×
آخر الأخبار
8 سنوات من الحصار.. أهالي جمعية الفرقة السكنية في صنعاء يشكون ظلم وفساد الحوثيين  الوحدة التنفيذية في مأرب: تصريحات الوكيل "محمود صالح" عارية عن الصحة ومغايرة للواقع الميداني الخارجية الأمريكية تناقش مع "مسقط" قضية موظفي سفارتها في صنعاء المحتجزين لدى الحوثيين  رئيس الوزراء يوجه بإلغاء أي إجراءات تستهدف نشاط نقابة الصحفيين اليمنيين "الغذاء العالمي" يعلن عن حاجته لـ1.5 مليار دولار لتمويل أنشطته في اليمن  منظمات حقوقية تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال في اليمن مراكز المعاقين في صنعاء تؤكد الاستمرار في الاضراب الشامل صحة غزة: مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة  بن دغر: لقاء الإصلاح واللواء الزبيدي خطوة إيجابية لمصالحة وطنية شاملة  وقفات حاشدة في مأرب وتعز تندد باستمرار جرائم الاحتلال بحق سكان غزة

عودة زائفة للتعليم

الإثنين, 16 أكتوبر, 2017 - 01:25 مساءً

سواء استمر إضراب المعلمين أو تم إنهائه تحت دافع الترهيب أو الإغراء بنصف راتب صار بمثابة الإحسان وليس الحق المسروق؛ في كلا الحالتين الطالب هو ضحية فشل التعليم مثلما المعلم ضحية فشل الانقلاب في إدارة البلاد.

فقد صارت عودة الطلاب إلى المدارس الحكومية مطلب إنساني وليس حق لأبناء هذا الوطن.

فالجماعة التي انطلقت من مبدأ عنصري يؤمن بأفضلية عرق وسلالة وغرست فكرها الطبقي في عمق المجتمع اليمني منذ حطت رحالها قبل مئات السنين، ها هي تصنع فجوة جديدة تمزق نسيج اليمنيين وتقسمهم إلى طبقة قادرة على الحصول على التعليم وأخرى يعجزها سوء الوضع عن تلقي العلم..

هو مشهد آخر موجع وصادم في هذا الوطن رؤيته تزيد في تشاؤمنا في قرب الفرج بعد أن عجز الآباء عن إيجاد الحلول.

المدارس الأهلية التي فتحت أبوابها للقادرين على دفع الرسوم تقابلها المدارس المغلقة للدولة المنهوبة التي تعامل المدرس كأجير بلا حقوق.

تمايز طبقي آخر يستهدف هذه المرة أبناءنا الصغار، ليفتح عيونهم على واقع مؤلم فهم بلا تعليم ما دام ذويهم فقراء أو معسرين.

موجعة تلك النظرة التي ترتسم في عيون طلابنا عند رؤية تلامذة المدارس الأهلية يتوجهون إلى مدارسهم..

ومؤسف أن تعلو أصوات طابور الصباح والإذاعة المدرسية فتهيج أشواق الصغار وتمعن في عجز الكبار.

من أين سيوفر الأهل الذين لا يجدون القوت الضروري رسوم ومصاريف المدارس الأهلية؟

وكيف لبيئة بسيطة متواضعة الحال والثقافة ستفكر بأهمية التعليم الذي صار للمترفين فقط؟

المعلم الذي حمل وظيفة الأنبياء حطت هذه المليشيا من قدرة إلى أدنى مستوى، وصارت مطالباته بحقه في عداد الخيانات العظمى، وبدلاً من تفرغه لتعليم الأجيال انصرف لطلب الرزق في أعمال لا تمت لمهنته بصلة.

أعمال قد تحطّ من جلال وقدسية مهنة المعلم في ذهنية هذا الجيل، وتناقض تلك النظرة التي نشأت في قلوب الجيل السابق..

قصص يُدمى لها القلب تطالعنا كل يوم عن معلمين يعانون الأمرّين في هذا الوضع الذي فرضه الانقلاب.

مدير مدرسة يقضي قتلا بضربات مطرقة بعد أن أحوجه الحال للعمل في ورشة!

ومعلم يشنق نفسه بعد أن ضاقت به، وتكاثرت ديونه وطرد من منزل الإيجار.

قصص تناثرت على طول الوطن وعرضه، تحكي بؤس وشقاء هذا المعلم، فهل سيعود لممارسة عمله بذلك الإخلاص والتفرغ المرجو منه؟!!

وهل التلويح بنصف راتب سيغنيه لبقية العام أو يسد حاجته لنصف شهر حتى؟

أم أن الانقلاب يتعمد تدمير التعليم من الداخل مع الحفاظ على شكله الصوري في الدولة الصورية؟!!

لن يؤدي المعلم واجبه في ظل وضع كهذا، حتى لو ألزمه نبل المعلم ورحمته بتلاميذه أن يحاول القيام به كي لا يحرموا من التعليم..

ولن يجد الطالب حقه الكامل في معلم تناوشته هموم المعيشة وضيق الحال وعوز وفقر.

المصدر (يمن مونيتور)


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

فكرية شحرة