صحفي مفرج عنه من سجون مليشيا الحوثي بعد 5 سنوات من الاختطاف التعسفي والتعذيب المروع
رفاقي كيف أنتم !
الإثنين, 03 مايو, 2021 - 09:59 مساءً
أخبرني يا حارث كيف يمر يومك هل مازالت قدمك تؤلمك وهل مازال ذلك الدواء متوفراً أتمنى أن يكون كذلك وعن نور عينيك وماذا حل بهما مذ غادرناكم وكيف مر الشتاء عليكم وهل حصلتم على ملابس إضافية لتقيكم برد ذلك المكان...حارث عانقتك عناق الوداع رغماً عنك كنت تقول لي "لا داعي لذلك سنتبعكم بعد لحظات" كنت تعيش على ذلك الأمل.
توفيق أجزم أنك لست بخير هكذا يخبرني قلبي فالإهمال الطبي كان سبباً في تدهور وضعك الصحي..يا رفيقي كنا نذّكر بعضنا بمواعيد ضرب إبرة الروماتيزم وكنا نشكو معاً من تأخرها عن موعدها...هل مازلت تعاني من ذلك أجزم أنك تعاني..كيف هو طعامكم الآن و هل مازلتم تقتاتون الجوع أتمنى أن لايكون ماء الفاصوليا هو سحوركم.
أكرم أقسم لوكان بإمكاني أن أفتديك بنفسي وتخرج أنت عوضاً عني لما ترددت للحظة واحدة..السجن جحيم والسجانون مجرمون وجسد المنهك لم يعد يحتمل.
أكرم هل مازال السجينان المختلان عقلياً يؤذونكم وهل استطعتم التعايش معهم وهل تم إضافة آخرين لزيادة بؤس سجنكم...صديقي هل مازلت تبتسم رغم كل شيء وعن وضعك وحالك بلغني أنك لست بخير أرجوك كن قوياً كما عهدتك .
عبدالخالق أثق أن لك قلباً قادراً على مواجهة كل جبروتهم وإرهابهم لكن جسدك بخلاف قلبك يا صديقي أضناه السجن وأهلكته السنين ،تعلمنا معاً كيف نكتب في الهواء وبدون أقلام فهل مازلت قادراً على الكتابة ياصديقي!.
رفاقي مذ خرجت وفرحتي مذبوحة لأنكم مازلتم هناك في عصر ما وراء الظلام أراكم في كل لحظة تتسلل فيها الفرحة الى قلبي فأذكركم وأذكر حالكم أراكم في الجدران والشوارع وفي وجوه أطفالكم وأقاربكم أراكم في أحلامي وخيالاتي وأوهامي أسمع نداءاتكم تخترق الاجواء وتصل إلى مسمعي، ضحكاتكم دموعكم آهاتكم ماتزال حاضرة معي ولن تغيب حتى أراكم من جديد وبخير وبعيداً عن تلك الجدران والزنازين الموحشة أراكم الآن بين ثنايا هذة الكلمات التي أكتبها بحبر دموع عينايَ التي تتوق لرؤيتكم من جديد!
#اليوم_العالمي_لحرية_الصحافة
#الصحفي_ليس_عدواً