×
آخر الأخبار
حرب الطرقات مستمرة.. 38 قتيلًا وجريحًا في حوادث السير خلال 24 ساعة بين الشمس والغاز.. خبير دولي يكشف طريق الخلاص من أزمة الكهرباء في اليمن وفاة 16 بينهم أطفال.. مئات الآلاف يواجهون خطر الغرق جرّاء العاصفة في قطاع غزة محاكمة صورية لموظفين سابقين في سفارة واشنطن.. الحوثيون يستغلون المختطفين لتدريب طلبة الشريعة مركز حقوقي يدعو الأمم المتحدة للضغط على المليشيات لتغيير وفدها المفاوض في مسقط المتورطين في ممارسات تعذيب مأرب.. رئيس هيئة الأركان العامة يشيد ببطولات وتضحيات قبيلة أرحب. الاتحاد الدولي للصحفيين يدعو الأمم المتحدة لاستبعاد " الإرهابي المرتضى" من مفاوضات مسقط القوات المسلحة: 32 شهيدًا و45 جريحًا في هجوم للانتقالي بحضرموت (بيان) الرئيس العليمي يدعو أبناء حضرموت والمهرة إلى الالتفاف حول الدولة مركز حقوقي: هجوم الانتقالي على سيئون وحضرموت خلّف 76 قتيلًا وانتهاكات جسيمة

بلا عنوان!

الخميس, 23 نوفمبر, 2017 - 06:37 مساءً

منذ أن عرفنا القراءة، مرت بنا مفردة "الحرية" مرات عدة، قبل أن تقترن بمفردة أخرى: الرأي.
 
بعد ذلك -وبعد أن عرفنا كيف نقرأ- صرنا نستحلب عبارة "حرية الرأي" من ضرع النص إلى دلو الواقع، غير أننا عندما نحاول تذوُّقها نجد لها طعماً مختلفاً في كل مرة!
 
كان الطعم في الغالب إما حامضاً أو تُغلّله المرارة أو الملوحة، أما حلاوته اللذيذة فلم نتذوقها يوماً إلاَّ في أحلامنا التي كنا نعتقدها يوماً جزءاً حميماً من الواقع، فاذا بها تعاني انفصاماً حاداً مع الواقع.. أم تراه العكس صحيح؟
 
كان المهاتما غاندي يكتب -سرَّاً-  مقالات تُخالِف آراءه واطروحاته، وينشرها، ليُعلِّم الناس أبجدية حرية الرأي وقواعد المعارضة الفكرية. ولم يكتشف أحد هذا السرّ إلاَّ بعد رحيله.
 
ويُنسَب الى فرانسوا فولتير القول: قد أختلف معك في الرأي، لكنني مستعد للتضحية بحياتي دفاعاً عن حقك في ابداء رأيك. وقلت إن هذا القول يُنسب إليه، فالقائل الحقيقي كاتبة تدعى ايفلين بياتريس هول، وقد حدث التباس بينهما في واقعة ليس هنا مجال سردها.
 
أما جورج برنارد شو فقد قال يوماً: إذا أردت معرفة ما في عقل شخصٍ ما، فاسمعه يُحاوِر من يختلف معه في الرأي.
 
وثقافة الاختلاف بضاعة غير متداولة في سوق العرب. فالعربي -منذ القدم- لا يعرف الجدل أو الحوار في القضايا الخلافية. فهو يلجأ إلى السيف في حلّ هذا النوع من الأمور. وقد حلّ البندق محل السيف في زمنٍ تالٍ. ثم حلت الدبابة محل الجميع.
 
غير أن الأدهى أن هذا المشهد ليس سائداً في أوساط العامة والدهماء فحسب، بل استشرى أيضاً في أوساط النخبة -أو ما يُفترَض أنهم نخبة- من أهل الفكر والسياسة على السواء.
 
ويومَ أن يتفق أهل الشأن في اقامة حالة حوار للبتِّ في أمرٍ ما ذي طبيعة خلافية بينهم، لا تُكتَب لهذه الحالة طول العمر، ناهيك عن النجاح والفلاَح.
 
وفي التاريخ نقرأ ونفهم ونوقن أن الحوار يعقب الخلاف الحاد الداعي أحياناً لاشتعال فتيل الحرب.. إلاَّ لدى الحرب -واليمنيين بالذات- فأنهم يبدؤون بالحوار، لينتهي بهم المطاف إلى الخلاف، فالحرب!
 
ثم بعد ذلك يضطرون إلى تدشين حالة حوارية جديدة بعد أن تخمد نيران المعارك، غير أنها سرعان ما تستحيل إلى حالة خلافية أكثر حدَّة من سابقتها، وبالتالي خوض جولة أخرى من المعارك... وهكذا دواليك!
 
انظر إلى حروبنا اليمنية (في الشطرين قبل الوحدة، ثم في الدولة الواحدة) ستجد أنها اشتعلت بعد حوار أو جدل بُغية التفاهم والتناغم والاتفاق.. حتى أن الخصوم -في إحدى تلك الحروب- اتفقوا مبدئياً وأخلاقياً على عدم اللجوء إلى السلاح في حل الخلاف بينهم، بل اعتبروا من يطلق الرصاصة الأولى مداناً بالخيانة العظمى بالضرورة. وحين صحونا صباح يومئذٍ على حرب ضروس، لم نجد إجابة شافية عن السؤال الضروري: من الذي خان؟
 
والأمر ذاته -الحوار أولاً كمقدمة للحرب تالياً- حدث في حرب صيف 1994 بعد حوار أسفر عن وثيقة عهد واتفاق كانت يومها من أفضل مخرجات العقل السياسي اليمني، ثم انقلاب 2014 واستيلاده لحرب 2015 بعد حوار وطني شامل ووثيقة سلم وشراكة التهمتها النيران قبل أن يجف حبر التوقيع عليها من الأطراف كافة!
 
متى نفهم أن الله خلق الحوار ليمنع الاحتراب، وليس العكس؟ وانطلاقاً من مبدأ حرية الرأي وضرورة الحوار، سأترك اختيار عنوان هذا المقال من صلاحية القارئ الكريم.
 
*نقلا عن يمن مونيتور
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1