إذا هبت رياحك فاغتنمها!!
الأحد, 20 أكتوبر, 2024 - 06:18 مساءً
باتت الحكومة الشرعية مطالبة بتدارك ما فات والاستفادة مما هو آت، في ظل المعطيات الحالية لابد من اغتنام الفرص التي قد لا تتكرر في مواجهة التحديات والتغلب عليها ولكي نتجاوز معضلة التمرد الحوثي الارهابي نحن بحاجة الى تمتين الصف الوطني بإرادة سياسية وطنية خالصة وعمل سياسي دبلوماسي متزامن معها، وطي صفحة الخلاف السياسي وعدم الاستسلام لفجوة اختلاق الاعذار او المشي بحركة السلحفاة والتخوف من الإقدام، فالتراجع عن المشروع الوطني هاوية انتحار وسقوط جديد، قد لا يتعافى منه الوطن سنوات.
على القيادة السياسية الا تكرر اخطاء هادي في إهدار الفرص والتماهي مع المؤامرات ولخبطة عداد الأولويات وحياكة ونسج خط الحرير السياسي بحاجة لأيد عاملة وعقل نظيف وقلب شجاع وديناميكية فاعلة.
ولكي لا ندخل في نوم عميق وموازانات فاشلة لابد من اقتناص الفرص وتحريك البوصلة نحو الحديدة وصنعاء في ظل التجاذبات وتغير موازين التحالفات نحذر من الدخول في حلبة صراع بين مكونات الشرعية إذ أنه لم يعد من المجدي انتظار ماسيقدمه الاخرون او ماسيقولونه، نحن بحاجة الى عنصر المفاجأة والمبادأة وتوظيف الطاقات الكامنة واستدرارها في خدمة القضايا الوطنية والمصيرية.
لابد من تجاوز عقدة الخوف التي تولد العجز والهزيمة الصامتة، فاليمن في مرحلة انتشال والإقليم المحيط يدرك ذلك والمجتمع الدولي قد وعى الدرس جيدا، ليس من الجيد تسليم اليمن لجماعة عنف متمردة مسلحة بالطائفية والعنصرية في تنفيذ مشاريعها الارهابية التي تزعزع الامن والاستقرار وتهدد دول المنطقة بالفوضى.
العالم يدرك ان سياسة ايران في المنطقة زادت حدة وشراهة وتريد ان تلتهم الدول العربية واحدة تلو الاخرى بل وتسابق الزمن في السيطرة والنفوذ وامتلاك السلاح النووي الذي سيجعل منها قوة نفوذ قادرة على حرف البوصلة الغربية وتوجيه ضربات استباقية سياسية وعسكرية واقتصادية غير مدركة لمجمل التحولات وعمق الهوة التي باعدت بينها وبين شعوب المنطقة.
والآن أصبحت القيادة الحوثية الإرهابية في تخبط بلا شعور، وفي شلل غير مسبوق، على كافة المستويات والمجالات وقد تذهب الاستعراضات الفارغة في مهب الريح اذا ما جد الجد وحان الوقت لاستغلال الفرص وتوظيف الطاقات وتوجيهها نحو الهدف الوطني الأسمى لاستعادة الدولة ومؤسساتها من قبضة المومسات الإيرانية التي رقصت على أوجاع اليمنيين واستهانت بالدماء والأرواح، وزرعت الثارات وأظهرت قبحها وكشرت عن أنيابها العنصرية السلالية وتفجرت كصنافير من القيح النتن في وجه الشعب المغلوب على أمره،
ومهما ضعفت الشعوب واستكانت فانها تحمل من قيم البقاء ما يؤلها للقضاء على النفايات الطارئة والشعارات الزائفة التي زرعت الجوع والخوف ووزعته كهدايا مجانية للشعب اليمني الذي أطعمها من جوع وآواها من خوف، لكنها الضباع في قسوتها ووحشيتها لا ترعى جميلا ولا تقدر معروفا، الفكر العنصري ينمو في حظيرة العبيد ويسقى ببول الشيطان فهو توأم شجرة الزقوم طلعها كأنه رؤوس الشياطين وقعرها في الجحيم.
والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت والتحولات والحوثي جماعة دينية وظيفية ديماغوجية مخادعة ودوغمائية متربصة تركب صهوة القدس صباحا وتلعق أحذية إسرائيل وأخواتها مساء مهمتها حربنا وتصفية قضيتنا هذا ما يجب الاستعداد له!!!
تيقظوا..