جمارك السيارات ويشترط أن يكون مستخرجاً من صنعاء أو سيكون على السائق حينها مجبراً على استخراج أوراقا جمركية من النقطة نفسها التي تجمرك السيارة المارة ب1000 ريال وفي لحظات تصبح السيارة مجمركة لتمر بسلام.
 
ونقطة تفتيش أخرى تتذرع أن سائق المركبة مشتبه به ليصبح شخصا عاديا في غضون دقائق بمبلغ مالي يسقط في يد أولئك الرجال والذي يأخذه أحدهم بلا استحياء ليغمز لأخوته أنه نجح في المهمة بجدارة.
 
ترى العجب في تلك الطريق التي كان أقصى أمنيات المسافرين فيها ان يصلوا بسلام دون حوادث أو عقبات وأصبحت أمنياتهم أن يتقوا شر تلك الثكنات العسكرية والتي لا تبعد إحداها عن الأخرى مسافة أكثر من 2 كيلومتر.
 
كما ترى أطفالا صغارا في السن يقلدون دور الكبار, يوقف أحدهم المركبة ويستجوب صاحبها الذي يكون في مقام والده أو جده بكل جراءة وتجاوز في الـلفاظ والتعبيرات دون احترام أو أدب.
 
ترى الفقر المدقع الذي نثر المتسولين على طول تلك الطريق والنساء والأطفال والذين يتسابقون لنيل ما تجود به نفوس المارين..
 
ترى على جنبات الطريق جدراناً قد لطخت بصرختهم الوهمية والتي أصبحت ألواناً باهتة توحي لناظريها انها اصبحت قريبة الزوال..
 
تمر من محافظة إلى أخرى وتجتاز جبلا إلى آخر وعيناك ترنو  صنعاء الجميلة لتصل إليها مساء بعد جهد جهيد في تجاوز كل العقبات, تصل بلاداً يلفها الظلام ويحوطها الصمت المترقب فلا تدري هل تفرح للوصول أم تحزن لحزن صنعاء, يتبادر إلى ذهنك حينها مقطع البيت الشعري (لا بد من صنعاء وإن طال السفر) فتدرك ن الزمن يعيد نفسه ليبعث فيك أملا جديدا بأن الصورة لا بد ان تكتمل بإسقاط الإمامية الحوثية عاجلا أم آجلا.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

فوزية محمد