×
آخر الأخبار
الأسرار تتكشف.. 6000 قتيل لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالحرب على غزة مليشيات الحوثي تحوّل مبنى السفارة الهولندية بصنعاء إلى سجن سري "الصحفيين اليمنيين" تطالب بتوفير الحماية للصحفي "الهدياني" وردع المنتهكين صنعاء .."مليشيا الحوثي تغيب أحد موظفي مكتب حماس منذ 2016 وترفض الافراج عنه" الشيخ "معوضة": استراتيجية مليشيا الحوثي تهدف الى تجريم العمل السياسي صنعاء .. مليشيا الحوثي تنهب منزل عقيد في قوات الحكومة الشرعية بمناسبة يوم التعليم العالمي .. ملتقى تربوي لمعلمي رياض ومدارس الأطفال في مأرب بدعم إيراني.. قيادات حوثية تغرق صنعاء بعشرات الأطنان من الأدوية الفاسدة    الأوقاف تطلق خدمة إلكترونية للحجاج وتمدد التسجيل حتى 9 فبراير   مأرب: ‏قبائل أرحب ونهم وبني الحارث تعلن النفير العام لمساندة  الجيش في معركة استعادة الدولة
حسين الصوفي

صحفي متخصص في القانون، رئيس مركز البلاد للدراسات و الإعلام

الطفولة "المتفحمة".. التضامن المتفحم!!

الخميس, 10 يونيو, 2021 - 04:13 مساءً

عقب ارتكاب مليشيا الحوثي الارهابية لجريمة إحراق الطفلة #ليان في حضن والدها وقتل ٢١ يمني في مأرب السبت الماضي، عدت إلى المنزل وشعرت بهول الفجيعة في أعين بناتي بعد مشاهدة طفلة في ربيعها الخامس احترق جسدها وهي تحاول الاختباء في حضن أبيها، قبل أن يتحولا إلى بقايا جثث متفحمة!
 
يا لهول الفاجعة!
 
يا لبشاعة الجريمة!
 
يا لبئس السلوك الهمجي الذي أبدته عصابة ذات بنية عقدية عدوانية ومتوحشة، كيف أحرقت أجساد أبرياء بشر، ثم حاولت السخرية من الأجساد المحترقة؟ وكيف تعاطت بفجاجة ورعونة وبرودة دم مع تداعيات هذه الجريمة الشنيعة التي اهتزت لها كل الدنيا بجبالها وسهولها وترابها ومياهها سوى قلوب القتلة العُتل.
 
اليوم خرج أطفال في مأرب يحملون جسدا متفحما، كان قبل يوم السبت الماضي طفلة تشبههم، تملأ الارجاء بضحكاتها وشغبها البريء، وحضورها الدافئ، غير أن قاتلا متوحشا أحرقها حتى أشتوت، وفاحت روائح الشواء، تفحمت بعد أن احترق الجلد واللحم والعظام ولم يبقى شيء من جسد ليان يشبه ليان، ولم يبقى من الطفولة أي ملمح إلا وأحرقه عبد الملك الحوثي!
 
مشهد حزين وموحش!
 
كل الأطفال عادوا مصدومين عقب تشييع ذواتهم المتفحمة التي كانت طفلة بريئة سماها والدها ليان، وأصر عبد الملك الحوثي أن يحرقها مع أبيها حتى حولهما إلى أجساد متفحمة!
 
هذه هي الطفولة في عهد مليشبا الحوثي، طفولة "بالفحم"، بل فحم فقط، طفولة محترقة، فحم بلا أي ملامح للطفولة، طفولة صبّ عليها عبد الملك نار حقده حتى اشتوت ونضجت وتبخرت وتفحمت!
 
لم أتعمد التفصيل في مراحل احتراق جسد ليان من أجل إيذاء مشاعركم، أو اعادة استفزاز الخيال الجمعي الذي كاد يتطبع على جرائم مليشيا الحوثي الارهابية، ليتوقف عند حقيقة الجريمة وهولها، ولكن فعلت ذلك لأحاول التوقف عند التضامن "المتفحم" الذي تجاهل طفلة الماء في تعز وهي تسقط ودماءها تكتب فصلا من أبشع الفصول في تاريخ الانسانية حول الجرائم ضد الطفولة!
 
كان في فم العالم "ماء" اثناء ما كانت تنزف دما، وقد بعثر القناص الحوثي كل أجزاء طفولتها وتركها لأخيها المفجوع يسحبها محاولا إنقاذها، كان العالم صامتا أيضا حينما اخترق صاروخا حوثيا منزل أسرة هنا في مأرب عشية عيد الفطر، ليمزق أجساد ثلاث فتيات ونقش الحناء في أياديهن لم يجف بعد!
 
أحاول أن نتوقف عند هذا المنحنى الخطير الذي يقودنا إلى التطبع الجمعي والتعود على سماع ومشاهدة جرائم هذه العصابة العنصرية بحق الطفولة، وصولا إلى التبلد الذي يأتي مع التكرار لذات الفعل الهمجي.
 
هل نريد أن يدهشنا المجرم الحوثي بفنون قتله وحرقه لأطفالنا، حتى نتوقف عند هذه الجريمة إذا كانت طفولة "بالفحم" او طفولة "مسلوقة"!!
 
هي دعوة لإنقاذ إحساسنا ومشاعرنا من مرض التطبع على الجرائم، وتنويع التضامن بنوعية القتل!، هذه طامة كبرى تخذل الضحايا، وتخلق مناخا مكسورا بليدا، يفتح شهية القاتل، ويبرر سلوكه بطريقة غير مباشرة.
 
الطفولة تعرضت لأبشع الانتهاكات في عهد مليشيا الحوثي، الطفولة سحقت، وتشردت، وتحولت أهدافا مشرعة للصواريخ.

الطفولة مستباحة للإرهاب الحوثي، والتضامن الخجول من المجتمع المحلي والدولي ساهم في خذلان الطفولة في اليمن!!

هل كان أحدكم يتصور أن نعود من دفن جسد محترق متفحم كان قبل السبت الماضي طفلة اسمها ليان؟!

 جريمة بشعة للغاية لا يجب أن تمر قبل أن تنتصر للطفولة في اليمن من كل سلوك الإرهاب الحوثي.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

حسين الصوفي