×
آخر الأخبار
محاكمة "الحرازي".. نيابة مليشيا الحوثي تصر على "الإعدام" وترفض إحضار الشهود مليشيا الحوثي تتجاهل نادي القضاة وتواصل اختطاف القاضي "قطران" مصر: تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 50 بالمئة بسبب توترات البحر الأحمر الخدمة المدنية تعلن الأربعاء إجازة رسمية صنعاء.. ضعف الإقبال يؤخر تدشين مليشيا الحوثي لمركز الهالك "الصماد" الصيفي الحكومة اليمنية: المؤهلات الصادرة عن جامعات إيرانية غير معترف بها بمزاعم إزالة الاستحداثات.. مليشيا الحوثي تنفذ حملة هدم واسعة لمنازل المواطنين في مديريات صنعاء إدانة حقوقية لاستمرار الجرائم "الحوثية" بحق المدنيين في تعز  المحامية "الصراري": عبدالملك الحوثي يقف خلف كل الانتهاكات التي طالت الصحفيين   في لقاء مع رئيس الوزراء.. ممثلو الأحزاب يؤكدون ضرورة معالجة الاختلالات وإعادة الاعتبار للدولة

أربعة أساتذة.. أربعة شهداء

الأحد, 21 أغسطس, 2022 - 10:38 صباحاً

كانت مليشيا الحوثي تنتشر، تهجم بأسلحة الدولة وبالألوية التي انخرطت معها. عندما اتخذت طريق  تعز ـ عدن، كان الأستاذ عبده أحمد الفهيدي يغلي ويحترق من أعماقه. وقبل أن تتشكل المقاومة في تعز، كان يستدين ويشتري قذائف الآر بي جي ليحارب منفرداً، يقطع طريق شهرة ويصل إلى نقيل السياني ويصنع الكمائن لمراكب المليشيا ومدرعاتها.. لم يعرف أحد ما يعمله الأستاذ إلا بعد فترة.
 
غامر بروحه وكان يذهب إلى الحوبان ليصنع الكمائن أيضاً، الأستاذ عبده أحمد كل شعر رأسه أبيض، المليشيا ألقت القبض عليه وهو يحمل صاروخ لو  "كان اشتراه من أفراد تركوا معسكرهم جهة ماوية"، كان ينوي أن يصنع كميناً بالصاروخ، لكنهم ألقوا القبض عليه قبل إطلاقه. قال لهم أنه اشتراه من أناس ليتاجر به، وأنه لا يعرف بالسلاح "يعلم الله موذه ياعيالي". أخرج لهم رزمة من المال ليؤكد أنه بريء صاحب دكان في القرية، طمعوا بالمبلغ. وعاد الأستاذ سالماً يحمل الصاروخ.
 
اتجهت المليشيا بكافة ثقلها وألويتها إلى ستين تعز، لم يكن المقاتلين قد امتلكوا الخبرة بعد، قاوم من قاوم وانسحب من انسحب. كان الأستاذ عبدالواسع صليح العوني يقود مجموعة من الأبطال. رفض الاستسلام. غطى على أفراد لينجوا بسلام، وظل يقاتل وحده، حتى استشهد.
 
بعد أن سقط الستين في يد المليشيا والألوية المهاجمة، لم ينم الأستاذ عبده أحمد. في الليل كان يتنقل من قرية إلى قرية ليستحث مقاتليه، كان يرمي على أبوابهم الحجار فيخرجون، ليسألهم بحرقة: ترقدوا.. والحوثة بالستين؟ أمانة يجي لكم نوم.. انا مايجيليش نوم..
 
في الهجمات المختلفة على المليشيا، كان صاحب الشعر الأبيض أولاً، يتم وضع الخطة فيستعجل بالتنفيذ. يباغت العدو ويثخنه، لا تشرق شمس يوم الهجمة إلا وعبده أحمد ومقاتليه قد قطعوا الطريق لتصل المجاميع بعده تباعاً.
 
في المدينة أيضاً، هاجم المليشيا في جبهات مختلفة، أشهرها "هجمة المرور".
 
في رمضان، قبل أكثر من ستة أعوام، استشهد عاصم صاحبي وماهر ابن عمتي، هما من الجنود المحاربين، يعرفهم عبده أحمد تمام المعرفة، عملوا سوياً بعض ما يتعلق بالحرب ضد المليشيا. تم تشييع البطلين في مقبرة القرية. في 18 رمضان شيعنا عاصم، وفي 21 رمضان شيعنا ماهر، في تلك الأيام، كان الأستاذ موجودا في قريته، يجمع ويحشد ويخطط لهجمة على ألوية الحوثي ومقاتليهم، حضر جنازة من سبقه بالشهادة، عاصم وماهر، كان يدنو منهما ويقبلهما، ويهمس معاتباً: سبقتوني.
 
ماهي إلا ستة أيام حتى تأتي الهجمة. لم يبرح ضوء الصبح إلا والأستاذ مع مقاتليه قد هاجموا النقطة الرئيسية للمليشيا في شارع الستين، وحرروا مواقع مرتفعة. كان مقرراً الوصول إلى تلة يتمركز فيها السلاح الثقيل للمليشيا، كنا في انتظار ضربة ثقيلة لم تأت. عبده أحمد لم يتراجع. ظل يهاجم.. يومها؛ استشهد الأستاذ حمود علي يحيى العوني، زجت المليشيا بتعزيزات كبيرة، انسحب من انسحب، ولكن عبده أحمد ظل يقاتل حتى آخر رمق. عذبهم، حتى عندما رفع يديه مستسلما وقد استشهد صديقه الأستاذ "العزي محمد" وشقيقه "محمد"، استدرجهم ليأخذوه، وحين وصل باغتهم بما تبقى من رصاص.. جندلهم هناك.. الفارون التابعون للمليشيا الذين نجوا، أصابوه بخوف واستشهد الأستاذ عبده احمد.
 
كان المقاتلون من كل فئة.. أساتذة وطلاباً، فلاحين وعسكريين. كان الأساتذة يعلمون الأبطال معاني التضحية على أرض المعركة، كما يعلمونهم الأبجدية على السبورات..
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

سلمان الحميدي