×
آخر الأخبار
عمران.. العثور على جثة "مسلح حوثي" في "عبارة" تصريف مياه  وثيقة تكشف وفاة مريض بسبب تلف جهاز التخدير في أحد مستشفيات صنعاء صنعاء.. حريق "هائل" يلتهم مجمّعاً تجارياً في منطقة شملان صنعاء .. والد الطفلة جنات يواجه الإرهاب الحوثي ويتمسك بمطلب اعدام الجاني "نجاد" مليشيا الحوثي تضاعف عملية زراعة الألغام بمحافظة الحديدة حماس: لا صفقة تبادل دون وقف العدوان على غزة الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب الى اقطاعية لعناصرها القادمين من صعدة​ وعمران​ رفض مجتمعي واسع لعملية تطييف مليشيا الحوثي المناهج الدراسية "تحالف حقوقي" يشدد على ضرورة حماية "الأطفال" من جميع أشكال العنف والانتهاكات "الأمريكي للعدالة" يدعو إلى حلول جذرية لمعاناة المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين

قحطان الوطن الحر 

الخميس, 06 أبريل, 2023 - 02:28 صباحاً

قحطان بالنسبة لآسريه معادل للإصلاح بالدرجة الأولى، والاشتغال على قضية قحطان يتجاوز مطلب الكتابة عنه.
نريد لقضيته أن تظل حاضرة في بعدها الوطني وضمن ملفات التفاوض وفي صدارة الاهتمام. نريد عملا سياسيا يوزع العبء على النخبة السياسية كلها.. ثمة أفكار كثيرة ممكن طرحها لتكريس الاهتمام بقضية قحطان بصور فعالة.
كلنا مسكونون بقحطان وبكل المعتقلين والمخفيين، وكلنا نشعر بقلق على مصيرهم ونشعر بالعجز والوهن وقلة الحيلة في التعامل مع قضاياهم، كوننا نتعامل مع عصابة وضمن ظروف مقعدة ومحبطة وخطرة تقلص أمامنا خيارات الاحتجاج والضغط وتجعلنا في حالة توهان نعيش بضمائر معذبة مثقلين بآلام وأغلال كثار..
 يتملكنا جميعا هذا الأسى الخانق، لكن ماذا نفعل؟
نحن أمام أمرين: إما أن نحول قضيته إلى بكائية وموضوع إحباط ولوم واتهامات بالتقصير، أو ذكرى معذبة لا يسعنا معها سوى صمت المهزوم، وإما أن نجعلها قضية الوطن كله.
اعتقد أن قحطان -وهو في قلب التضحية- يلهمنا قولا وفعلا ما يليق به وبنا وبالقضية..
قحطان قصة كبيرة وغنية بالمعاني والدلالات.
جسد قحطان هناك، بينما روحه وأفكاره ومساره وتاريخه هنا يتحرك في كل الاتجاهات يتجاوز السجن والسجان.
قحطان موضوع قابل للأسطرة اذا تم التعامل معه بذكاء وخيال رحب وقدرة على الإحاطة بأكبر قدر من التفاصيل الحية..
قحطان موضوع الهام خطييير.. قحطان يدفع ثمنا بقدره وقدرنا جميعا وعلينا أن نطلق قحطان من أسر أحزاننا الصغيرة ونحرره من كل البكائيات والتعابير المشفقة لكونه هناك يواصل مهماته في تحريرنا جميعا وإنقاذ الوطن كله من الأسر..
نحن الآن أمام غايتين مرتبطتين: استنقاذ قحطان الشخص، واستنقاذ قحطان الفكرة والموقف. ومن المهم أن ندرك أن أية محاولة لتحويل قضيته الى مجرد مسألة حقوقية او إنسانية تعتمد المحاججات والمناشدات المعهودة واستدعاء كل ما هو شخصي وعائلي أمر ثبت عدم جدواه؛ إذ نتعامل مع عصابة منتقمة محاربة لها ثاراتها وقحطان بالنسبة لها رهينة وورقة ضغط وابتزاز.
واختياره هدفا لم يكن اعتباطا وإنما عن إدراك لثقله ولما يمثله ويعنيه على كل المستويات، وبالتالي فإن الاستمرار في محاولة إنقاذه باعتماد تجريده من كل تلك الأبعاد المرتبطة بالصراع والتي يراهن عليها آسروه عموما في تحقيق مكاسب وانتزاع تنازلات على صعيد القضية الوطنية وهنا نستطيع بوضوح تبين أين يقف قحطان.
وبالتالي فإن إسقاط هذا البعد في التعامل مع موضوعه يضعف قحطان الشخص ويقزمه ويهين تضحيته، والأسوأ من ذلك أنه لا يفضي الى استثارة شفقة آسريه وإيقاظ إنسانيتهم كي يقرروا إخلاء سبيله، وذلك لأنهم يدركون من هو قحطان الفكرة والموقف والقضية.
وبالتالي لا يكون أمامنا من سبيل سوى إبقاء قحطان الفكرة والموقف والقضية في حالة حضور حر ملهم غالب متحدي عصي على الأسر والإخفاء.
ما يضمن الحياة والحرية لقحطان الشخص والفكرة والموقف والقضية هو الوعي بهذا التلازم بين الذات والمبدأ وإدراك أن المبادئ تستحق كل هذا الفداء وأن المثل لا تعيش في الفراغ وانما تحتاج الى نماذج مجسدة ترينا مدى قدرة الانسان على التحقق والوصول الى  مستويات شاهقة من العظمة تغرينا دائما بالارتفاع وبلوغ القمم.
من الخطأ تحويل قحطان الى مادة لوم وتبكيت واتهام لسواه من السياسيين وغيرهم من الخطأ استخدام تضحية قحطان لهزيمة القيمة التي يضحي من اجلها قحطان .
ما يبقي قحطان حيا هو الحفاظ على قضيته حية، وإعطاء تضحيته معناها وأبعادها الوطنية والإنسانية ورمزيتها الكبرى على صعيد المقاومة والنضال.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

جمال أنعم