×
آخر الأخبار
"زنازين متعددة" .. صحفي يسرد تفاصيل سجن الأمن المركزي للحوثيين بصنعاء الوحدة التنفيذية تدعو لإنقاذ النازحين في مأرب من موجة البرد "كل شيء ذهب".. كيف دمرت قوات الاحتلال مخيم جباليا للاجئين؟ لدورهم في غسل الأموال .. عقوبات أميركية على 12 فرادا وكيانا حوثيا الحوثيون يختطفون مدير مستشفى "يوني ماكس الدولي" في صنعاء  "الرئاسي اليمني" يدين العدوان الاسرائيلي على صنعاء ويحمل مليشيات الحوثي مسؤولية هذا التصعيد إب.. قبائل المحافظة تدرس خيارات للتصعيد ضد الحوثيين لتسترهم على قتلة الشيخ "أبو شعر"  منظمة تعيد تأهيل بيوت الأيتام في مأرب رابطة حقوقية تتحدث عن تصفية 128 مختطفًا على الأقل في سجون الحوثيين لماذا تزيد مليشيا الحوثي من استحداث السجون..؟

بروفايل

الإثنين, 04 نوفمبر, 2024 - 07:20 مساءً

في أرض اليمن التي شهدت كل ألوان العزيمة والكدح، وحملت حكايات من مروا فوقها، يولد في الأفق اسمٌ يكاد يكون مثل الجبال الصامتة؛ إنه اللواء الركن إبراهيم حيدان، وزير الداخلية.
 
رجل لا يرقص على أضواء الإعلام ولا يتخذ من الشعارات حصنًا، بل يغرس جذوره في قلب المشهد اليمني بصمت، كـ "حيد" في معناه الأصيل، ذلك الجبل المنيع الذي يثبت رغم ما تتقاذفه الرياح، ويظل هو هو، ثابتًا بلا تراجع.
 
ولد حيدان في عدن عام 1972، وتعلم في مدارسها، حيث كانت الملامح الأولى لذلك الالتزام الراسخ تتشكل في شخصيته، كأنها بذرة صبر تنبت على مرّ الأيام. لم يكن دربه عاديًا؛ اختار أن يحمل بين يديه مصير وطن، فكانت خطوته التالية هي الالتحاق بالكلية البحرية، تلك التي تخرج منها برتبة ملازم. كان بين الأمواج التي تغزو مياه البحار يحفر اسمه، لا لينشره، بل ليحمله كالعلم فوق كتفيه، شاهداً على درب منضبط لا يعرف المراوغة ولا الميل.
 
ومثلما تتسلق الجبال حبات الرمال الصغيرة، مضى حيدان يتدرج في الرتب العسكرية؛ فصار كبير المعلمين في الكلية البحرية، وانطلق بعدها للسلطنة العمانية ليدرس دورة القيادة والأركان، ثم ارتحل إلى الولايات المتحدة في دورة تأهيلية. كانت كل خطوة له بمثابة درس عميق في الالتزام، يتركها وراءه كأثر من آثار الكدح.
 
في عام 2015، وفي معركة تحرير عدن من الحوثيين، ظهر حيدان في ساحة القتال، ليس كقائد يستعرض عضلاته، بل كجندي صامت، كحيد ينفصل عن صخوره، ويهبط ليشارك الأرض نزفها. حمل بعدها مسؤولية إعادة تأهيل اللواء الثالث حماية رئاسية، كأنما يعيد جمع شتات القلوب المتعبة، ويرسم الأمل على ملامح العائدين.
 
وفي عام 2020، جاء تعيينه وزيرًا للداخلية ليحمل عباءة الأمان في زمن يموج بالفوضى، فكانت خطواته متزنة، مليئة بالعمل الجاد والمتوازن. ولم يكن بحاجة إلى ضجيج، كأنها أقدار الجبال التي تظل راسخة بلا كلمة، فيبقى أثرها يتردد عبر الصدى.
 
لم تقتصر إنجازاته على تثبيت دعائم الأمن؛ فقد أدخل تقنية الهوية الذكية في مصلحة الأحوال المدنية لأول مرة في تاريخ اليمن، كما لو أنه يفتح بابًا من المستقبل على وطنٍ أنهكته أعباء الماضي. أما الناس، فيدركون في صمتهم أن هناك في البلاد "حيدان" لا حيدًا واحدًا، هو وحده الجبل الذي لا ينساب من فوقه الرمل، ولا يتساقط منه الصخر، يمضي ثابتًا كإيمان لا يتزعزع.
 
إن "حيدان" ليس مجرد مسؤول، بل فكرة وطنية نقية، بعيدة عن الطمع والرياء، تستحق أن تُكتب في ذاكرة اليمن كقصيدة غير منسية، كدرب ضيق لكنه صلب، كصورة غافية في صدر شعب تاق للأمان، تتهادى بين جنباته حكاية رجل يحمل الوطن فوق كتفيه، ويمضي به بهدوء، نحو غدٍ ربما يعرف قيمة الصمت والعمل المخلص.
 
ولست أعرف اللواء حيدان شخصيًا، ولا طمع لي لديه، لم نلتقِ أبدًا، ولكنه استحقاق أن نسلط الضوء على شخصيات لها وزنها المحترم، تكتفي بالعمل دون ضجيج، وتلتزم بنضال هادئ يمنح اليمن أملًا في رجالات قادرة على أن تعيد إشراقته.
 
إنه نموذجٌ نادر، بعيد عن المصالح والأطماع، كصورة غافية في صدر شعب تاق للأمان، تتهادى بين جنباته حكاية رجل يحمل الوطن فوق كتفيه، ويمضي به نحو غدٍ قد يعرف قيمة الصمت والعمل المخلص.

المقال من صفحة الكاتب 
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

سام الغباري