×
آخر الأخبار
عمران.. العثور على جثة "مسلح حوثي" في "عبارة" تصريف مياه  وثيقة تكشف وفاة مريض بسبب تلف جهاز التخدير في أحد مستشفيات صنعاء صنعاء.. حريق "هائل" يلتهم مجمّعاً تجارياً في منطقة شملان صنعاء .. والد الطفلة جنات يواجه الإرهاب الحوثي ويتمسك بمطلب اعدام الجاني "نجاد" مليشيا الحوثي تضاعف عملية زراعة الألغام بمحافظة الحديدة حماس: لا صفقة تبادل دون وقف العدوان على غزة الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب الى اقطاعية لعناصرها القادمين من صعدة​ وعمران​ رفض مجتمعي واسع لعملية تطييف مليشيا الحوثي المناهج الدراسية "تحالف حقوقي" يشدد على ضرورة حماية "الأطفال" من جميع أشكال العنف والانتهاكات "الأمريكي للعدالة" يدعو إلى حلول جذرية لمعاناة المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين

الاستقلال.. معنى الماضي وقيمة الحاضر والمستقبل

الاربعاء, 30 نوفمبر, 2022 - 10:16 مساءً

يمثل المسوغ القيمي والحق الإنساني والضرورة الحياتية التي أنجزت الاستقلال في العام 1967م القاعدة الاجتماعية والسياسية ذاتها التي يجب أن يقوم عليها كفاح اليمنيين اليوم؛ استناداً على تشابه واقع وضرورات المرحلة الراهنة وهموم وتطلعات المواطنين التي ينبغي أن تتحول إلى هاجس جماعي في ذهنية جميع القادة والنخب والقوى والمكونات السياسية والاجتماعية لمعالجة المشكلات التي يواجهها البلد في إطار استعادة الدولة الوطنية الجامعة لكل اليمنيين الضامنة لتحقيق العدالة وإصلاح الانحرافات ورعاية المواطنين على امتداد ربوع اليمن. 


الاستقلال الممتد نحو المستقبل

ما أحوجنا اليوم إلى استثمار ذكرى الاستقلال لتحقيق معانيه الواسعة التي تشمل التطور والنهوض والامتداد نحو المستقبل، فوٓفقاً للمعنى اللغوي لمفردة "الاستقلال" فهو يحمل دلالات أوسع من المعنى السياسي الذي يعتبر الاستقلال محطة وصول بمجرد التحرر من التبعية السياسية؛ ففي لسان العرب لابن منظور ورد معنى الاستقلال (استقلال طائر في طيرانه: أي نهض للطيران وارتفع في الهواء)، وفي المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية فمعنى الاستقلال (استقل القوم: أي مضوا وارتحلوا).


وبناء على هذا المعنى الواسع فإننا كيمنيين ونحن نحتفي بهذه الذكرى الـ 55 للاستقلال نجد أنفسنا أمام مهمة عظيمة في استكمال ما أنجزه السابقون بمواصلة مشوار النهوض والبناء لتحقيق تطلعات المواطنين ومعالجة مشكلات المجتمع والدولة في مختلف المجالات.


سعة الأثر وشمول الجغرافيا

لم تكن رسالة أولئك العظماء الذين صنعوا الاستقلال محدودة في جهة معينة من الوطن، بل كان فضاء ذلك الانجاز العظيم هو الوطن الكبير بكل أرجائه وبجميع مكوناته وفئاته، حيث كانت محطة الاستقلال حصيلة نضالات متكاملة لجميع اليمنيين جنوباً وشمالاً، فطوال تاريخ النضال الوطني الحديث شهدت أرجاء اليمن تناغما اجتماعيا وسياسيا تنعكس من خلاله إنجازات النضال في كل شطر من الوطن على الشطر الآخر منه، فمثلما انعكس انتصار ثورة سبتمبر شمالاً على انتصار أكتوبر جنوباً؛ فإن انتصار الاستقلال الوطني من المحتل في عدن قد انعكس على تحقيق الإرادة الثورية في فك الحصار الإمامي عن صنعاء في نفس العام 1967م.. إنها أقدار اليمنيين المشتركة العصية على الفكاك التاريخي بمشاريع  التفكك السياسي.


المسؤوليات المشتركة لانتشال البلد من وهدته

تفرض تحديات اليوم على جميع الاحرار المحبين لوطنهم استحضار معاني تلك التضحيات وترسيخ الإحساس بالمسؤولية الوطنية لإحداث تغيير حقيقي جامع تنصهر فيه المشاربع الجزئية في المشروع الوطني الكبير من خلال ترجمة منظومتنا القيمية المشتركة لينطلق منها النضال والكفاح المتجدد بتجدد الزمان، والمتطور بتطور الأحوال، وتأمين الترابط في السياق التاريخي بين الماضي والحاضر والمستقبل، وربط ذكرى الاستقلال بفكرة المواطنة المتساوية وقيم الحرية والعدالة والعمل والعطاء المتجرد، بما يعيد الاعتبار لتضحيات طلائع الثوار الأوائل وبما يحقق المكانة اللائقة التي تستحقها الدولة اليمنية وأبناء شعبها الصابر التواق لاستعادة المكانة باستعادة رابطة الهوية اليمنية الجامعة الضاربة جذورها في عمق التاريخ.

 
إن أكبر طعنة يمكن أن يتلقاها الاستقلال هي استمرار رفع الشعارات المناطقية الضيقة، وإطلاق دعوات التشرذم وتبني مشاريع التفتيت والتجزئة التي تضيف ضعفاً إلى ضعف، والتي تقوض معاني الاستقلال الحقيقية، فلا استقلال ولا استقرار ولا تنمية دون عودة التماسك الوطني وتوحيد جهود جميع القوى والمكونات في إطار مشروع وطني كبير يقوم أولاً على أولوية استعادة الدولة المختطفة وتحريرها من النفوذ الإيراني، وبنائها في إطار هويتها الوطنية وحضنها العربي وعمقها القومي والإسلامي.


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

د. عمر ردمان