×
آخر الأخبار
دائرة الطلاب بإصلاح أمانة العاصمة تنعي التربوي "فرحان الحجري" مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"  "هولندا" تؤكد دعمها للحكومة الشرعية لتحقيق السلام الدائم والشامل انتهاك للطفولة.. منظمة ميون تحذر من مراكز الحوثي الصيفية لمشاركتهم في تظاهرة احتجاجية.. الحوثيون يختطفون أربعة من موظفي مكتب النقل بالحديدة صنعاء.. وكيل نيابة تابع للحوثيين يهدد محامية ونقابة المحامين تدين شبوة.. إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات الحوثيين الأكبر منذ 2015.. إيران تزيد من منحها الدراسية لعناصر مليشيا الحوثي تهديد "حوثي" للأطباء بعد تسرب وثائق تدينها بتهريب مبيدات مسرطنة تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق أطفال اليمن خلال أقل من عامين
هشام اليوسفي

صحفي مفرج عنه من سجون مليشيا الحوثي بعد 5 سنوات من الاختطاف التعسفي والتعذيب المروع

صفحة من كتاب أسود!

الجمعة, 16 أبريل, 2021 - 10:35 مساءً

هناك حيث كنا نعيش في عصر ما وراء الظلام في الدرك الأسفل من تلك القلعة الحصينة التي لا تسمح نوافذها المتناهية في الصغر بمرور الضوء وتتخطاها أنسام الهواء بصعوبة بالغة وهناك وفي بدروم وإنفراديات الأمن السياسي عشنا فصولاً من الظلم والقهر والحرمان.

 
وسط الظلام تتحسس حولك بحثا عن قنينة ماء لا فرق بينك وبين البصير سوى أن رؤيتك وسبيل إدراكك لما حولك بيد غيرك من البشر لا بل من المسوخ الآدمية المتجردة من أبسط القيم الإنسانية.


المجرمون استمرأو ظلم من هم هنا من سكان القبور لقد أصبح التعذيب جزء من نشاطهم اليومي ويتفننون في إبتكار طرقه وأساليبه وعلى مدار الساعة تسمع أنيين المُعذبين واصوات سياط السجانين في ظهور الأبرياء تشعر بها كما لو كانت في جسدك وتحسها في جلدك تجد عينك وبدون ما ادراك تنهمر بدموع القهر والألم معاً من هول ما تراه وتسمعه من ظلم يطال من يستحقون الحياة على يد من لا يستحقون إلا الموت .


3 فتحات لباب الزنزانة خلال 24 ساعة لتذهب الى دورة المياة هذا أن حالفك الحظ بأن يكون السجان المستلم رائق المزاج وعليك أن تخرج سريعاً مالم فسيتم اقتحام دورة المياة وفتح الباب من قبل السجان فالحمام لا مغلقة له من الداخل.


أن أسرع استحمام قد تقوم به في حياتك وقد تسجل به رقماً قياسياً في السرعة قد تقوم به هناك في السجن وبإيقاع سريع  ستعاود لبس نفس الملابس التي كنت ترتديها فلن تجد وقتاً لتنشيف جسدك قبل أن تلبسها مجدداً فتتفاجئ بأن ملابسك قد تبللت بالماء بسبب أنك لبستها سريعاً فالوقت والسجان لا يرحمان .


تعود سريعا الى محبسك وقبرك  وسط سخط من السجان وإذلال بالسب والشتيمة وأحياناً الاعتداء بالضرب تعود الى زنزانتك تلتمس الدفى ومع مرور ساعات تجد ملابسك قد تعفنت بسبب عدم وجود الهواء لتجف .


هل سمعت يوماً عن ضجيج الصمت ستجده هناك تسمع للصمت السحيق ضجيجاً يبدد سكون المكان إلا من آهات وعذابات السجناء وبصوت خافت أيضاً فعليك أن تتألم بصمت لكي لا تزداد مضاعفات ألمك بألم جديد.


ولكي تكسر وحشتك في الظلام عليك أن تشعل من وهج الذكر والذكرى ما ينير زوايا قبرك .

في هذا المكان أنت محروم وممنوع من الماء والغذاء والدواء وبإرادتهم هم فقط تتحصل على شيء يسير منه .

أخيراً عليك هنا أن تفقد القدرة على النطق فقوانين هذا المكان محكوم على من فيها أنهم موتى فكيف لك أن تتكلم وتُبعث من جديد.

يتبع>>


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

هشام اليوسفي