×
آخر الأخبار
دائرة الطلاب بإصلاح أمانة العاصمة تنعي التربوي "فرحان الحجري" مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"  "هولندا" تؤكد دعمها للحكومة الشرعية لتحقيق السلام الدائم والشامل انتهاك للطفولة.. منظمة ميون تحذر من مراكز الحوثي الصيفية لمشاركتهم في تظاهرة احتجاجية.. الحوثيون يختطفون أربعة من موظفي مكتب النقل بالحديدة صنعاء.. وكيل نيابة تابع للحوثيين يهدد محامية ونقابة المحامين تدين شبوة.. إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات الحوثيين الأكبر منذ 2015.. إيران تزيد من منحها الدراسية لعناصر مليشيا الحوثي تهديد "حوثي" للأطباء بعد تسرب وثائق تدينها بتهريب مبيدات مسرطنة تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق أطفال اليمن خلال أقل من عامين

عيدنا أنتم 

الأحد, 23 أبريل, 2023 - 04:02 مساءً

عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، اكرم الوليدي .
هذا مقام الزهو، لسنا هنا لنحصي الخيبات، لقد قمتم بكل ما هو عليكم، ومازال علينا معا مواصلة الطريق  ،
، لدينا الكثير مما نشكو منه ونأسى له، ولدينا انتم  عزاء كبير ،  ولدينا كل الأباة الشجعان الذين عبروا هذا الإمتحان الصعب  ، بكم جميعا  نلوذ كلما خبا العزم وانكسر شراع أو وهن ذراع.
انتم محررونا من أسر الضعف والجبن والأسى المقعد وكل دواعي الإنكسار  ، لم يكسرنا احد منكم تحت وطأة التعذيب ، تحديتم السجن  والسجان، بقلب وطن كبير سيظل بالحرية "عمراناً "لا يجانبه "توفيق"، ولا يخلف فيه الزرع  "حارثه " وطن هو "اكرم " الأوطان واعزها مذ كان.
بقلوبنا أنتم  هشام طرموم،  حسن عناب ، عصام بلغيث ، هيثم الشهاب ، هشام اليوسفي،  ومن قبلكم العزيز صلاح القاعدي  أول الخارجين بعد خمس من العناء ،  التقينا يومها في القاهرة، احتضنت فيكم  اليمن كلها ورفاق الأسر الباقين . ارتحلنا  في الطريق الطويل الى الحرية، استعدنا الأرواح العظيمة الواهبة المحررة، رموز الكرامة، والعلامات البارزة الهادية   . 
كانت تجربة السجن حاضرة  على طول المسار، وفي سنوات الدعة حيث كانت المعارضة تبدو ممارسة مرسومة يحددها المزاج الحاكم وتكيفها المخاوف،  جاعلة منها مجرد حلية،  او زينة ، واداءات كرنفالية صورية لا اكثر.
هذا الشكل الزائف من الأمان ، كان يبدو لي محض تواطؤ ، وكان السجن محك الصدق ربما حين يقرر الملاك المدجن تلبس روح الشيطان،  ذاك الذي يقرر العصيان عند أمل دنقل؛     
"المجد للشيطان معبود الرياح   
من قال لا في وجه من قالوا نعم".
السجن قرين الحرية، والثورة  ، لم يكن  في حياة  غاندي ورفاقه مجرد تجربة عارضة ، بل كان غاية بحسب نهرو رفيق غاندي والعقل المدبر، والذي يقول "كان السجن بالنسبة لنا نحن رفاق غاندي غاية وكان غاندي عندما يعتقل احدنا ،  يبرق اليه مهنئا وكان يقول:  الحرية لا تطلب في النوادي والبيانات والمهرجانات وانما تطلب في السجون والمعتقلات وغالبا على اعواد المشانق"
علي عزت بيجوفتش يرى السجن "نقصا في المكان وفائضا في الزمان"، " وهي عبارة تختزل حياة السجن حيث يمر الزمان بطيئا ثقيلا رتيبا  بنفس الإيقاع المكرور الممل .  في حين ينكمش المكان و يضيق  ويتقلص  يضغط  بمحدوديته على الروح السجينة حد الشعور بالإختناق  . في كتابه
 "هروبي الى الحرية " يعوض بيجوفتش انحباسه المادي بالهروب الى حريته الداخلية  وانفلاته الى عوالم الفكر والأدب والقراءة ويعكس الكتاب اجواء السجن وقلق الروح الحبيسة في انتظار الخلاص. 
ونجد فيه ذلك الثراءالثقافي و المعرفي والفلسفي والأدبي والفني  الذي ميز بيجوفتش من خلال التقاطاته وتأملاته واستدعائه لقراءاته الموسوعية  الشاملة  في شتى المجالات ووقوفه على مجمل العطاءات العلمية والفكرية والإبداعية القديمة والمعاصرة وانفتاحه على كل المصادر والمعارف  والخبرات  الإنسانية الملهمة   . 
