مارب حين يتجاهلها الحوثيون
الإثنين, 22 فبراير, 2021 - 10:11 مساءً
على ضفاف الماضي المتجدد معالمٌ خالدة ورموز ذات دلالة تاريخية يمنية أصيلة تتربع في الوجدان اليمني كتربع وشموخ أعمدة العرش العظيم وجبل هيلان وجبال البلق على ثرى مأرب الطاهر، "سد مارب، بلقيس، الشمس، آيةٌ جنتان، القوة، البأس الشديد، الهدهد، سليمان" وعلى ضفاف الحاضر معالم ورموز ذات دلالات جمهورية يمنية تزيد التاريخ عبقا والحضارة اليمنية ألقا "الجيش الوطني، المقاومة الشعبية، قبائل مأرب، الفريق الشدادي، اللواء العرادة، قوافل الدعم والنصرة لمأرب".
إذا ما مزجنا أصالة مارب التاريخية وعراقتها بحضورها المشرق ومعاصرتها لحِقبةٍ من أهم حِقب التاريخ اليمني فإننا نلمح نقشا جديدا من نقوش النصر السبئي يرقُم آيات نصرة شعبٌ يمنيٌ أبيّ ماردٌ فطِنُ بنضاله وتضحياته نالت من كبريائه وكرامته وجمهوريته الحركة الإرهابية الإمامية قديما ونسختها القمئة الحركة الإرهابية الحوثية حالياً، فظنت أنها مزقته فإذا به يُخيبُ سوء ظنونها فيتوحد من شتى أنحاء جغرافيته من البحر إلى الصحراء ومن المحيط إلى الجبل وتتآزر كافة تكويناته لطمس باطلها وإزهاق طغيانها وما ملحمة مأرب اليوم إلا مفتاحا من مفاتيح الوحدة وعنوانا من عناوين النُصرة وجسرا للعبور إلى رحاب الجمهورية ودولة النظام والقانون وصراطاً مستقيما إلى جناتٍ غِراسُها الحرية والعدالة والمساواة .
اليوم وعلى رمال مأرب وجبالها تذوب عنجهية السلالية وتتحطم عنصريتها وتتناثر طائفيتها ومناطقيتها وينقلب سحرها على كهنتها وقطعانها ولأنهم شرٌ مكاناً وأضل سبيلا فإنه يأتيهِمُ الموتُ من كل مكانٍ وماهم بميتين ومن ورائهم عذابٌ غليظ. قريبا ستُدرك هذه الحركة الحوثية الإرهابية أنها ما أغنت عنها حشودها ولا شائعاتها ولا إيرانيتها ولا من تواطأ معها ولا عاصم لها اليوم من أمر الله.