×
آخر الأخبار
مؤسسة "وطن" تقدم قوافل غذائية لجرحى الجيش والمقاومة في مأرب المنتخب الوطني يخسر أولى مبارياته بخليجي 26  "إدارة اليمنية" تجدد مطالبتها بإطلاق طائراتها من فبضة الحوثيين في مطار صنعاء     اطلاق سراح إعلامية من سجون  مليشيا الحوثي في صنعاء برئاسة الوكيل ثعيل .. تنفيذي أمانة العاصمة يناقش خطط العام 2025 "مركز حقوقي" يؤكد العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين في سوريا منذ 2012    "المقطري" تطالب بإطلاق سراح المختطفات من سجون الحوثيين بصنعاء غارات عنيفة تستهدف مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء "القسام" تعلن قتل خمسة جنود إسرائيليين في مخيم جباليا ‫ تقرير حقوقي: نصف مليون جريمة قتل ارتكبتها عصابة الحوثي بحق اليمنيين خلال عشرة أعوام

ش ع ل ا ن .. شفرة القوة

السبت, 26 فبراير, 2022 - 06:03 مساءً

يتشابه تماماً الشهداء والأبطال في معركة الدفاع عن الكرامة الإنسانية. 
 
لا فرق - من منظوري الشخصي- بين أكبر قائد عسكري شهيد وأصغر جندي بذل روحه في سبيل القضية ذاتها. 
 
فالقائد لم يضحِ سوى بروح واحدة، لا أكثر ولا أطول من روح الجندي الشهيد، وكلاهما واحد. 
 
ثمة اختلاف في فعل البطولة وليس في شخصية البطل بين شهيد وآخر، وعادة ما يقاس الفارق بين بطولة وبطولة من حيث مستويات الأثر والنتيجة، لا في الدور والفعل. 
 
وإذا ما أردنا أن نتأكد لماذا عبد الغني شعلان نسيج وحده من بطولة مختلفة وفارقة عن كل الأبطال الذين ربما كانوا أعلى رتبة عسكرية وعمرا ، فعلينا أولا أن نتتبع دوره البطولي من أثره المستقبلي، وسيرورته المستديمة سرمدا في حركة المجتمع والأحداث المستمرة .
 
وبمعنى أوضح أن نتذكر ما حدث قبل أيام قليلة في مأرب ، وعلى بعد أقل من أسبوع لحلول الذكرى الأولى للشهيد. 
 
استيقظت الخلايا النائمة لتموت. 
ولا أحبذ " الذكرى " توصيفا لغويا للمناسبة، فهي تحيل دلاليا إلى حدث ماضوي، وما لم يعد له حيز وجودي حي في الحياة. 
 
فعبد الغني شعلان موجود اليوم وغداً وبعد الغد وإلى مساء الأبد، موجود حقيقيا لا طيفا لشخص مضى، ولا ذكرى إنسان. 
 
إنه بطل إنساني ديناميكي، يعيش في المستقبل دائما، وبأكثر مما كان عليه سابقا من بهاء وفاعلية. 
إذ ليس هو بطلا تاريخيا وإن كان كذلك في جزئية من إنسانيته الشاملة، فالتاريخ هو ما حدث وليس ما سيحدث، كما أنه يوثق أي حدث في حيزه الزمني الخاص والضيق. 
 
ومن الغبن اعتبار شعلان شخصية محدودة بزمن متعين ومغلق ، لينتهى دورها عند آخر نقطة لسيرة البطل في ويكيبيديا ومكتبة التاريخ. 
 
لا!!!! عبد الغني شعلان بطل إنساني كاملاً وشاملاً وكلانياً منتمٍ للأبد المتأبد، للمستقبل القادم والزمن الذي يتحرك بعد " سوف " والفعل المضارع. 
 
إنه المخلص الأسطوري الخالد أبداً، الذي لا يؤول إلى رماد وذكرى . 
 