"في السجن إما أن نكتئب  ونيأس وننكفيء  وننبش داخل الذات بحسب إندريه مالرو في "المذكرات المضادة " وإما أن نغادر  بأرواحناونتجاوز الأسوار  ونحلق في عوالم الروح و الحلم والخيال ولا نسمح للسجن بأن يسكننا ويحتجز إرادتنا وحريتنا ويقيد إمكاناتنا وقدراتنا على  الإنعتاق والإنطلاق بعيدا  
   نيلسون مانديلا 27 عاما من السجن والكفاح المرير، مع صف من رفاق الدرب ،  ومن زنازين سجن جزيرة روبن وسواه من المعتقلات  ، بزغ فجر جنوب افريقيا مطلع التسعينات،  ، كان  ماديبا الوجه  الأبرز للقصة والأسطورة  ، رحلة بالغة الطول والقسوة  لكنه لم يغادر لينتقم او يثأر من جلاديه، بل غادر ليكافح الظلم والعنصرية داعيا لوطن يسع الجميع . 
كثيرة هي مذكرات السجون ، وروايات المعتقل تحكي عن هذا التلازم بين الكفاح في سبيل الحرية والسجن   ومن المهم استيعاب هذه التجارب ضمن ثقافة النضال  من اجل الحرية  ، ميراث إنساني موجع  غالبا ما يدفع ضمن المسكوت عنه حال التسويات لكن تظل  تستدعيه الارتدادات الشنعاء  والتى تنشط  الذاكرة  وتوقظ  الجراحات والأوجاع 
بلادنا هبة الشهداء والمنافي والسجون  ،  تحدرت من كل أفق بزغت من قلب معتقلات الإمامة الرهيبة ، حيث نضج الثوار وتخلقت الثورة ، وتبلور المشروع  وتحددت الرؤية وبان المسار،  
 احببنا الجمهورية كلمة حرة تأبت على الخضوع والإذعان، حفظناها  قصيدة متمردة تحدت القيود والأغلال، عشقناها روحا مشتعلة، عابرة للظلام، سامقة عالية على كل الأسوار ،  
 روحا تخرج رافلة من قلب الجحيم ، هازئة بالمحن  والشدائد  والخطوب  روحا عرفت كيف تجاوز الألم  وتجتاز المعاناة بعظمة لائقة  يحكيها أبو الأحرار ذات خروج أشم :
"خرجنا من السجن شم الأنوف
  كما تخرج الأسد من غابها"
نمر على شفرات السيوف
ونأتي المنية من بابها  
لتعلم أمتنا أننا 
ركبنا الخطوب حنانا بها  "
  انتم إلإمتداد الأسمى لهذه الروح ،  
الإمامة سجن  هو صورتها وحقيقتها  
وهؤلاء احقر من سجاني الأمس، وان يسجنك المحتقر سيحاول سحقك اكثر، يغدو السجن بالنسبة له  مقايضة، محاولة يائسة لانتزاع اعتراف مستحيل  بالوجود. 
يدرك انه يحتجزك كلص  وخاطف وقاطع طريق، وسيحاكمك ويحكم عليك بالإعدام، وسيؤدي عروضا هزلية كثيرة، كي يطيل عذاباتك وكي يضغط بك ، وسيدعي انه انت، وسيمعن في إنكارك واخفاءك، وهو يدرك انه اسير الصغار والعار  وانك اكبر من أن تسحق وأجل من أن تغيب ، وارفع  من ان تُنال. لأنك
لم تغيبوا عنا أبدا ، كنتم اكثر الحاضرين ، ملء ارواحنا  ، في الخطرات والنظرات  في المواسم والصلوات، في رفة الأعياد،  مازلتم اللوعة والدمعة  الحنين والشجن  ، ، في وثبات البواسل  والكبرياء المقاوم، في احلام الظفر، ، في العتب المر والأسى الثقيل.   .
كنتم معنا بأكثر مما كنا معكم، شأن كل الكبار  اختارتكم الأقدار لتحمل العبء ، فتحملتموه  كأبطال فادين ، 
انه السجن رهان على الصمود والصلابة ،  ومالم يكن المعنى فيه اكبر من المعاناة يتداعى المرء وينهار .  تدركون جيدا ذلك السرالذي يمنح    العذابات ربما نوعا من العذوبةالمواسية  ويعين المرء على التماسك ويمنحه الكثير من اليقين والقوة والثبات       
   اهلا بكم في قلب المعترك  ، حيث تنتظركم الهموم والمهمات  لا شيء نقدمه لكم غير هذا الذي افتديتموه طوال ثمان سنوات 
 ومازال في انتظاركم لمواصلة الفداء والتضحية والنشيد  : .    
 سياتي الصباح الذي في النفوس
سياتي كما ابدعته الشموس
سيأتي الصباح وتأتي اليمن
جنانا بها كل غصن وطن. 
ستأتي السعيدة
كما صورتها عيون القصيدة
بلادا جديدة ..
بلادا جديدة .. 
عيدنا انتم أيهاالكبار .
 
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

جمال أنعم