نحـو صنعــاء
الخميس, 20 أغسطس, 2020 - 06:04 مساءً
نحـو صنعــاء
افتتاحية 26 سبتمبر
أدبر وتولى عهد التمرد والإرهاب وإلى غير رجعة، وفي أضعف حالاتها أصبحت مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، بعد محاولاتها اليائسة في تبني الهجمات العسكرية على المناطق المحررة والتي باءت جميعها بالفشل الذريع والهزائم الساحقة، هادفة إلى حماية تواجدها وإطالة أمد بقائها فيما تبقى من مناطق لا تزال تخضع بقوة السلاح لسيطرتها، ولكن مؤشرات الميدان خلال المعارك الأخيرة أظهرت مدى عجزها عن تحقيق أي مكاسب هجومية أو حتى دفاعية، فلا عاصم لها اليوم من طلائع أبطال الجيش ومواكب الزحف المساندة وهي تتأهب لخوض معركة الخلاص التي ستتخذ من صنعاء ميدانا لها.
لقد أينعت ثمرة النضال وحان قطافها، فيا أبطال القوات المسلحة ورجال الإسناد القبلي لا تهنوا في ابتغاء هذه الشرذمة المارقة خلال هذه المعركة الفاصلة؛ فإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون، وسيعلم المغرر بهم والمخدوعون حينها بأنهم ليسوا سوى ورقة استخدمتها دول الأطماع والاستعمار بغية تمرير مشاريع العنف والإرهاب والاقتتال بهدف استنزاف مقدرات وطنهم، ثم رموا بهم في نار تلظى من وخز الضمير وحياة الخزي والعار والمهانة والتقزم جراء سقوطهم في وحل الارتزاق والعمالة، أما المجرمون من قيادات التمرد والانقلاب فإن عدالة القانون بانتظارهم وجزاء الخيانة سارية عليهم لو يفتدوا يومئذ ببنيهم وأموالهم وممتلكاتهم، ولن يجدوا شفيعا يحميهم من صرامة الجمهورية التي لا تحب الخائنين.
أكثر من أي وقت مضى، وأشد إلحاحا من أي مرحلة سبقت، أضحى الحسم العسكري هو الخيار الأوحد الذي يجب أن يكون لا سواه، كيف لا وقد تواترت الأنباء الصادمة وتوالت الحقائق المرعبة متكشفة عن تصاعد وتيرة أنشطة التنظيمات الإرهابية المتطرفة أبرزها تنظيمات داعش والقاعدة وأنصار الشريعة في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية المتمردة، بتسهيل ودعم شامل من قياداتها ومشرفيها في المحافظات، مستهدفين فئة الشباب عبر معسكرات التطرف الفكري تمهيدا للدفع بهم نحو الانخراط في أعمال إرهابية مسلحة تستهدف أمن ومصالح واستقرار الوطن ودول الجوار وحركة الملاحة البحرية العالمية، وهذا الأمر بالغ الخطورة والسوء لن يسمح أبطال القوات المسلحة بنشوئه واستفحاله مهما كلف الثمن وبلغت التضحيات، إذ تقتضي عقيدتهم القتالية غير المتسامحة مع التنظيمات الإرهابية، ومع أفكار وممارسات العنف والتطرف المجرمة محليا ودوليا، التصدي وبكل حزم وعزم لقوى التطرف والإرهاب الدائبة على تقويض عبور البلاد إلى مستقبل التنمية والبناء والتوافق، وعلى تهديد الأمن والسلم الدوليين، ولن تكون صنعاء العروبة والمجد إلا كسابق عهدها مر التاريخ مدينة السلام والتعايش والتنوع، لا كما يريدها أذيال الإمامة والكهنوت بؤرة لتصدير الإرهاب والعنف والدمار.
إلى أبناء العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا، نعلم أن محنتكم عظيمة وآلامكم موجعة وأنتم تنظرون إلى أبنائكم وهم يساقون إلى الموت ويحشرون حشرا إلى مستنقعات الإرهاب والعنف بقوة السلاح، لن يطول ذلك فها هم أبناء القوات المسلحة في طريقهم إليكم، يبلون بلاء كبيرا في سبيل تحريركم من قبضة المليشيات الإرهابية، وسيحتفون معكم في قلب صنعاء بتحقيق النصر وإعلاء راية الجمهورية، وإن غدا لناظره قريب.