عدم الاستقرار المناخي تهديد آخر لـ "اليمن"
الاربعاء, 25 أكتوبر, 2023 - 03:25 مساءً
إعصار "تنج" لكن يكون الأخير في سلسلة الأعاصير، التي تتعرض لها محافظات شرق اليمن وتعرضت المهرة وحضرموت وقبلهما سقطرى في 20 أكتوبر الحالي لتأثيرات الإعصار "تنج" وبادرت القيادة السياسية بحضورها في تلك المناطق ممثلة بالدكتور، رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي قام بزيارة تفقدية لمحافظة المهرة، تزامنت مع دخول الإعصار لمحافظة المهرة.. وسجلت اليمن أعلى معدلات الخسائر البشرية والمادية منذ إعصار تشابلا في العام 2015 م حيث لقي المئات حتفهم وفاقت الأضرار ملياري دولار خلال الثمان سنوات الماضية.
اليمن سوف تشهد حالة من عدم الاستقرار المناخي، تضيف عبئاً الى جانب عدم الاستقرار السياسي الذي تمر به البلاد، وتشير التقديرات إلى تنامي وارتفاع في معدل الأعاصير، الذي تتعرض لها المناطق الشرقية من اليمن حضرموت والمهرة وسقطرى، ولها تأثيرات في مناطق الداخل اليمني، مثال على ذلك فيضانات العام 1996م، الذي شمل معظم الاراضي اليمنية..
وتمضي معدلات الارتفاع بشكل لافت، وكان معدل هذه الأعاصير لا يتجاوز العشرات في القرن التاسع عشر والثامن عشر، قفزت المعدلات في القرن العشرين إلى 60 اعصاراً وقفزت في العشرية الثانية في القرن 21 فقط إلى 12 إعصاراً.
وتشير بعض الدراسات المناخية إلى أن اليمن سوف تتأثر بالتغيرات المناخية المحتملة، التي ستشكل عبئاً إضافياً على الاقتصاد الضعيف والتنمية المتعثرة، والمثال على ذلك تحتاج المناطق التي تكون في دائرة التأثير المباشر الى تخطيط دقيق فيما يتعلق بالتخطيط الحضري للسكان في الأرياف والمدن، وكذلك مواصفات المباني، ويشمل ذلك كل البنية التحتية الأساسية بحيث تكون بنية مقاومة للتأثيرات المناخية المحتملة، وستكلف مثل هذه البنية عشرات المليارات من الدولارات على خزينة عامة مفلسة هي الأخرى.
لكن حجم التأثير لن يتوقف هنا بل سيكون له تأثير على الموارد الطبيعية مثل الاحياء البحرية والغطاء النباتي والإنتاج الزراعي والمياه وفي جانب المياه سيضيف معضلة أخرى وهي شحة المياه في بلد يبلغ نصيب الفرد فيه 86 م مكعب في العام وهو واحد من أقل المعدلات في العالم.
وبالنسبة للتغيرات المناخية ومنها زيادة معدلات الأعاصير لا يعرف بالضبط أسبابها بشكل دقيق، وهناك وجهات نظر مختلفة منها ارتفاع درجة الحرارة والتي ينسبها البعض الى زيادة استهلاك كميات الوقود الأحفوري (نفط غاز فحم)، وأن هذا الاستهلاك المفرط أدى إلى ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري، ومع ذلك ظل الخلاف على أشده فيما يتعلق بنظرية الاحتباس الحراري ونسبتها الى كميات الطاقة المستهلكة في بلدان ما تقدمه معرفياً، وهناك توظيف سياسي لمثل هذه النظريات، وبعيداً عن السياسة هناك تغييرات مناخية ملموسة.
تحتاج بلادنا الى تقييم علمي وشفاف للتأثيرات المناخية المحتملة، حيث تشير بعض التقارير أن اليمن سوف تكون أحد البلدان الأكثر تأثيراً بتقلبات المناخ، وفي حالة بلادنا التي تمر بظروف سياسية وأمنية بالغة الصعوبة ستضيف التقلبات المناخية لها أعباء أخرى فهي تحتاج الى بلورة وجهة نظرها بالتنسيق والتعاون "فيما يتعلق بالحوارات والنقاشات الدولية حول المناخ والأضرار المحتملة، وحجم التأثيرات على الدول النامية والفقيرة في أطار الجهود الدولية المشتركة للتأثيرات المناخية".
ويلعب الإعلام دوراً حيوياً في إبراز القضايا الحيوية، الإعلام اليمني استهلك بشكل كبير أث ناء الصراع وما نتج عنه من انقسامات، علاوة على افتقاره الى قدرات نوعية فيما يتعلق بالبيئة والمناخ حيث يحتاج هذا النوع من الإعلام الى متخصصين ولصيقين بالأمور العلمية في هذا الجانب، لكن بالإمكان أن يعتمد على خبراء ومتخصصين في هذا الشأن.
*صحفي وكاتب، يشغل مدير أخبار إذاعة مارب المحلية