فما زال جيله المستنسخ من روحه الفدائي وأصالته اليمنية الفذة يؤدون له التحية العسكرية يوميا كل صباح في طابور قوات الأمن الخاص ..
 
وإذا رأيت ثم رأيت سليم السياغي وقوات الأمن الخاص قلت يخلق الله من شبه شعلان أربعة وأربعين ألفا، لكن شعلان لا يشبه أحدا.   
 
قبل أربعة أيام كان أبو محمد 2022 يصافح مبتسما دفعة من جيله الشعلاني تخرجوا بأحزمة الرياضة القتالية .. لقد أنجز شعلان منظومة أمنية متكاملة سيرفع لها التاريخ قبعته كل صباح حتى ينسى رأسه. 
 
كونغ فو وكاراتيه ومحاربو الساموراي ، غواصون يرددون النشيد الوطني تحت الماء ، ويعودون من قاع السد العظيم بقطرات من مطر قديم، همى من سحابة في القرن العاشر قبل الميلاد ومازالت صالحة للشرب. 
 
إنهم يحرسون الماء والتراب.
 
كم عدد الخلايا الحوثية النائمة في مأرب التي وقعت عليها عين الصقر قبل أن تستيقظ، كم ؟!
وأيم والله! ، لو أن عشراً فقط استيقظت ، قبل عين النسر السبئي لكان حقل صافر الآن يصب في بطن عبد الملك الحوثي ، ولكانت مأرب أطلالا على طلل، لا أحد فيها ليبكيها إلا ما خطه امرؤ القيس بقدميه الضليلتين على رملة السبعتين والربع الخالي. 
 
كانت مليشيا الحوثي تملك كل شيء ، كل شيء! المال والسلاح والدهاء والخبث العريق .. خبراء التجسس الإلكتروني من الحرس الثوري الإيراني والخريجين الأوائل من أكاديمية الموساد السرية.. شبكات الاتصالات والانترنت ، عامة وخاصة، متخصصي الأمن السيبراني، ولا يجري أي اتصال هاتفي أو رسالة لا سلكية ، رسمية وشعبية ، عسكرية ومدنية ، في مناطق الشرعية إلا من تحت صناجة أذنها . .
 
 تملك أيضا أكبر شبكة من العملاء السفليين في شبكات الاتجار المظلم والإرهاب المنظم والطابور الخامس المندسين داخل مأرب ومراكز الشرعية السيادية . . عدد خلاياها النائمة في مأرب أكثر بكثير من عدد مقاتليها القتلى في جبهات المحافظة.. وكانت قبضة شعلان أكبر من أي جناح أسطوري في الميثولوجيا الشعبية. 
 
كانت تملك كل شيء مليشيا الحوثي ، و أمام شعلان لا تملك شيئا .. لا شيء. 
 
لو أن جيل عبد الغني شعلان أخرج بالطوهات الخلايا النسائية التي تم ضبطها قبل أن تحيض جريمة حوثية لأدلهم نهار المدينة من طفرة سوادها. 
 
كل الضربات التي من قبضة شعلان كانت استباقية وقاصمة.
 
ليس بعدها إلا العمى العظيم في أعين الحوثيين. 
أو ليس شعلان بطل المستقبل؟! المنقذ الحضاري الخالد الذي لم يغمد بعد مهنده اليماني الصقيل ، و مازال يهبط بذراعه المجنحة على رؤوس الخلايا من حيث لا تحتسب . 
 
أوليست الحضارة هي البطل. 

 
أوليس البطل هو شعلان. 
 
وأقسم لو أن الحوثيين حكموا العالم إلى العام 3022، فلن يكون يومئذ ثمة شخص يرعبهم أكثر من عبد الغني شعلان.
 
يكفي اسمه ليرتعش كل الأوغاد. .
 
يكفي اسمه لنمسك بشفرة القوة.. ش ع ل ا ن .


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

عبدالرزاق الحطامي